بقاء كيليان مبابي في باريس يثير حفيظة الإسبان

قرر باريس سان جرمان بطل دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم السبت تمديد التعاقد مع كيليان مبابي مهاجم فرنسا حتى 2025، وسط سعادة هائلة من مشجعي نادي العاصمة. وفي وقت سابق اقترب مبابي، والذي يعد من أبرز المواهب الصاعدة، من الرحيل عن باريس سان جرمان في انتقال مجاني بعد نهاية الموسم الجاري.
باريس - حسم المهاجم الدولي الفرنسي كيليان مبابي أمره وقرر البقاء مع فريقه الحالي باريس سان جرمان عوضا عن الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني، موقّعا بشكل رسمي عقدا جديدا حتى 2025 في خطوة وصفت في إسبانيا بأنها “إهانة لكرة القدم”.
ومن ملعب بارك دي برانس قبيل المباراة ضد متز في المرحلة الأخيرة من الدوري الفرنسي، أعلن الرئيس القطري لسان جرمان ناصر الخليفي عن تمديد العقد لثلاثة أعوام إضافية، واضعا بذلك حدا لرغبة ريال مدريد في ضمه إلى صفوفه.
وقال مبابي بعدما أذاع الخليفي لجمهور بارك دي برانس خبر تمديد العقد “أنا سعيد جدا لبقائي في فرنسا، في باريس، في مدينتي. آمل أن أواصل القيام بما أحب القيام به وهو لعب كرة القدم والفوز بالكؤوس”.
وتزامنا مع الإعلان الرسمي عن بقاء مبابي مع الفريق الذي انضم إليه عام 2017 من موناكو مقابل 180 مليون يورو، أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم في بيان أنها ستتقدم بشكوى ضد سان جرمان أمام الاتحاد الأوروبي للعبة ويفا، وذلك “دفاعا عن سلامة النظام الاقتصادي لكرة القدم الأوروبية”. ورأت “لا ليغا” في بيانها أن تصرفات الخليفي “تشكل خطرا على كرة القدم الأوروبية”، مضيفة أنها ستتقدم بشكوى “إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والسلطات الإدارية والضريبية الفرنسية والجهات المختصة في الاتحاد الأوروبي”.
وأشارت التقارير إلى أن العرض الأخير الذي قدّمه ريال لابن الثالثة والعشرين عاما قدره قرابة 190 مليون يورو مكافأة توقيع، وراتب سنوي صاف بقيمة 40 مليون يورو، بالإضافة إلى 50 في المئة من حقوق صورته على غرار باقي لاعبيه.
لكن المقربين من مبابي يفضلون نسبة 100 في المئة التي عرضها سان جرمان. ولم يكن رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس، الذي توقع الجمعة أن ينضم مبابي إلى ريال مدريد، راضيا عن الطريقة التي حصلت بها الأمور، قائلا على تويتر “ما يفعله باريس سان جرمان من خلال تجديد عقد مبابي مقابل مبالغ مالية كبيرة… بعد تكبده خسائر بـ700 مليون يورو في المواسم الأخيرة ومع فاتورة رواتب تزيد عن 600 مليون يورو، إهانة لكرة القدم”.
صفعة قوية

قلب قرار كيليان مبابي نجم باريس سان جرمان، بتجديد عقده مع ناديه الفرنسي، الأمور رأسا على عقب داخل أسوار ريال مدريد. قرار البقاء في باريس سان جرمان كان بمثابة الصفعة على وجه فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد.
وكان يحلم بيريز بضم مبابي في صفقة انتقال حر، لتدعيم خط هجوم الميرنغي بجانب بنزيما للقتال على الألقاب والسيطرة أوروبيا. وبالفعل كان لمبابي حلم باللعب بقميص ريال مدريد، حين ظهر وهو بعمر 14 عاما مرتديا قميص الملكي، والتقط صورة مع مثله الأعلى كريستيانو رونالدو، وزار مرافق المدينة الرياضية “فالديبيباس”.
صفعة مبابي لبيريز ليست في عدم قدومه وتدعيم الفريق فقط، بل لأنه أربك كل خطط الإدارة، التي لم تضع أي خطة بديلة في حال فشلت الصفقة، نظرا لأن كل شيء كان مضمونا ليرتدي مبابي قميص الريال في الموسم الجديد.
وحتى الآن لا يملك ريال مدريد أي خطة لتعويض صفقة مبابي، وسيتم تأجل كافة التحركات لما بعد نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول.
وأغلب الظن سيتجه ريال مدريد لتجديد الثقة في لاعبيه الشباب مثل فينيسيوس جونيور ورودريغو وماركو أسينسيو، مع محاولة إيجاد مهاجم قوي قادر على منافسة بنزيمة خلال السنوات المقبلة.
ووفقا لصحيفة “ذا أتلتيك” البريطانية، فإن ريال مدريد يفكر في تعويض صفقة مبابي عن طريق التعاقد مع واحد من الثلاثي التالي: محمد صلاح وساديو ماني (ليفربول) وريتشاليسون (إيفرتون).
وتنتهي عقود صلاح وماني مع ليفربول في صيف 2023، وهناك الكثير من الجدل بشأن مفاوضات التجديد معهما. ولا تعد هذه المرة الأولى التي يرتبط خلالها صلاح وماني بالانتقال إلى ريال مدريد، بل تكرر الأمر أثناء تواجد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.
وسبق أن تدرب ريتشاليسون تحت قيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، عندما كان يعمل في إيفرتون.
مستقبل مجهول
لا يمكن للمدرب الأرجنتيني لسان جرمان ماوريسيو بوكيتينو سوى أن يكون سعيدا ببقاء مبابي، على الرغم من أن مستقبله شخصيا ليس مضمونا في بارك دي برانس.
وقال مدرب توتنهام الإنجليزي السابق “آمل أن يبقى كيليان هنا لأعوام عدة قادمة، لكن لا يمكنني أيضا أن أكذب. لا أعرف ماذا سيحصل”. وتطرق إلى وضعه كمدرب للفريق، قائلا “ما زال هناك عام على عقدنا وبالتالي سنكون مبدئيا هنا الموسم المقبل”.
وكشفت تقارير صحافية في فرنسا أن المدرب السابق للمنتخب الألماني لكرة القدم يواخيم لوف يعد من بين دائرة المرشحين لخلافة محتملة للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو في تدريب الفريق الباريسي.
يذكر أن من الممكن أن يشهد نادي العاصمة الفرنسية تغييرا كبيرا في قيادته الرياضية، وذلك بعد تمديد عقد نجم هجوم الفريق كيليان مبابي.
وذكرت تقارير إعلامية أنه يُعتقد أن باريس سان جرمان أقال بالفعل مديره الرياضي ليوناردو، وثمة تكهنات قوية حول رحيل المدير الفني بوكيتينو الذي يرتبط مع النادي بعقد مستمر حتى 2023، وذلك لأنه لم يستطع حتى الآن أن يحقق التوقعات الكبيرة التي كانت مرجوة منه بعد قدومه لتدريب الفريق خلفا للألماني توماس توخيل.
وقالت الصحيفة إن الميزة في ترشيح لوف أنه حر وأن ملفه يتضمن الفوز ببطولة كبرى، وفي المقابل رأت الصحيفة أن عيوب ترشيح لوف تتمثل في خبرته المحدودة في كرة القدم الخاصة بالأندية والعائق اللغوي. كان لوف ألمح خلال نهائي بطولة كأس ألمانيا إلى إمكانية عودته إلى مقعد المدربين في المستقبل المنظور، وقال “أود أن أدرب ناديا مرة أخرى، سيسعدني هذا كثيرا”.