بصمة دياز تنصب الهلال على عرش الدوري السعودي

الرياض - توّج الهلال بلقب الدوري السعودي لكرة القدم للمرة الثامنة عشرة في تاريخه والثالثة تواليا، بعد فوزه الاثنين 2 - 1 على الفيصلي الذي هبط إلى الدرجة الثانية، في ختام المرحلة الثلاثين والأخيرة.

وبهذا الفوز، رفع الهلال رصيده إلى 67 نقطة في الصدارة بفارق نقطتين عن الاتحاد الذي تعادل سلبا مع ضيفه الباطن، فيما تجمد رصيد الفيصلي عند 33 نقطة في المركز الرابع عشر وودّع دوري الأضواء.

ورغم تأخر الهلال بفارق 8 نقاط عن الاتحاد "المتصدر السابق" مع نهاية المرحلة الـ26، لم يرفع الراية البيضاء ونجح في تسجيل ستة انتصارات متتالية منها اثنين في مباراتين مؤجلتين، ساهمت في احتفاظه باللقب. ونجح النيجيري إيغالو في الفوز بلقب هداف الدوري برصيد 24 هدفا، وبفارق 4 أهداف عن أقرب منافسيه.

وعاد رامون دياز لخوض مغامرة جديدة مع الهلال السعودي، بعد ولاية أولى، بين عامي 2016 و2018، وحصل على لقبي الدوري السعودي للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين في 2017، بينما خسر نهائي دوري أبطال آسيا 2017 أمام أوراوا ريد دياموندز الياباني. ولم يبذل دياز مجهودا كبيرا لاستعادة توهج الهلال، بعد رحيل جارديم، لكنه نجح في أن ينفض الرتابة عن عدد من نجوم الفريق، فضلا عن إعادة توظيف البعض الآخر.

أول قراراته الفنية، كان إعادة كاريلو من مركز الجناح إلى وسط الملعب، في اكتشاف فني جديد للاعب، ليعيد له النسخة الأصلية من الدولي البيروفي، بعد أن كاد أن يتوارى خلف أسوار إهمال جارديم الذي أبعده عن التشكيلة الأساسية للفريق حتى فقد اللاعب بريقه.

كما أعاد دياز، المالي موسى ماريجا إلى الجناح الأيمن، مركزه المفضل، بعد أن كان يعتمد عليه جارديم داخل الصندوق كرأس حربة وحيدا أحيانا أو إلى جوار جوميز قبل رحيل الأخير. وأيضا كشف دياز عن قناعة كاملة بلاعبه سالم الدوسري، واستطاع أن يستفيد من قدراته في عدة أماكن بالملعب، منها كجناح في بعض المباريات، أو كلاعب وسط حر في مباريات أخرى.

وبات مدرب الهلال دياز سابع مدرب ينتمي إلى أميركا الجنوبية يحقق لقب دوري المحترفين السعودي. كما أن اللقب الذي حققه الهلال هو الثاني لدياز في تاريخه مع الأزرق. وعادل دياز رقم مواطنه كالديرون الذي حقق لقب الدوري مرتين مع الاتحاد ثم الهلال موسمي 2008 - 2009 و2010 - 2011.

وتعد الجنسية الأرجنتينية الأكثر حصدا لألقاب دوري المحترفين السعودي منذ بدايته موسم 2008 - 2009، بواقع 5 ألقاب كانت مع الاتحاد والهلال فقط.

وتحقق الدوري عن طريق خمسة مدربين أرجنتينيين، و2 من بلجيكا، و2 من البرتغال، و2 من أوروغواي، مع مدرب واحد من تونس ورومانيا وسويسرا. ونجح دياز في قيادة الهلال في 13 مباراة هذا الموسم بالدوري، حقق الفوز في 12 مواجهة، بينما خسر مباراة وحيدة كانت أمام الفيحاء. وفي المقابل، هبط النادي الأهلي بطل العام 2016 رسميا أيضا إلى دوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه بعد تعادله سلبا مع الشباب.

ورغم أن الأهلي رفع رصيده إلى 32 نقطة، لم تكن تلك النقاط كافية، فالتحق بالفيصلي والحزم. ويعد أهلي جدة أحد أركان كرة القدم السعودية، ورابع كبارها، ونال العديد من الألقاب، بل إنه أحد أقدم الأندية السعودية، إذ مضت على تأسيسه 85 سنة، حيث تأسس عام 1937.

ويحمل أهلي جدة في رصيده من البطولات 3 ألقاب للدوري، وهو الفريق الوحيد الذي سبق له الفوز بثلاثية في موسم واحد، وذلك عندما جمع الدوري وكأس الملك وكأس السوبر عام 2016.

ولم يتجرع الأهلي مرارة الهبوط للدرجة الأدنى طوال تاريخه، ومنذ انطلاق الدوري السعودي تحت جميع المسميات، لذلك فإن خروجه من دوري الكبار من الباب الضيق يعد حدثا تاريخيا غير مسبوق، يستحق الوقوف أمامه طويلا. وما يخفف من مرارة هبوط أهلي جدة على أنصاره، أن عمالقة عالميين سبقوه إلى نفس المصير، ثم عادوا أقوى من الماضي.

وبعدما فرط في الصدارة، اكتفى الاتحاد بالتعادل السلبي أمام ضيفه الباطن وبقي ثانيا برصيد 65 نقطة، بينما نجح الباطن في تفادي الهبوط بعدما رفع رصيده إلى 33 نقطة في المركز الثالث عشر، وبفضل المواجهات المباشرة مع الفيصلي الذي يملك نفس الرصيد.

اتحاد جدة فرط في تتويج سهل بلقب غائب عنه منذ 2009، عندما عجز عن تحقيق انتصار وحيد منذ 18 مارس الماضي

وتغلب النصر على ضيفه الفتح 2 - 1. وسجل للنصر الأرجنتيني بيتي مارتينيز والأوزبكي جلال الدين مشاريبوف، في حين سجل للفتح أيمن الخليف (37). وأهدر البرازيلي أندرسون تاليسكا ركلة جزاء للنصر قبل أن يخرج بالبطاقة الحمراء. ورفع النصر الذي ضمن المركز الثالث مسبقا رصيده إلى 61 نقطة فيما بقي الفتح على رصيده السابق 35 نقطة في المركز الثامن.

صرفت إدارة نادي اتحاد جدة برئاسة أنمار الحائلي النظر عن التجديد مع الروماني كوزمين كونترا مدرب الفريق، بعد ضياع حلم التتويج بلقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.

وفرط اتحاد جدة في تتويج سهل بلقب غائب عنه منذ 2009، عندما عجز الفريق عن تحقيق انتصار وحيد منذ الثامن عشر من مارس الماضي، عندما فاز على الحزم بثلاثية نظيفة، وحتى فوزه على الاتفاق في الجولة الـ29 من الدوري (2 - 1) يوم الثالث والعشرين من يونيو الحالي.