بلجيكا تراهن على دومينيكو تيديسكو لتبديد الشكوك

الاتحاد البلجيكي في محاولة أخيرة لتحقيق التطلعات.
الخميس 2023/02/09
مهمة صعبة

تولى المدرب دومينيكو تيديسكو منصب المدير الفني للمنتخب البلجيكي لكرة القدم خلفا لروبرتو مارتينيز، وتتمثل مهمته الأولى في قيادة الفريق إلى التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية “يورو 2024” المقررة في ألمانيا.

بروكسل – قرر الاتحاد البلجيكي لكرة القدم الاعتماد على الشاب الإيطالي – الألماني دومينيكو تيديسكو للإشراف على منتخب وطني غارق في شكوكه، بعد وصول الجيل الذهبي إلى نهاية حقبة لم ترتق إلى مستوى التوقعات والطموحات، وذلك بالتعاقد معه الأربعاء حتى نهاية كأس أوروبا 2024 وفق ما أعلن. واستعان الاتحاد البلجيكي بابن الـ37 عاما لخلافة الإسباني روبرتو مارتينيز، رغم سجله التدريبي المتواضع وخلافا لرغبة بعض اللاعبين مثل روميلو لوكاكو وتوبي ألدرفيرلد اللذين رشحا النجم الفرنسي السابق تييري هنري لتولي المنصب، استنادا إلى خبرته مع “الشياطين الحمر”، بما أنه تولى في الأعوام الأخيرة مهمة مساعد المدرب. وقال الاتحاد في بيان “يفخر الاتحاد الملكي البلجيكي لكرة القدم بالإعلان عن تعيين دومينيكو تيديسكو مدربا جديدا للمنتخب الوطني”، مضيفا “تم تشكيل فريق عمل داخل الاتحاد البلجيكي لكرة القدم في بداية ديسمبر… تم تكليف فريق العمل هذا بإيجاد مدرب وطني جديد، بالإضافة إلى تقديم المشورة بشأن مواصلة تطوير النواة الفنية للاتحاد البلجيكي لكرة القدم”.

وتابع “سيخلف الإيطالي دومينيكو تيديسكو روبرتو مارتينيز كمدرب وطني لمنتخب الشياطين الحمر البلجيكي. سيوقع عقدا مع الاتحاد البلجيكي حتى بعد كأس أوروبا 2024″، محددا “تتمثل مهمته في قيادة الشياطين الحمر إلى التأهل لكأس أوروبا 2024 في ألمانيا”. وبذلك، أكد الاتحاد البلجيكي ما تناقلته وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة عن التوجه للتعاقد مع تيديسكو الذي سيرافقه فرانك فيركاوترين في منصب المدير الرياضي الجديد للمنتخب، الذي كان يشغله أيضا مارتينيز الراحل عن “الشياطين الحمر” مباشرة بعد الخروج من الدور الأول لمونديال قطر.

واحتاج الاتحاد البلجيكي إلى شهرين لاتخاذ قراره بشأن المدرب الجديد وشكل لهذه الغاية مجموعة عمل، وكان لوكاكو إلى جانب كيفن دي بروين والحارس تيبو كورتوا من ركائز المنتخب الذين تمت استشارتهم لمعرفة رأيهم في هوية المدرب الجديد. وقال بيتر بوسارت الرئيس التنفيذي للاتحاد البلجيكي في بيان “التوافق مع دومينيكو تيديسكو كان حاضرا منذ بداية المحادثات. لقد كان خيارنا الأول”. وأضاف “هو يمثل كرة القدم التي نود جلبها، والتي تعتمد على النشاط مع الضغط الهجومي القوي. نحن نثق بشدة في جيل اللاعبين الحالي لدينا. وعلى مدربنا الجديد العمل معهم وقيادتنا إلى نجاح جديد”. وقال تيديسكو “هو شرف بالنسبة لي أن أصبح المدير الفني للمنتخب البلجيكي. أتطلع حقا إلى المهمة ومتحمس للغاية. لقد كان لدي شعور رائع من بداية المحادثات”.

لتحقيق التطلعات

تيديسكو سيحاول أن ينجح في ما فشل فيه سلفه مارتينيز الذي عجز عن ترجمة نجومية لاعبي المنتخب إلى نتائج ترتقي إلى مستوى التطلعات

ونقل موقع الاتحاد البلجيكي عن المدرب السابق للايبزغ (2021 – 2022) وشالكه الألمانيين (2017 – 2019) وسبارتاك موسكو الروسي (2019 – 2021) قوله “بالنسبة إلي، هذا شرف كبير أن أكون المدرب الجديد لبلجيكا. أنا أتطلع حقا بفارغ الصبر إلى هذه المهمة وأنا متحمس للغاية. كان لدي شعور جيد جدا منذ المحادثة الأولى (مع الاتحاد)”. وسيحاول تيديسكو أن ينجح في ما فشل فيه سلفه مارتينيز الذي عجز عن ترجمة نجومية لاعبي المنتخب إلى نتائج ترتقي إلى مستوى التطلعات، ليكون يوم الأول من ديسمبر بمثابة نهاية حقبة الجيل الذهبي بعد الخروج من الدور الأول لمونديال قطر. ودخل دي بروين ورفاقه إلى المونديال القطري وهم يدركون أنها الفرصة الأخيرة لمحاولة الارتقاء إلى مستوى سمعتهم بين أفضل لاعبي القارة العجوز.

لكن المغرب فعل فعلته وأسقط رجال مارتينيز في الجولة الثانية 2 – 0، ما جعلهم مطالبين بالفوز في الجولة الأخيرة على كرواتيا، إلا أن هذا الأمر لم يحصل فاكتفوا بالتعادل وانتهى المشوار. مباشرة وبعد انتهاء المباراة أعلن مارتينيز أنه سيغادر المنصب الذي استلمه عام 2016. كان وداعا مريرا لهذا المدرب الذي لحق به النجم إدين هازارد بإعلانه اعتزاله الدولي. في تشكيلة من النجوم ضمت إلى دي بروين، كورتوا، هازارد والدبابة البشرية لوكاكو، صنفت بلجيكا كأحد المرشحين البارزين في المونديال. لكن يوم الأول من ديسمبر على عشب ملعب أحمد بن علي في الريان كان سوداويا بالنسبة للكرة البلجيكية التي شهدت نهاية حقبة جيل ذهبي ورحيل أحد مهندسي نهضة “الشياطين الحمر” مارتينيز.

قبل أربعة أعوام، كان الجيل الذهبي لبلجيكا في أوج عطائه ووُضع على رأس لائحة المرشحين للفوز باللقب العالمي الأول في تاريخ البلاد، لكن المشوار لم يصل إلى نهايته وتوقف عند دور الأربعة على يد فرنسا التي توجت لاحقا باللقب. بعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا في ما اعتبر، حتى الآن، كأفضل نتيجة في حقبة كان منتظرا أن يحقق “الشياطين الحمر” خلالها الكثير.

مرشح محتمل

yy

بالنسبة إلى منتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل باللقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزيا بما فيه الكفاية، مما أدى إلى تصنيف بلجيكا على أنها “ضعيفة الإنجاز”. ومع بلوغ الغالبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينات، يبدو مونديال قطر كان آخر محطات هذا الجيل ما يجعل تيديسكو أمام مهمة محاولة الاستفادة مما تبقى منهم إلى أقصى حد. وفيما تمثل المواهب الناشئة مثل لويس أوبندا (22 عاما)، شارل دي كيتلار (21 عاما) وأمادو أونانا (21 عاما) الأمل لمستقبل مشرق لبلجيكا، يبدو أن نجوما حاليين مثل دي بروين (31 عاما)، كورتوا (30 عاما)، توبي ألدرفيرلد (33 عاما)، يان فيرتونغن (35 عاما)، أكسل فيتسل (34 عاما)، ودريس مرتنس (35 عاما) سيعتزلون أو سيقدمون أفضل وآخر ما لديهم بحلول كأس أوروبا 2024. وتخوض بلجيكا أول مباراة في تصفيات كأس أوروبا 2024 في الرابع والعشرين من مارس في السويد، قبل مباراة ودية أمام ألمانيا بعد أربعة أيام.

17