بايدن يوضح موقف نتانياهو بشأن حل الدولتين

الرئيس الأميركي يقول إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلاً بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة.
السبت 2024/01/20
أول مكالمة منذ نحو شهر وسط توتر بشأن مرحلة ما بعد الحرب

واشنطن – قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ليس مستحيلاً بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة، وذلك في في أول اتصال بينهما الجمعة منذ شهر وسط توتر بشأن مرحلة ما بعد حرب غزة.

ورداً على سؤال بشأن ما إن كان حل الدولتين "مستحيلاً" بوجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن "لا ليس كذلك".

وأضاف أن نتنياهو لا يعارض جميع حلول الدولتين، مشيراً إلى أن هناك عدداً من الأنماط الممكنة إذ أن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليس لديها قوات مسلحة.

وجاءت المكالمة بين بايدن ونتنياهو غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي معارضته منح السيادة للفلسطينيين في أعقاب الحرب، ما عمق الانقسام مع واشنطن، الداعم الرئيسي لإسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لصحافيين "ما زال الرئيس يؤمن بأفق حل الدولتَين وإمكانيته. هو يدرك أن الأمر سيتطلب كثيراً من العمل الشاق". وأضاف أن بايدن أبدى خلال محادثته مع نتنياهو "اقتناعه القوي بأن حل الدولتين ما زال المسار الصحيح للمضي قدماً. وسنُواصل طرح هذا الموقف".

وتابع كيربي "يمكن لأفضل الأصدقاء والحلفاء إجراء مناقشات صريحة ومباشرة كهذه، ونحن نفعل ذلك". وذكر أن الاتصال تطرق أيضاً إلى الرهائن الأميركيين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.

وأشار إلى أن بايدن رحب أيضاً بقرار إسرائيل السماح بدخول شحنة طحين إلى قطاع غزة وسط الصراع الجاري مع حركة "حماس".

وكانت آخر مرة تحدث فيها بايدن ونتنياهو في 23 ديسمبر. وأثار عدم التواصل بينهما مذاك تساؤلات بشأن وجود خلاف.

وكانت العلاقة بين الرجلين معقدة في الماضي، إذ ضغط بايدن العام الماضي على رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بشأن إصلاحات قضائية نُظِّمت احتجاجات ضدها.

لكن بايدن وقف بقوة خلف إسرائيل، حتى إنه زارها بعد الهجوم وعانق نتنياهو علناً وتعهد تقديم دعم أميركي كامل. غير أن توتراً جديداً ظهر مذاك، مع ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الإسرائيلي على غزة. وحذر بايدن من أن إسرائيل قد تفقد الدعم بسبب "القصف العشوائي" على القطاع.

وتشعر الحكومة الإسرائيلية أيضاً بغضب من المساعي الأميركية للتوصل إلى حل يتضمن إقامة دولة فلسطينية.

وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن بايدن أنهى مكالمته الأخيرة مع نتنياهو في ديسمبر بشكل مفاجئ، وسط خلاف حول عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتفظ بها إسرائيل، بقوله "هذه المحادثة انتهت".

وقال كيربي إن اتصال الجمعة لم يكن رداً مباشراً على تصريحات نتنياهو الخميس، وإنه كان يجري الإعداد له منذ بعض الوقت.

وصرح نتنياهو الخميس بأن بلاده "يجب أن تضمن السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن"، قائلاً إنه أوضح ذلك "لأصدقاء إسرائيل الأميركيين". وشدد نتنياهو على أن "هذا شرط ضروري ويتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، إن إسرائيل لن تحصل على "أمن حقيقي" من دون المضي في طريق "يؤدي إلى دولة فلسطينية".

وخلال جولة في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، أكد بلينكن للسلطات الإسرائيلية أن الدول العربية ملتزمة المساعدة في إعادة إعمار غزة ومساعدة أي حكومة فلسطينية في المستقبل، شرط أن تُمهد إسرائيل الطريق لإقامة دولة فلسطينية.

لكن نتنياهو قال إن "رئيس الوزراء في إسرائيل يجب أن يكون قادراً على أن يقول لا، حتى لأفضل أصدقائنا".

وتأتي المكالمة بين بايدن ونتنياهو بعدما أبلغ مسؤولون بالهلال الأحمر عن إطلاق نار كثيف من طائرات إسرائيلية مسيرة على مواطنين في مستشفى الأمل بخان يونس وهي المدينة الرئيسية في الجزء الجنوبي من غزة.

وشنت إسرائيل هجوما واسعا جديدا على خان يونس بهدف السيطرة على المدينة التي تقول إنها الآن القاعدة الأساسية لمقاتلي حماس الذين هاجموا جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر في عملية أسفرت عن مقتل 1200 شخص وعجلت بحرب دمرت القطاع.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن 142 فلسطينيا قتلوا وأصيب 278 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد القتلى خلال أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب إلى 24762.

وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن قوات الأمن الإسرائيلية قتلت صبيا أمريكيا من أصل فلسطيني أمس الجمعة في الضفة الغربية المحتلة.

وردا على سؤال حول طلب المكسيك وتشيلي من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم محتملة ضد المدنيين في غزة، قال كيربي إن الولايات المتحدة لا تزال تجمع المزيد من المعلومات حول ما سيترتب على ذلك.

وأضاف "ليس لدينا أي مؤشرات على أن هناك جهودا متعمدة لارتكاب جرائم حرب من قبل القوات الإسرائيلية".

وأعرب كيربي أيضًا عن قلقه بشأن التقارير الواردة من مسؤولي الصحة الفلسطينيين الذين قالوا إن صبيا فلسطينيا أميركيا يبلغ من العمر 17 عاما قُتل على يد قوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية أمس الجمعة.

وقال "نحن نشعر بقلق بالغ إزاء هذه التقارير. سنكون على اتصال دائم مع نظرائنا في المنطقة للحصول على مزيد من المعلومات."