انتفاضة الصغار ترسم خارطة كروية جديدة في القارة السمراء

المنتخبات الكبرى حسمت تأهلها بشق الأنفس رغم امتلاكها كافة مقومات النجاح.
السبت 2024/01/27
الخبرة والطموح

أبيدجان - أثبتت بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 المقامة حاليا بكوت ديفوار، أن الخارطة الكروية في القارة السمراء تغيرت بشكل كبير، وأصبح لا يوجد فارق بين المنتخبات الكبيرة، التي تمتلك التاريخ والإنجازات، وبين المنتخبات الصغيرة، التي لم تحقق أي إنجازات تذكر سواء قاريا أو عالميا.

مما لاشك فيه أنه قبل بداية النسخة الحالية، كانت هناك منتخبات مرشحة لنيل اللقب ومن بينها منتخب كوت ديفوار بصفته صاحب الأرض والجمهور، ومنتخب مصر وصيف النسخة الماضية، ومنتخب السنغال حامل اللقب، والمنتخب المغربي، صاحب الإنجاز التاريخي في المونديال الأخير، والكاميرون، وغانا، بالإضافة الجزائر والمغرب، ونيجيريا.

وبعد نهاية دور المجموعات، لم تثبت تلك المنتخبات أحقيتها في الترشح لنيل اللقب، باستثناء منتخبات السنغال والمغرب ونيجيريا التي تمكنت من العبور للأدوار الاقصائية بعد أن حافظت على سجلها خاليا من الهزائم في دور المجموعات. في المقابل، تأهلت منتخبات مصر والكاميرون وكوت ديفوار بشق الأنفس للأدوار الاقصائية بعدما احتاجت لهدايا من بقية المنافسين. وفشل منتخبا الجزائر وتونس في عبور دور المجموعات وودعا البطولة بشكل مبكر للغاية.

مقومات النجاح

البداية ستكون بمنتخب غينيا الاستوائية الذي تصدر المجموعة، التي ضمت معه منتخبات كوت ديفوار، ونيجيريا، وغينيا بيساو

رغم أن المنتخبات الكبرى تمتلك كافة مقومات النجاح في ظل تواجد أجهزة فنية على أعلى مستوى ولاعبين ينشطون في كبرى الدوريات العالمية، لكنها حسمت تأهلها بشق الأنفس، بعدما ظهرت منتخبات أصغر نسبيا بمستويات جيدة وقدمت عروضا مثيرة.

البداية ستكون بمنتخب غينيا الاستوائية الذي تصدر المجموعة الأولى، التي ضمت معه منتخبات كوت ديفوار، منتخب البلد المضيف، ونيجيريا، صاحب التاريخ الكبير في البطولة، وغينيا بيساو.

ورغم أن المؤشرات قبل بداية البطولة كانت تشير إلى أن صراع المركزين الأول والثاني سينحصر بين منتخبي كوت ديفوار ونيجيريا، إلا أن منتخب غينيا الاستوائية فجر مفاجأة كبيرة وتصدر ترتيب المجموعة.

لم يكن حال منتخب كاب فيردي (الرأس الأخضر) في المجموعة الثانية أقل من غينيا الاستوائية، حيث تواجد في مجموعة تضم المنتخب المصري، أكثر المنتخبات تتويجا باللقب، ومنتخب غانا، المتوج باللقب من قبل، بالإضافة إلى منتخب موزمبيق.

وكان الجميع يتوقعون أن ينحصر التنافس بين مصر غانا على صدارة المجموعة، ولكن ما حدث هو أن المنتخبين تنافسا على المركز الثاني. واستطاع منتخب كاب فيردي أن يفرض سيطرته على المجموعة منذ بداية البطولة حيث استهل حملته بالفوز على منتخب غانا 2-1 في مفاجأة كبيرة بالبطولة، ثم تمكن من التغلب على منتخب موزمبيق 3-0، قبل أن يتعادل مع المنتخب المصري 2-2 في الجولة الأخيرة في مباراة شهدت إثارة كبيرة حتى الدقائق الأخيرة.

وفي المجموعة الثالثة، كان منتخب الكاميرون يواجه شبح الخروج المبكر أو التأهل بشق الأنفس كواحد من بين أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثالث، وذلك بعدما قدم منتخب غينيا مستويات جيدة في البطولة. ورغم أن منتخب غينيا تأهل من المركز الثالث، حقق الفريق نتائج جيدة في البطولة، حيث تعادل مع المنتخب الكاميروني 1-1 في أولى مبارياته ثم فاز على جامبيا بهدف نظيف، قبل أن يخسر بصعوبة أمام المنتخب السنغالي القوي بهدفين نظيفين.

وفي المجموعة الرابعة، كانت التوقعات تصب في مصلحة منتخبي الجزائر وبوركينا فاسو على احتلال أول مركزين والتأهل بسهولة لدور الـ16، في ظل ضعف منتخبي أنغولا وموريتانيا مقارنة بهما. ولكن منتخب أنغولا ظهر كقوة لا يستهان بها منذ مباراته الأولى أمام المنتخب الجزائري التي انتهت بالتعادل 1-1، واستطاع أن يحافظ على تألقه بفوزه على منتخب موريتانيا 3-2، قبل أن يحسم صدارة المجموعة بفوزه على منتخب بوركينا فاسو بهدفين نظيفين في الجولة الأخيرة.

الحصان الأسود

Thumbnail

كان منتخب موريتانيا هو الحصان الأسود في هذه المجموعة، فرغم خسارة مباراتيه الأولى والثانية أمام بوركينا فاسو بهدف نظيف وأمام أنغولا 2-3، تمكن من التأهل، من المركز الثالث، على حساب الجزائر بعدما تغلب عليها بهدف نظيف. وتمكن منتخب مالي من تصدر المجموعة الخامسة، التي ضمت معه منتخبات جنوب أفريقيا وتونس وناميبيا.

قدم المنتخب المالي عروضا قوية في مبارياته الثلاثة، حيث تغلب على جنوب أفريقيا بهدفين نظيفين، وتعادل مع تونس1-1 ومع ناميبيا سلبيا ليتصدر مجموعته ويقصي المنتخب التونسي، الذي كان من المرشحين لنيل اللقب.

ولم يكن هناك مفاجآت كبيرة في المجموعة السادسة، التي ضمت منتخبات المغرب والكونغو الديمقراطية وزمبيا وتنزانيا باستثناء خروج منتخب زمبيا، من البطولة. وتعادل المنتخب الكونغولي مع المنتخب المغربي 1-1 في مباراتهما بالجولة الثانية.

17