بشرى صينية بقدرة لقاح "سينوفاك" على توفير الحماية الكافية ضد كورونا

تجارب المرحلة الأخيرة تثبت قدرة الأجسام المضادة على الاستجابة للتطعيم خلال أربعة أسابيع.
الخميس 2020/11/19
نهاية وشيكة للمعركة ضد الوباء

يعدّ التوصل إلى لقاح ضد فايروس كورونا أهم استراتيجية لتقليل القيود التي فرضت على الناس منذ تفشي الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها، وإذا أثبت “سينوفاك” قدرته على توفير الحماية للناس من عدوى فايروس كورونا، وقتها سيكون العالم قد ربح المعركة المستمرة منذ أشهر.

سنغافورة – ازدادت وتيرة الأخبار المبشرة بنهاية المعركة ضد فايروس كورونا، بعد أن أظهرت نتائج التجارب الأولية الأربعاء، أن لقاح “سينوفاك بيوتيك” التجريبي للوقاية من كوفيد – 19 حقق استجابة مناعية سريعة لكن مستوى الأجسام المضادة التي أنتجها كانت أقل من مستواها لدى المتعافين من المرض.

وفي حين أن التجارب المبكرة إلى المتوسطة لم تكن تستهدف تقييم فعالية اللقاح الذي يطلق عليه اسم “كورونافاك”، قال الباحثون إنه قد يوفر حماية كافية بناء على خبرتهم مع اللقاحات الأخرى وبيانات الدراسات قبل السريرية على قِردة المكاك.

وتأتي نتيجة الدراسة في أعقاب أنباء جيدة هذا الشهر من شركتي الأدوية الأميركيتين فايزر وموديرنا إضافة إلى روسيا.

وكشفت الأنباء أن لقاحاتهم التجريبية فعالة بنسبة تزيد على 90 في المئة بناء على بيانات مؤقتة من تجارب كبيرة في مراحل متأخرة.

ولقاح “كورونافاك” وأربعة لقاحات أخرى يجري تطويرها في الصين تخضع حاليا لتجارب المرحلة الأخيرة لتحديد فعاليتها في الوقاية من كوفيد – 19.

وجاءت نتائج سينوفاك، التي نُشرت في ورقة بحثية في دورية لانسيت للأمراض المعدية، من نتائج التجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية في الصين والتي شملت أكثر من 700 مشارك.

وقال تشو فنغ تساي، أحد مؤلفي الورقة البحثية، “تُظهر نتائجنا أن ‘كورونافاك’ قادر على إحداث استجابة سريعة للأجسام المضادة في غضون أربعة أسابيع من التطعيم عن طريق إعطاء جرعتين من اللقاح بينهما 14 يوما”.

وأضاف تشو في بيان نشر مع الورقة البحثية “نعتقد أن هذا يجعل اللقاح مناسبا للاستخدام الطارئ أثناء الوباء”.

وقال الباحثون إن نتائج الدراسات الكبيرة في مرحلة متأخرة أو تجارب المرحلة الثالثة ستكون حاسمة لتحديد ما إذا كانت الاستجابة المناعية الناتجة عن لقاح “كورونافاك” كافية لحماية الناس من عدوى فايروس كورونا.

وتجري “سينوفاك” حاليا ثلاث تجارب سريرية في المرحلة الثالثة في إندونيسيا والبرازيل وتركيا.

وقال ناؤور بار زئيف الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز، الذي لم يشارك في الدراسة، إنه يجب تفسير النتائج بحذر إلى حين يتم نشر نتائج المرحلة الثالثة.

وأضاف “لكن حتى في ذلك الوقت وبعد انتهاء المرحلة الثالثة من التجربة وبعد الترخيص، يجب أن نتوخى الحذر”.

"سينوفاك بيوتيك" التجريبي للوقاية من كوفيد – 19 حقق استجابة مناعية سريعة
"سينوفاك بيوتيك" التجريبي للوقاية من كوفيد – 19 حقق استجابة مناعية سريعة

وسبق أن أعلنت شركة موديرنا الأميركية أنّ لقاحها التجريبي المضادّ لكوفيد – 19 فعّال بنسبة تقارب 95 في المئة في مكافحة الفايروس.

وقال فاوتشي، عضو الخلية الرئاسية لمكافحة فايروس كورونا والشخصية المحترمة جدّاً في الولايات المتّحدة على صعيد التصدّي للجائحة، “يجب أن أعترف بأنني كنت سأكون راضياً بنسبة فعالية 70 في المئة أو على الأكثر 75 في المئة”.

وأكد أن “فكرة امتلاكنا لقاحاً فعّالاً بنسبة 94.5 في المئة رائعة بشكل مذهل” مضيفاً “هذه نتيجة مذهلة حقاً، لا أظن أنّ أحداً كان يتوقّع أن تكون جيّدة إلى هذا الحدّ”.

ويدير فاوتشي المعهد الأميركي للأمراض المُعدية الذي انكبّ على تطوير لقاح ضد كوفيد – 19 منذ يناير بعيد نشر السلطات الصينية التسلسل الجيني لفايروس كورونا المستجدّ.

ويرتكز لقاح موديرنا على تكنولوجيا حديثة تقوم على إدخال تعليمات وراثية إلى الخلايا البشرية لتحفيزها على إنتاج بروتين مطابق لبروتين فايروس كورونا وإحداث استجابة مناعية ضدّ هذا البروتين.

وكان تحالف شركتي فايزر الأميركية وبايونتيك الألمانية قد أعلن أيضا الأسبوع الماضي أنّ لقاحه التجريبي المضادّ لكوفيد – 19 والذي يستند إلى التكنولوجيا نفسها أثبت فعالية بنسبة 90 في المئة في منع الإصابة بالفايروس الفتّاك.

وتسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي حول العالم لتطوير لقاحات لمواجهة مرض كوفيد – 19، ومن بينها 17 لقاحا على الأقل تجري تجربتها حاليا على البشر لاختبار فعاليتها.

ومن المنتظر أن يساعد التوصل إلى لقاح فعال – بالإضافة إلى الأدوية الأخرى – على تقليل القيود التي فرضت على حياة الناس منذ تفشي وباء كورونا.

وهناك أكثر من عشرة لقاحات في المراحل النهائية للاختبار، لكن أربعة لقاحات فقط حققت إلى حد الآن نتائج مرجوة.

وتظل هناك عدة تحديات لوجستية، إذ لم يتضح بعد إن كان اللقاح آمنا وكم ستستمرالمناعة التي يمنحها.

ولا يزال البعض من العلماء يتساءلون عما إذا كانت الحياة ستعود إلى طبيعتها بعد التوصل إلى لقاح فعال ضد الوباء الجديد، وهو اللقاح الذي لم يتوصل إليه العلماء حتى اليوم.

وتساور الكثيرين شكوك حول قدرة اللقاح على توفير حماية طويلة الأمد للأفراد، فقد سبق أن بينت بعض الأبحاث قدرة فايروس كورونا على إصابة نفس الشخص بعد مرور بضعة شهور على الإصابة الأولى.

17