بايرن يتوج للمرة السادسة بدوري أبطال أوروبا

لشبونة - أحرز بايرن ميونيخ الألماني ثلاثية تاريخية للمرة الثانية بعد 2013 متوَّجا بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بفوزه المستحق على حساب باريس سان جرمان 1-صفر، وحارما بطل فرنسا من تتويج أول في المسابقة القارية، الأحد على ملعب "دا لوز" في لشبونة دون جماهير بسبب بروتوكول صحي لتجنب تفشي فايروس كورونا المستجد.
ورفع بايرن، المتوّج بلقبي الدوري والكأس المحليين، ألقابه إلى ستة في دوري الأبطال معادلا رقم ليفربول الإنكليزي في المركز الثالث وراء ريال مدريد الأسباني حامل الرقم القياسي (13 لقبا) وميلان الايطالي (7).
من جهته، اخفق سان جرمان، المملوك قطريا منذ 2011، في منح فرنسا لقبها الثاني في المسابقة بعد مرسيليا العام 1993.
وجاء الشوط الأول حماسيا مع فرص خطيرة للطرفين خصوصا البرازيلي نيمار والبولندي روبرت ليفاندوفسكي هداف المسابقة وأفضلية في الاستحواذ لبايرن (63%)، دون أن يتمكنا من التسجيل.
وفي الثاني، كسر الفرنسي كينغسلي كومان، الذي نشأ في صفوف سان جرمان والعائد من إصابة، حاجز التعادل مسجلا هدف الفوز برأسه (59).
وقال كومان أحد أبرز نجوم المباراة لقناة "أر أم سي": "الأحاسيس رائعة، الكثير من السعادة، قليل من الحزن لباريس، لقد حققوا مشوارا رائعا. قلبي كان 100% مع بايرن لأني محترف بنسبة 100%، لكن لن اكذب، رؤية بريسنيل (كيمبيمبي) هكذا، رؤية فريقنا هكذا، فهذا يفطر قلبي قليلا.. بايرن فاز لكن يجب احترام ما قدمه باريس".
بايرن يصبح أول بطل لا يتعرض للخسارة في موسم واحد منذ مانشستر يونايتد الإنكليزي في 2008
ولم يكن ثنائي سان جرمان نيمار وكيليان مبابي، أغلى لاعبين في العالم، في يومه، فأهدر البرازيلي أكثر من فرصة وبدا الثاني العائد من إصابة بكاحله بعيدا عن مستواه.
وهذه المرة الثانية، ينجح بايرن، بطل ألمانيا في آخر ثماني سنوات، بالفوز على فريق فرنسي في النهائي، بعد تخطيه سانت اتيان 1-صفر في 1976.
وكان بايرن، الذي تأسس في 1900 يخوض النهائي الحادي عشر في المسابقة، مضيفا لقبا سادسا بعد أعوام 1974 و1975 و1976 و2001 و2013.
وبرغم خسارته النهائي، حقق سان جرمان، المحتفل بعيده الخمسين، أفضل مشوار له في المسابقة، وذلك بعد بلوغه نصف النهائي في 1995.
وتوّج باريس سان جرمان بأول ألقابه الأوروبية عام 1996 عندما أحرز لقب كأس الكؤوس على حساب رابيد فيينا النمسوي 1-صفر، قبل أن يخسر في نهائي العام التالي أمام برشلونة الاسباني بالنتيجة عينها.
وقال لاعب وسط سان جرمان أندر هيريرا "حاليا نشعر بالقرف، بصراحة. لكن علينا التفكير، وقد قمنا بشيء هام. شيء هام للنادي، مشجعينا، والآن لا توجد كلمات. لكن غدا اعتقد اننا سنفكر بما حققناه، بالمجموعة التي بنيناها وبالأمور التي قمنا بها سويا. كان الأمر صعبا الليلة، صعبا أن ننام، صعبا أن نتحدث. بدءا من الغد، سنحاول العودة إلى هنا. لن نرمي هذا الأمر في سلة المهملات، سنتابع في المواسم المقبلة".
وفاز بايرن في جميع مبارياته الـ11 مسجلا 43 هدفا، لكنه عجز عن تحطيم الرقم القياسي لبرشلونة الأسباني (45 هدفا في 2000 لكنه لعب انذاك 16 مباراة).
وأصبح بايرن أول بطل لا يتعرض للخسارة في موسم واحد منذ مانشستر يونايتد الإنكليزي في 2008.
كما انضم مدرب بايرن هانزي فليك، بديل الكرواتي نيكو كوفاتش المقال من منصبه مطلع الموسم لسوء النتائج، إلى مواطنيه يوب هاينيكس واوتمار هيتسفلد ويورغن كلوب المتوّجين كمدربين، فيما اخفق مواطنه توماس توخل بتحقيق الانجاز بعد إقصائه فريقين ألمانيين (دورتموند ولايبزيغ).
وهذه المباراة التاسعة بين الفريقين في المسابقة، فرفع بايرن رصيده إلى 4 انتصارات مقابل خمس خسارات، لكن مباراة لشبونة كانت الأهم نظرا لمواجهتهما سابقا في دور المجموعات.
الضغط العالي مجددا
نزل الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس (33 عاما)، المتوج مع ريال مدريد الأسباني بين 2016 و2018، أساسيا في تشكيلة سان جرمان، بعدما أصيب بفخذه في ربع النهائي. فيما بقي لاعب الارتكاز الايطالي ماركو فيراتي بديلا لعدم تعافيه تماما من الإصابة.
وعدا عن ذلك، منح الألماني توماس توخل ثقته للتشكيلة التي هزمت لايبزيغ 3-صفر. ولدى بايرن، نزل الجناح كومان على حساب الكرواتي إيفان بيريشيتش.
كالعادة بدأ بايرن بالضغط المتقدّم على دفاع سان جرمان، دون أن يتمكن مهاجمو الأخير بالانطلاق بهجمات مرتدة خاطفة في أول ربع ساعة. لكن في الدقيقة 18 ومع تقلّص ضغط بايرن، انسلّ نيمار منفردا مطلقا تسديدة أرضية تألق الحارس العملاق مانويل نوير في صدها على دفعتين.
وردّ ليفاندوفسكي بفرصة خطيرة جدا، عندما التف على نفسه وسدد في القائم الأيمن لمرمى نافاس (22). لكن سان جرمان بدأ بهوايته المفضلة من المرتدات، وصلت احداها للأرجنتيني انخل دي ماريا أطلقها قوية بيمناه فوق العارضة (24).
وبعد خروجه مصابا خلال الفوز على ليون في نصف النهائي (3-صفر)، عاد قلب الدفاع جيروم بواتنغ وأصيب منتصف الشوط الأول ليدخل بدلا منه نيكلاس زوله.
وتابع الفريقان تبادل الفرص الخطيرة، وللمرة الثانية كاد ليفاندوفسكي يسجل من رأسية قريبة ابعدها نافاس بصعوبة (31).
واستعاد بايرن إيقاعه في الدقائق العشر الأخيرة، لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي على وقع فرصة انفرادية خطيرة لمبابي اهدرها بعد خطأ دفاعي فادح من دفاع بايرن الذي صام عن التهديف في الشوط الاول للمرة الاولى بعد العودة من وقفة كورونا القسرية.
وانخفضت الإثارة مطلع الشوط الثاني، وبدا كل فريق حذرا من ترك أي ثغرة وارتكاب أية هفوة دفاعية.
ومن خطأ دفاعي أفلت كومان من الرقابة وحوّل برأسه على بعد ستة أمتار من المرمى عرضية على المسطرة من يوشوا كيميش إلى يسار نافاس (59).
وبدأ كومان (24 عاما) مسيرته مع سان جرمان قبل انتقاله يافعا في 2014 الى يوفنتوس الايطالي، الذي اعاره في 2015 الى بايرن قبل ان يثبت عقده في 2017.
وانقذ البرازيلي تياغو سيلفا الذي خاض مباراته الأخيرة مع سان جرمان مرماه من هدف ثان لكومان (63)، ثم أجرى المدربان مجموعة تبديلات، فدخل فيراتي مع باريس، ثم بيريشيتش والبرازيلي كوتينيو بدلا من كومان وسيرج غنابري.
وأهدر البرازيلي ماركينيوس فرصة التعادل منفردا عندما انقذ نوير مرماه ببراعة (70).
واشتعلت الجبهة الهجومية لسان جرمان بحثا عن تعادل سريع، ورمى توخل بأوراقه عندما دفع بمواطنه يوليان دراكسلر، لايفين كورزاوا والكاميروني اريك مكسيم تشوبو-موتينغ. لكن اللافت، كان ترك الأرجنتيني ماورو ايكاردي والاسباني بابلو سارابيا على مقاعد البدلاء.
وفي الدقيقة الأولى من الوقت البدل عن ضائع، مرت كرة خطيرة لنيمار بجانب القائم الأيسر لمرمى نوير، لتعلن صافرة الحكم تتويج بايرن بلقبه السادس عن جدارة.