بكتيريا الأمعاء تلعب دورا في محاربة عدوى كورونا

باحثون يكشفون أن مرضى كوفيد – 19 لديهم مستويات مستنفدة من العديد من بكتيريا الأمعاء المعروفة بتعديل الاستجابة المناعية للشخص.
الخميس 2021/01/14
بكتيريا الأمعاء يمكنها تعديل الاستجابة المناعية

بكين- أظهر بحث أعدّه خبراء من جامعة هونغ كونغ الصينية أن الأشخاص الذين يعانون من عدوى فايروس كورونا لديهم تركيبة من بكتيريا الأمعاء متغيرة بشكل كبير، ما يعني أن أمعاء الشخص قد تلعب دورا في محاربة عدوى فايروس كورونا والوقاية من أعراض الإصابة الشديدة.

وقال الخبراء إن كل شخص لديه مجموعة فريدة من البكتيريا في أمعائه والتي تلعب مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك تعديل الاستجابة المناعية.

ووجد بحث منفصل من كوريا الجنوبية أن الذين يعانون من ضعف أداء الأمعاء هم أكثر عرضة للإصابة الشديدة بكوفيد – 19، لأن نقص الميكروبات السليمة يجعل من السهل على الفايروس إصابة الخلايا في الجهاز الهضمي.

وقام فريق من هونغ كونغ بفحص الدم والبراز وسجلات مئة مريض في المستشفى مصابين بكوفيد – 19 بين فبراير ومايو 2020، وقدم سبعة وعشرون من هؤلاء أيضا عينات بعد ثلاثين يوما من انتقال العدوى.

وجمع الباحثون أيضا عينات من ثمانية وسبعين شخصا غير مصابين بكوفيد – 19 والذين كانوا يشاركون في دراسة الميكروبيوم قبل الوباء. وخلصت الدراسة إلى أن ميكروبيوم الأمعاء قد يكون متورطا في درجة شدة كوفيد – 19، ربما عن طريق تعديل الاستجابات المناعية للمضيف.

البكتيريا

ووجد المؤلفون أن مرضى كوفيد – 19 لديهم مستويات مستنفدة من العديد من بكتيريا الأمعاء المعروفة بتعديل الاستجابة المناعية للشخص. واستمرت التغييرات في التركيب البكتيري لمدة شهر على الأقل بعد إزالة الفايروس.

كما أفادت ورقة بحثية منشورة في مجلة “غيت” أن عددا من المرضى المتعافين من فايروس كورونا يعانون من أعراض مستمرة، مثل التعب وضيق التنفس وآلام المفاصل، بعد مرور أكثر من ثمانين يوما على ظهور الأعراض الأولية. وافترضت أن اختلال التوازن البكتيري في ميكروبيوم الأمعاء يمكن أن يساهم في المشاكل الصحية المتعلقة بالمناعة بعد الإصابة بكوفيد – 19.

وكشفت عينات الدم أن الخلل الميكروبي مرتبط أيضا بمستويات أعلى من السيتوكينات، وهي جزيئات صغيرة تعد جزءا طبيعيا من الاستجابة المناعية ولكنها يمكن أن تسبب ضررا إذا لم يتم تنظيمها بشكل صحيح.

وكانت الدراسة قائمة على الملاحظة ولا يمكنها تحديد ما إذا كان فايروس كورونا يغير ميكروبيوم الأمعاء، أم أن الميكروبيوم الضعيف يؤدي إلى عدوى أكثر شدة. ومع ذلك تشير دراسة منفصلة أجراها باحثون كوريون جنوبيون ونشرت في مجلة “إم بيو” وتمت مراجعتها، إلى أن الخيار الأخير هو الأكثر ترجيحا.

وحلل الأكاديميون في مختبر جامعة كوريا للتفاعلات بين الإنسان والميكروبات البيانات من دراسات مختلفة بحثت في تأثير صحة الأمعاء السيئة على درجة الإصابة بفايروس كورونا.

ويعتقد الدكتور هينام ستانلي كيم الذي قاد المراجعة، أن هناك الآن دليلا قويا يدعم الادعاءات القائلة بأن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورا أساسيا في الاستجابة المناعية لعدوى كوفيد – 19.

ويشير الدكتور كيم إلى أن القناة الهضمية المختلة قد تؤدي إلى تفاقم شدة العدوى لأن المستويات الميكروبية المنخفضة تجعل من السهل على الفايروس التاجي الوصول إلى سطح الجهاز الهضمي والأعضاء الداخلية.

وتحتوي هذه الأعضاء على مستقبلات على سطحها تسمى “ACE2″، وهذا البروتين البارز هو ما يختطفه الفايروس من أجل الوصول إلى الخلية ويوجد بكميات عالية في الرئتين والجهاز التنفسي وكذلك في الجهاز الهضمي. وقال الدكتور كيم “يبدو أن هناك صلة واضحة بين ميكروبيوم الأمعاء المتغير والإصابة الحادة بكوفيد – 19”.

وميكروبيوم الأمعاء حساس للغاية ويتفاعل بناء على صحة الشخص ونظامه الغذائي وبيئته. ويحاول العلماء معرفة المزيد ولكن من المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري لديهم ميكروبيوم غير متوازن.

17