بريطانيا تُسخّر إمكاناتها لتوريد لقاح كورونا

لندن – رجح مراقبون أن تسخر المملكة المتحدة كل إمكانياتها من أجل الإسراع في توريد كميات من لقاح كوفيد – 19، التي طلبتها، رغم أن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، كشف عن عقبة مهمة تنتظر لقاح شركتي فايزر وبيونتيك، بعد أن علق العالم آمالا عليه إثر إثبات فعاليته.
وقال الوزير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إن هناك “عملية لوجيستية ضخمة تنتظر نقل لقاح فايزر/ بيونتيك، من مكان تصنيعه إلى الأفراد الذين سيحصلون عليه”.
وأوضح أن اللقاح، الذي سيكون اختياريا، يجب أن يظل محفوظا بدرجة حرارة 70 تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة أعلى، أكثر من أربع مرات خلال رحلة نقله.
ولفت إلى أن درجة الحرارة هذه تمثل تحديا كبيرا أمام عملية نقل اللقاح من المصانع إلى المستشفيات، فهي تحتاج إلى مبردات خاصة. ونظرا إلى أن غالبية اللقاحات المعروفة لا تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة مثل هذه سواء للنقل أو التخزين فإن غالبية المستشفيات لا توجد فيها البنية التحتية التي يمكن بها التعامل مع اللقاح الجديد.
وأقرت مجموعة فايزر الأميركية في بيان الإعلان عن نجاح تجارب اللقاح، بوجود “تحديات تتعلق بتوفير درجة حرارة منخفضة جدا للقاحنا، ومتطلبات التخزين والتوزيع والإدارة المتعلقة باللقاح”.
وأشارت إلى أنه يخفض بمعدل 90 في المئة من مخاطر الإصابة بالفايروس، ما أحيا آمالا كبيرة في العالم.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد أبدى حذرا إزاء الإعلان عن فايزر الاثنين الماضي، داعيا البريطانيين إلى الاستمرار في احترام القيود الصحية الجديدة المفروضة في البلاد.
وتأتي تصريحات هانكوك مع نشر استطلاع للرأي، أشار إلى أن ما يقرب من ثلثي البريطانيين يتوقعون أنهم سيحصلون على لقاح ضد كوفيد – 19، لكن الأصغر سنا مرشحون على نحو أكبر بكثير لرفض التطعيم.
وطلب وزير الصحة مات هانكوك من النظام الصحي العام أن يكون على استعداد لبدء التلقيح مطلع الشهر المقبل إذا كان اللقاح جاهزا. وستعطى الأولوية للأشخاص الأكثر ضعفا خصوصا في دور رعاية المسنين والطواقم الطبية، وستطلق حملة تلقيح مع أولوية لكبار السن ثم الشباب.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته شركة كانتر لبحوث الرأي العام أن 22 في المئة ممن شملهم الاستطلاع قالوا إنهم من المؤكد قطعا أو على الأرجح لن يحصلوا على اللقاح وأن النسبة ترتفع إلى 38 في المئة لمن تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و24 عاما.
وقال خمسة في المئة فقط ممن في سن 65 عاما أو أكبر و16 في المئة ممن تتراوح أعمارهم بين 55 عاما و64 عاما إنهم لن يخضعوا للتطعيم قطعا أو على الأرجح.
وكان جون بيل، المستشار العلمي في الحكومة البريطانية قد أكد الثلاثاء الماضي أن لقاحين أو ثلاثة ضد فايروس كورونا المستجد قد تصبح متوافرة مطلع العام 2021 ما يسمح باحتمال العودة إلى حياة أكثر طبيعية في الربيع.
وقال بيل، أستاذ الطب في جامعة أوكسفورد والعضو في اللجنة العلمية التي ترفع التوصيات إلى الحكومة خلال الازمة الصحية “لن أتفاجأ إذا بدأت السنة الجديدة مع توافر لقاحين او ثلاثة قابلة للتوزيع”.
وأضاف أمام لجنة برلمانية “إنني في غاية التفاؤل من ناحية توزيع لقاحات كافية في الفصل الأول من العام المقبل لتبدأ الأمور طبيعية أكثر بحلول الربيع مما هي عليه الآن”، مشيرا إلى أن نسبة فرص حصول هذا السيناريو تتراوح بين 70 و80 في المئة.
وأوصت بريطانيا التي تعد من الدول الأكثر تضررا مع وفاة أكثر من 49 ألف شخص وإصابة 1.2 مليون، على ما بين 30 و40 مليون جرعة لقاح من فايزر، والتي قد يجاز استخدامها خلال ثلاثة أسابيع، وفقا للبروفسور جون بيل، الذي قال “أعتقد أننا سنكون مستعدين في منتصف ديسمبر المقبل لبدء التلقيح”.