برونزية المونديال تحفز مصر لمواجهة باراغواي في الأولمبياد

نجح منتخب مصر الأولمبي بقيادة البرازيلي روجيرو ميكالي، في بلوغ ربع نهائي أولمبياد باريس 2024، بعد التفوق على إسبانيا وتصدر المجموعة الثالثة. وسيواجه الفراعنة منتخب باراغواي في ربع النهائي، يوم غد الجمعة. ويأمل المدرب البرازيلي في تحقيق أول ميدالية أولمبية لكرة القدم المصرية. علما بأن أفضل مركز حققه الفراعنة في الأولمبياد كان الرابع في دورتي 1928 و1964.
باريس - يستعد المنتخب المصري الأولمبي لمباراة مهمة وقوية في مواجهة منتخب باراغواي بربع نهائي دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024. وأسدل الستار على منافسات مرحلة المجموعات لمنافسات كرة القدم بالأولمبياد، ويلعب منتخب مصر ضد باراغواي في ربع النهائي، بعد احتلال الفراعنة صدارة ترتيب المجموعة الثالثة.
ويملك الفراعنة في تاريخ مواجهتهم مع باراغواي ذكرى رائعة على مستوى المراحل السنية (ما قبل المنتخب الأول) وتحديدا منتخب الشباب تحت 20 عاما الذي حصد برونزية كأس العالم عام 2001 بالأرجنتين على حساب باراغواي، حيث يعد الإنجاز الأبرز لكرة القدم المصرية في المحافل العالمية.
واستطاع منتخب مصر للشباب في 2001 حصد الميدالية البرونزية بقيادة المدير الفني شوقي غريب، بعد الفوز باللقاء بنتيجة 1-0 لنجمه الأول وقتها محمد اليماني. ومر مشوار الفراعنة خلال البطولة بمنعطفات كبيرة بين الانكسارات والانتصارات حتى حصد البرونزية على حساب باراغواي.
وتواجد منتخب مصر للشباب وقتها في مجموعة ضمت الأرجنتين وفنلندا وجامايكا وحل ثانيا في المجموعة بعد التعادل مع جامايكا سلبيا، والخسارة الثقيلة من الأرجنتين 7-1 والفوز على فنلندا 2-1.
اصطدم منتخب مصر بعد ذلك في دور الـ16 بالولايات المتحدة الأميركية وحقق الفوز 2-0، ثم واصل نتائجه المميزة بالفوز على هولندا 2- 1، في ربع النهائي، قبل أن يخسر في نصف النهائي من غانا 2-0 لينافس على الميدالية البرونزية.
أزمات وتهديد
بهدف محمد اليماني في 8 يوليو 2001 استطاع المنتخب المصري أن يتوج بالميدالية البرونزية في مونديال الشباب، في البطولة التي حصد لقبها وقتها منتخب الأرجنتين. ويعد اليماني ووائل رياض شيتوس وجمال حمزة وأحمد أبو مسلم ومحمد صبحي ورضا شحاتة ومحمد عبدالواحد ومحمد شوقي وحسام غالي ومحمد محسن أبوجريشة وأمير عزمي أبرز لاعبي هذا الجيل.
واجتاز ميكالي كل الأزمات التي سبقت الأولمبياد خاصة مشكلة اختيار اللاعبين فوق السن، ورفض بعض الأندية السماح للاعبيها بالانضمام للمنتخب وضعف الإعداد.
طلب ميكالي خوض مباريات ودية قوية استعدادا للأولمبياد، لكنه لم يلق الاستجابة المطلوبة، ولم تتوفر له سوى وديتين ضد كوت ديفوار، ثم واجه أوكرانيا والعراق. واصطدم برفض أندية أوروبا السماح للاعبيها بالانضمام للمنتخب خاصة محمد صلاح نجم ليفربول، ومحمود تريزيغيه نجم طرابزون سبور التركي ومصطفى محمد نجم نانت الفرنسي، وعمر مرموش نجم أينتراخت فرانكفورت.
ثم رفض الأهلي وبيراميدز ترك نجومهم للمنتخب في ظل صراعهما على لقب الدوري. ولم تفلح فكرة تأجيل الدوري لحين عودة المنتخب من الأولمبياد، حتى يختار ميكالي اللاعبين المطلوبين، لا سيما أن رزنامة المسابقة المحلية تعاني من الضغط مع امتداد الموسم وضرورة إنهائه في سبتمبر المقبل.
ميكالي الذي قاد منتخب البرازيل إلى ذهبية ريو دي جانيرو 2016 يثق في إبراهيم عادل الذي حمل شارة قيادة المنتخب
وتدخل وزير الشباب والرياضة لحل الأزمة، وتم ضم محمد النني غير المرتبط بأي ناد في ذات التوقيت بعد نهاية تعاقده مع آرسنال، وأحمد مصطفى زيزو نجم الزمالك. وفجر وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، مفاجأة لاحقا، وكشف أن ميكالي بسبب تتابع الأزمات قبل الأولمبياد لوح بالاستقالة لعدم توفر كافة الاحتياجات.
نالت بداية الفراعنة في الأولمبياد انتقادات حادة بعد التعادل سلبيا مع منتخب الدومينيكان. وتصدى ميكالي لنغمة الإحباط مشددا على أن التعادل لا يعني خروج مصر من الأولمبياد، مؤكدا أن إهدار الفرص سبب التعادل إضافة للضغوط المحيطة باللاعبين، وقال إنهم سيقاتلون للتأهل لربع النهائي.
وفي الجولة الثانية تغيير الشكل العام لمنتخب مصر الأولمبي أمام أوزبكستان، وفاز 1-0، قبل الفوز الحاسم أمام إسبانيا أمس، في ختام المجموعة الثالثة. وقاد ميكالي الفراعنة لإنجاز تاريخي أن أصبح أول من يقود منتخب مصر لعبور دور المجموعات في الأولمبياد من دون هزيمة. وتصدر منتخب مصر مجموعته في الأولمبياد (بنظامها الجديد) لأول مرة في تاريخ مشاركاتهم بالبطولة.
عندما اعترض نادي بيراميدز على السماح لجناحه إبراهيم عادل بالمشاركة في أولمبياد باريس، هدّد مدرّب منتخب مصر الأولمبي روجيريو ميكالي بالاستقالة.
انتهت الأزمة ببقاء اللاعب مع المنتخب فردّ الجميل لمدرّبه بتسجيل هدفي الفوز في مرمى إسبانيا، كانا جواز عبور الفراعنة إلى ربع النهائي.
موقف صعب
تعرّض عادل لموقف صعب بعدما طلب بيراميدز بقاءه في صفوفه وعدم السماح له بالمشاركة في معسكر المنتخب استعدادا للأولمبياد، بسبب منافسة الفريق على لقب الدوري المصري المستمر حتى الآن، على أن ينضم بعد مباراتيه أمام الأهلي منافسه على اللقب.
قال عادل في تصريحات تلفزيونية عقب الفوز على إسبانيا “لم أسجّل بمفردي، ولكن هذا مجهود فريق بالكامل. أملنا هو مواصلة المشوار وتحقيق ميدالية أولمبية تاريخية”.
ويثق ميكالي الذي قاد منتخب البرازيل إلى ذهبية ريو دي جانيرو 2016 في عادل الذي حمل شارة قيادة المنتخب، حتى سلّمها للمخضرم محمد النّني لاعب أرسنال الإنجليزي السابق والذي انضم إلى الفراعنة في باريس كأحد اللاعبين فوق السن القانوينة (23 عاما) برفقة أحمد مصطفى “زيزو” لاعب الزمالك.
وأضاف عادل الذي سجّل الهدف الأوّل في مرمى إسبانيا من تسديدة رائعة “نثق في أنفسنا منذ البداية، ونعرف أننا فريق كبير مثل بقية المشاركين. لدينا حلم مشروع بتحقيق ميدالية أولمبية، وهو ما تعاهدنا عليه منذ اليوم الأول. ليس مهما ما نحققه كأفراد لكن الأهم هو أن نواصل المشوار كفريق واحد”. ويشارك عادل في الألعاب الأولمبية للمرة الثانية بعد أن كان أصغر لاعب ضمن قائمة طوكيو صيف 2021.
وأصبح ثالث لاعب كرة قدم مصري يشارك في دورتين أولمبيتين، منذ تطبيق قاعدة مشاركة منتخبات تحت 23 سنة، مع كل من أحمد حجازي (لندن 2012 وطوكيو فوق السن) ومحمد النني (لندن 2012 وباريس فوق السن)، وإن يتميز عادل بكونه الوحيد الذي شارك في المرتين بوصفه لاعب تحت السن.