بايرن ميونخ الرقم الأصعب على الساحة الأوروبية

أكد بايرن ميونخ الألماني مرة أخرى أنه الرقم الأصعب في نسخة هذا الموسم من مسابقة دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما أقصى باريس سان جرمان الفرنسي بالفوز عليه 2 – 0 في إياب ثمن النهائي، ليخرج منتصرا من المواجهة بنتيجة إجمالية 3 – 0.
برلين - قال هربرت هاينر رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم إنه يعتقد أن الفريق من بين المرشحين للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما أطاح بفريق باريس سان جرمان الفرنسي من دور الستة عشر بالبطولة الأوروبية. وعلى الرغم من تواجده في ما سُمي مجموعة الموت بجانب العملاقين الإسباني برشلونة والإيطالي إنتر، خرج بايرن منتصرا من جميع مبارياته في دور المجموعات ذهابا وإيابا ووصل الأربعاء إلى فوزه الثامن من أصل ثماني مباريات خاضها في طريقه إلى ربع النهائي، بسجل هجومي رائع (21 هدفا) ودفاعي أروع (اهتزت شباكه مرتين فقط).
واستنادا إلى ما شاهده من فريقه حتى الآن ورغم أنه بعيدٌ كل البعد عن تشكيلتي ثلاثية عامي 2013 و2020، ذكر المدرب يوليان ناغلسمان الأربعاء بعد إنهاء حلم سان جرمان بلقبه الأول في المسابقة القارية الأم أن “بايرن قادر على تحقيق ما يشاء إذا تمتع بالتعطش والشغف اللذين يتوافقان مع النوعية الموجودة في النادي البافاري”.
وقال ناغلسمان “رددت الأمر 20 مرة، إذا نجحنا خلال اللعب في الجمع بين التعطش والمشاعر بأقصى حدودها لتلتقي مع النوعية التي نتمتع بها، فحينها بإمكاننا أن نحقق أي شيء”. وتبدو تصريحات ناغلسمان بعد المباراة وكأنها المديح الطموح المعتاد الذي يدلي به المدربون بعد فوز مهم، لكنه لم يعف لاعبيه من الانتقادات هذا الموسم في ظل الأداء المتأرجح في الدوري المحلي. فعادة، وبحلول شهر مارس، يكون بطل الدوري في 32 مناسبة متقدما برقم مزدوج على أقرب منافسيه وفي طريقه إلى الفوز باللقب لموسم آخر. لكن هذا الموسم خسر بايرن النقاط على أرضه وخارجها أمام عدد من الأندية المتعثرة ويتصدر الآن الترتيب بفارق الأهداف فقط عن غريمه بوروسيا دورتموند.
كابوس الأبطال
يدرك ناغلسمان جيدا أن بايرن يملك أفضل فريق في الدوري بفارق هائل عن أقرب منافسيه، لكن اللاعبين لا يأتون في بعض الأحيان إلى المباريات بالسلوك المناسب، لاسيما على الصعيد المحلي. وقال المدرب إن مكانة بايرن في ألمانيا تعني أن الفرق المنافسة تواجهه بشغف وتصميم مضاعفين على أمل حصد نقطة أو أكثر ضد العملاق البافاري، مما يعني أن فريقه يحتاج إلى فعل الشيء نفسه.
وتابع “لا يزال هناك الكثير من الفرق القادرة على أذيتنا في البوندسليغا، لأن كل فريق يجلب هذه المشاعر الحماسية معه ضد بايرن ميونخ. لسوء الحظ، يتعين علينا دائما إحضارها (المشاعر الحماسية) معنا. إذا قمنا بقرْن هذه الأشياء معاً، فسنصبح جيدين جداً”، واستطرد قائلا “إذا لم نفعل ذلك، فعلينا أن نلعب قدرا معينا من كرة القدم المهزوزة، ونحن في غنى عن ذلك حقا”.
◙ على الرغم من تواجده في ما سُمي مجموعة الموت بجانب العملاقين برشلونة وإنتر خرج بايرن منتصرا من جميع مبارياته
واصلت لعنة دوري أبطال أوروبا حلولها على الإيطالي أنطونيو كونتي، المدير الفني لتوتنهام هوتسبير، بعد توديع فريقه منافسات البطولة من دور الـ16 على يد ميلان. توتنهام خسر ذهابا أمام ميلان 0 – 1، فيما فشل خلال لقاء الإياب في تحقيق نتيجة إيجابية، ليتعادل سلبيا ويودع البطولة، وتستمر اللعنة مرافقة لكونتي.
يمثل دوري أبطال أوروبا كابوسا مفزعا بالنسبة إلى كونتي، فدائما يفشل المدرب المخضرم في الوصول إلى الأدوار النهائية من المسابقة. وسبق لكونتي أن قاد أندية مختلفة بدوري أبطال أوروبا خلال 6 مواسم في مسيرته التدريبية، وكان أقصى ما وصل إليه هو الدور ربع النهائي مع يوفنتوس في موسم 2012 – 2013، قبل أن يخسر أمام بايرن ميونخ ذهابا وإيابا ويودع المسابقة.
وفي الموسم التالي (2013 – 2014) رفقة يوفنتوس، لم يتمكن كونتي من قيادة البيانكونيري للوصول إلى المراحل الإقصائية، بعدما ودع المسابقة من مرحلة المجموعات إثر احتلاله المركز الثالث بمجموعته خلف ريال مدريد وجالطة سراي.
وبعد انتقاله إلى تشيلسي في موسم 2017 – 2018 تخطى كونتي المجموعات ووصل إلى دور الـ16، لكنه اصطدم ببرشلونة ليودع البطولة بعد تعادله ذهابا 1 – 1 وخسارته إيابا 3 – 0. واستمر الكابوس في رحلة كونتي مع إنتر ميلان، بعد أن ودع المسابقة من دور المجموعات لموسمين متتاليين من 2019 حتى 2021. وعقب مسيرة صعبة مع توتنهام هذا الموسم في المجموعات، رغم ضعف المنافسين مقارنة بالمجموعات الأخرى، وصل السبيرز إلى دور الـ16 لكنه ودع المسابقة من جديد على يد ميلان، لتستمر لعنة الأبطال على كونتي.
رحيل منتظر
ومع الخروج المدوي من دوري الأبطال، يبدو أن مسيرة كونتي مع توتنهام على وشك النهاية. مباراة ميلان كشفت فتور العلاقة بين كونتي وجماهير توتنهام التي أطلقت صافرات الاستهجان ضد الفريق والجهاز الفني، عقب إطلاق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول، بعد الأداء السيء الذي ظهر عليه الفريق.
واستمر الغضب الجماهيري بعد قيام كونتي بإجراء تبديل في الدقائق الأخيرة بخروج الجناح كولوسيفسكي ليدفع بالمدافع سانشيز، بالرغم من حاجة الفريق إلى تحقيق الفوز وعدم وجود ما يخسره. وستكون الهزائم الثلاث الأخيرة التي تعرض لها الفريق اللندني، إثر إقصائه من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام شيفيلد، ثم الخسارة بالدوري الإنجليزي أمام وولفرهامبتون، وأخيرا الإقصاء من دوري الأبطال، بوابة لرحيل كونتي عن توتنهام.
◙ بعد الخروج المدوي من دوري الأبطال يبدو أن مسيرة الإيطالي أنطونيو كونتي مع نادي توتنهام على وشك النهاية
غير نادي باريس سان جرمان خارطة الكرة الفرنسية والأوروبية منذ تولي الإدارة القطرية مقاليد الأمور في عام 2011. وبات النادي الباريسي وجهة للعديد من النجوم الكبار، حيث ارتكز المشروع في سنواته الأولى على صفقات بارزة من الدوري الإيطالي، مثل تياغو سيلفا وزلاتان إبراهيموفيتش من ميلان، وإيزيكيل لافيتزي وإدينسون كافاني من نابولي، وخافيير باستوري من باليرمو.
بعد ذلك بسنوات مر على حديقة الأمراء، معقل بي إس جي، نجوم من العيار الثقيل، مثل ديفيد بيكهام وداني ألفيس وجيانلويجي بوفون وآنخيل دي ماريا وغيرهم. كان نتاج هذه الصفقات اللامعة فرْض بي إس جي سيطرته شبه التامة محليا باحتكاره الألقاب الفرنسية على مدار 10 سنوات متتالية، لكن الحلم الأكبر لم يتحقق بعد، وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا. ولا أحد يتمنى أن يكون حاليا مكان كريستوف غالتيه الذي يجد نفسه أمام مهمة شاقة جدا بعد خروج باريس سان جرمان من ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني تواليا، لكن على مدرب ليل ونيس السابق إيجاد الطريقة التي تحفز لاعبيه على استعادة تركيزهم من أجل معركة لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم.
وعلى غالتيه الآن إيجاد الطريقة التي تُخرج لاعبيه من كبوتهم والتركيز على معركة الدوري التي يستأنفها كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي وزملاؤهما السبت في ضيافة بريست الثامن عشر ضمن المرحلة السابعة والعشرين. وتبدو الفرصة سانحة لاستعادة لاعبي غالتيه شيئاً من معنوياتهم ضد فريق خسر في مواجهاته الـ12 الأخيرة مع النادي الباريسي، بينها اثنتان في مسابقة الكأس، ولم يحقق سوى أربعة انتصارات في الدوري هذا الموسم ما جعله قابعاً في المركز الثامن عشر.