انهيار وخطوات متسارعة.. تياغو موتا خارج أسوار يوفنتوس

روما - قرر نادي يوفنتوس، في خطوة متوقعة، إقالة تياغو موتا من منصبه كمدرب للفريق، بعد سلسلة من النتائج السلبية بجميع البطولات.
الخطوة جاءت متأخرة من إدارة اليوفي التي فقدت كل شيء في خلال سبعة أشهر فقط، بالخروج من جميع البطولات الممكنة والابتعاد عن سباق المنافسة على لقب الإسكوديتو هذا الموسم.
برز موتا كمدرب المستقبل ومشروع وواجهة يوفنتوس، بعد موسم استثنائي قضاه مع فريق بولونيا بالدوري العام الماضي. فخلال موسمين مع بولونيا، أنهى الأول في المركز التاسع برصيد 54 نقطة، وسار تدريجيا نحو مقارعة الكبار، وفي الثاني نجح في جعل بولونيا يتأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية فقط بتاريخه.
وتميز موتا بلعب كرة هجومية بطريقة “4 – 2 – 3 – 1″، تتحول إلى “4 – 3 – 3″، وجمع الفريق بين أمور عديدة كالالتزام التكتيكي وتمتع لاعبيه بالمهارة اللازمة، ما ساعده في تقديم كرة مميزة خطفت الأنظار بإيطاليا، وأخرج بسببها العديد من النجوم لفرق أوروبا.
وأقدم بولونيا على ضم لاعبين غير بارزين، فتعاقد مع كالافيوري من بازل مقابل 24 مليون يورو، ومهاجم فيليز سارسفيلد الأرجنتيني سانتياغو كاسترو (13 مليون يورو)، والجناح الأيمن دان ندوي من بازل (10 ملايين يورو)، لكنهم تغيروا تماما وظهروا بمستويات ممتازة.
خطوة غير مدروسة
نظام موتا ولعب السهل الممتنع الذي قدمه بولونيا أظهر قدرات لاعبيه، فتألق جوشوا زيركزي ورحل إلى مانشستر يونايتد مقابل حوالي 42 مليون يورو، كما استفاد من تألق كالافيوري تحت إدارة موتا ليغادر مقابل حوالي 45 مليون يورو باتجاه أرسنال.
ومع الموسم المميز اتخذ موتا خطوة سريعة ومفاجئة، بعدما قرر تولي المهمة الفنية ليوفنتوس خلفا لماسيميليانو أليغري الذي أقيل من منصبه بعد الفوز بكأس إيطاليا. خطوة وصفها البعض بأنها غير مدروسة بالنظر إلى أنه لم يقدم الكثير في مسيرته التدريبية، بينما رأى البعض أنه مدرب المستقبل ومشروع يوفنتوس الجديد على ما أظهره من طريقة لعب ساعدت بولونيا على صناعة التاريخ.
يوفنتوس، في خطوة متوقعة، قرر إقالة تياغو موتا من منصبه كمدرب للفريق، بعد سلسلة من النتائج السلبية في جميع البطولات
لكن سرعان ما بدأ كل شيء ينهار بنفس سرعة اتخاذ قرار تعيينه، فحاول تطبيق نفس أفكاره في يوفنتوس بطريقة اللعب ذاتها لكنها لم تنجح.
وأقدم يوفنتوس على إبرام صفقات كبيرة بأثمان باهظة لتطعيم الفريق بعناصر مميزة أملا في إعادة اليوفي إلى الواجهة بمدرب جديد ولاعبين بارزين.
وتعاقد البيانكونيري مع كوبمينرز من أتالانتا (54 مليون يورو)، ودوجلاس لويز من أستون فيلا (51 مليون يورو)، إلى جانب تدعيمات أخرى لافتة كتورام ونيكو جونزاليس وكونسيساو وأفضل حارس في إيطاليا الموسم الماضي دي جريجوريو.
كما تقدم النادي في ميركاتو شتاء 2025 لمحاولة مد الفريق بصفقات جديدة كألبرتو كوستا من جيماريش، وريناتو فيجا، وليويد كيلي، وكولو مواني.
ورغم توافر كل الإمكانات والصفقات اللازمة، إلا أن موتا فشل فشلا تاما في إظهار قدرات لاعبيه على أرض الملعب، فعانى الفريق دفاعيا وغابت خطورة الظهيرين. وافتقد الفريق للاعب بخط الوسط المدافع القادر على حماية الدفاع، كما غابت قدرات اللاعبين التي ظهرت في أندية أخرى، وبدا أن اليوفي يلعب على القدرات الفردية لبعض لاعبيه مثل كونسيساو ويلدز، فيما غابت الروح الجماعية التي تميز بها موتا مع بولونيا.
ولم ينجح تياغو في فرض سيطرته على غرفة ملابس يوفنتوس، ففي البداية حاول فرض سيطرته من خلال إجبار نجوم الفريق على الرحيل مثلما حدث مع فيديريكو كييزا ومن بعده دانيلو، قبل أن يواجه دوسان فلاهوفيتش.
موسم كارثي
على مستوى النتائج والبطولات خرج اليوفي من البطولة الأولى في الموسم بالسوبر الإيطالي بعد خسارة مدوية أمام ميلان في نصف النهائي.
وخلال أسبوع فقط ودع الفريق مسابقتي دوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن، ثم كأس إيطاليا بخسارة مهينة أمام إمبولي في ربع النهائي رغم معاناة الأخير من تواجده في مراكز الهبوط بالكالتشيو.
وفي الدوري الإيطالي لم ينجح في مجاراة الثلاثي الكبير إنتر ونابولي وأتالانتا، ليبتعد بفارق 12 نقطة عن المتصدر النيراتزوري ويفقد تدريجيا ونظريا فرصة التتويج باللقب، ليصبح الفريق أقرب إلى الخروج خالي الوفاض من الموسم. وانهارر مشوار موتا السريع في يوفنتوس ليغادر بعد 7 أشهر ويكتوي بنار يوفنتوس التي باتت تحرق كل من يقترب من النادي، مثلما حدث مع المدرب الأسطوري للفريق أليجري الذي غادر بعد تتويجه بكأس إيطاليا.