من غير المستبعد أن تكون روسيا أيضا مباركة ضمنيا لنتائج مؤتمر الرياض لأنها تعرف دون شك أن السعودية يمكن أن تضبط من لا يمكن لغيرها ضبطهم.

إن فشل المؤتمر هذه المرة ولم يُقدّم مشروعا متكاملا موحَّدا للحل السياسي في سوريا، فإن على السوريين إقصاء معارضاتهم، واعتبار عشاءهم في الرياض هو “العشاء الأخير”.

أزمة اللاجئين في دول الجوار تسبح فوق بحيرة من الاضطرابات الممتدة في الإقليم كله، ومخاطر التغييرات الديمغرافية التي تخشاها دول الجوار لا تقاس بما يسببه استمرار الحرب السورية.

روسيا تعتقد أنها ستفرض حلها على جميع الأطراف السورية والإقليمية والدولية ونسيت أو تناست أن الجميع يملك أوراق قوة وليست وحدها في هذه "المعمعة".

لم تبخل روسيا في دعمها لمعمر القذافي، العقيد الليبي الراحل، الذي أدار الدولة بقبضة بوليسية شديدة على مدى 42 عاماً.

إن لم تضع روسيا حدّا لتدخلها الفوضوي المنحاز بعبثية للدكتاتورية فإنها لا شك ستقود المنطقة برمتها إلى حروب مذهبية دميمة بلا نهاية.

رغم كل هذا الخداع لا يمكن الجزم حتى الآن بأن المعارضة قد اتعظت أو استفادت من تجربتها مع روسيا.