"برواز" فرقة فلسطينية تطرد شبح البطالة بالفن

قلقيلية (فلسطين)- قبل عدة أشهر تأسست في بلدة حبلة جنوب قلقيلية في فلسطين فرقة فنية أطلقت على نفسها اسم “برواز”، وهي مجموعة شبابية تحدت الواقع المعيشي الصعب، في سعي منها لتجاوز البطالة وخلق فرصة عمل تضمن مستقبلا أفضل لفريقها بالاعتماد على موهبة التمثيل التي اكتسبها أفراد الفرقة من دراستهم لتخصص “التمثيل والمسرح” في إحدى الأكاديميات بمدينة رام الله.
وتتألف “برواز” من تسعة أفراد لكل منهم مهمته الخاصة، فمؤيد عودة وسعيد خروب وعبدالرحيم خروب وأنس سلمان مهمتهم التمثيل، أما كريدش سلمان ومحمد عطا فمتخصصان في التصوير، بينما أسيد خروب في المونتاج ومجدي نزال في الإخراج، فيما يساعد عدي صالح بأفكار المواضيع المطروحة.
بدأت الفرقة بإنتاج حلقات تمثيلية في شهر رمضان بعنوان “الختيار المتعوس” وبثِّها عبر موقع يوتيوب ومشاركتها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، علَّ ذلك يساعدها على إيصال صوتها ومعاناتها ويمكّنها من تحقيق طموحها بتأسيس شركة للإنتاج المسرحي والتدريب.
ويقول كريدش سلمان “بالرغم من انطلاقتنا الحديثة تمكنا من الوصول إلى شريحة واسعة من الناس، وباتوا ينتظرون ما سنعرضه من حلقات جديدة، ويتفاعلون معها ويعيدون نشرها، وهذا دعّمنا نفسيا وماديا، حيث تواصل معنا أصحاب العديد من المحال التجارية لتقديم الحلقات برعايتهم مقابل مبلغ مالي، إضافة إلى ذلك قدم لنا بعض الأشخاص ما باستطاعتهم لمساعدتنا كالأجهزة الإلكترونية وشاشة الإضاءة وغير ذلك، وهذه أمور تحفيزية تدفعنا إلى مواصلة العمل والإنتاج إلى ما بعد رمضان”.
ويوضح مؤيد عودة أن “البداية كانت بتصوير مقاطع فيديو عشوائية تعبر عن هموم الشباب ونشْرها على فيسبوك خلال أزمة كورونا، لاقت الفكرة استحسان ودعم الكثيرين، فقررنا ترتيب أفكارنا وإنتاج مسلسل في رمضان بطابع كوميدي مكون من 15 حلقة ولمدة 15 دقيقة”.
ويبين أن التمثيل كان الطريقة الأسهل للوصول إلى الناس، وتحوم فكرة المسلسل حول شاب يتقمص هيئة مسن في العقد السابع من عمره يعرف باسم “أبوعلي”، ويقدم رسالة مختلفة للمشكلة التي تتحدث عنها الحلقة في كل مرة.
ويشير عدي صالح إلى أن ما يميز شخصية “أبوعلي المتعوس” بساطته وقدرته على إيصال الفكرة دون تصنع وتكلف، فهو يعرض مشاكل الحياة الواقعية، ورغم عدم قدرته في أغلب الوقت على التصرف بشكل حكيم إلا أنه يتعلم من أخطائه ويستفيد من تجاربه ويقدمها للمشاهد.
ويسترسل “سلطنا الضوء على البطالة وانقطاع الكهرباء وغلاء المعيشة والأغاني الفلسطينية، بطريقة بسيطة تحاكي الناس”.
وبحسب مجدي نزال فإن الفرقة أنتجت العمل بإمكانيات بسيطة، كجهاز مونتاج واحد وكاميرا وميكروفون، مستفيدة من الإضاءة الطبيعية في النهار ومصباح مركبتهم في الليل، كما يساهم أعضاء الفرقة بما يتيسر لهم من المال في سبيل إنجاح العمل.
ويشرح أسيد خروب المعيقات التي واجهتهم والمتمثلة في تكلفة شراء المعدات، علاوة على قلة الدعم المادي والافتقار إلى مؤسسات تتبنى الشباب وتمسك بيدهم في تنمية مواهبهم.
عبد الرحيم وسعيد خروب وأنس سلمان ومحمد عطا أكدوا أن حالهم حال معظم الشبان الذين درسوا ولم تسنح لهم فرصة العمل بشهاداتهم الجامعية، ولم يتمكنوا من الحصول على فرص عمل تضمن لهم قوت يومهم بشكل متواصل، فلجأوا إلى طرق أخرى تساعدهم على تحسين أوضاعهم وتحقيق طموحهم.