اليوغا تحسن من مقاييس الرفاهية الجسدية

ممارسة تمارين اليوغا تخفض الضعف الإدراكي وتحارب السرطان.
الأحد 2021/10/03
لياقة بدنية عالية

يجمع خبراء اللياقة البدنية على فوائد تمارين اليوغا في الحفاظ على صحة الجسم ولياقته وحمايته من الأمراض مثل السرطان والزهايمر وأمراض القلب والتهاب المفاصل. ووجد الباحثون أن ممارسة اليوغا تحسن من مقاييس الرفاهية الاجتماعية والجسدية بشكل عام، وذلك وفق دراسة أميركية حديثة أنجزت مؤخرا.

واشنطن – تُعد اليوغا أحد الأنواع المتعددة لأساليب الطبي التكميلي والاندماجي، حيث تجمع بين الأساليب البدنية والذهنية التي قد تُساعد على تحقيق سلامة الجسم وراحة البال. ويمكن أن يساعد ذلك على الاسترخاء والتحكم في الإجهاد والقلق.

كما تتميز اليوغا بالعديد من الأنماط والأشكال ومستويات الشدة.

وتوصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن ممارسة اليوغا يمكن أن تساعد بشكل فعال في محاربة السرطان وخاصة سرطان البروستاتا.

اليوغا تزيد من النشاط البدني وتشير معظم الدراسات إلى كونها طريقة آمنة وفعالة لزيادة النشاط البدني، وخاصة القوة والمرونة والتوازن

وتم تقديم تجربة سريرية جديدة في الاجتماع السنوي لجمعية المسالك البولية الأميركية على مجموعة من 30 مريضا من المصابين بسرطان البروستاتا، والذين كانوا يخضعون لاستئصال البروستاتا.

وبحسب موقع طبي تخصصي، تم توجيه نصف المجموعة لممارسة اليوغا مرتين في الأسبوع لمدة 60 دقيقة على مدى 6 أسابيع قبل استئصال البروستاتا ولمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أسابيع بعد الجراحة.

ووجد الباحثون القائمون على الدراسة أن أعضاء مجموعة اليوغا أظهروا كميات منخفضة من الخلايا التائية المنظمة والخلايا الكابتة المشتقة من النخاع، مقارنة بالنصف الآخر من المجموعة، مما يشير إلى فوائد محتملة في مكافحة الورم.

ولم تكن هذه هي الفائدة الوحيدة التي اكتشفها الباحثون من بين الأشخاص الخاضعين للدراسة الذين مارسوا اليوغا، فقد وجدوا أيضا أن ممارسة اليوغا تحسن من مقاييس الرفاهية الاجتماعية والجسدية بشكل عام بين الأشخاص الخاضعين للدراسة. ولاحظ المشاركون الذين مارسوا اليوغا انخفاضا في MCP – 1، وهو مادة كيميائية ارتبطت بالضعف الإدراكي وأشكال مختلفة من الخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر.

ووفقا لدراسة أجريت عام 2018 ونشرت في تقارير علمية لمجموعة من 310 مرضى يعانون من مرض الزهايمر و66 مصابا بضعف إدراكي خفيف، تبين أن الذين لديهم تركيزات أعلى من MCP – 1 شهدوا تدهورا في وظائفهم الإدراكية بشكل أسرع من أولئك الذين لديهم تركيزات أقل من MCP – 1.

ونشرت العديد من التجارب العلمية متفاوتة الجودة عن اليوغا، بالرغم من وجود مجال لدراسات صارمة أكثر حول فوائدها الصحية. وتزيد اليوغا من النشاط البدني وتشير معظم الدراسات إلى كونها طريقة آمنة وفعالة لزيادة النشاط البدني، وبخاصة القوة والمرونة والتوازن.

كما توجد بعض الأدلة على أن ممارستها بانتظام مفيدةٌ للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية.

ممارسة اليوغا تساعد في محاربة سرطان البروستاتا
ممارسة اليوغا تساعد في محاربة سرطان البروستاتا

كما أنها تعالج الأوجاع والآلام ومن بينها ألم أسفل الظهر، وتقلل من التوتر وتقي من السقوط حيث تحسن التوازن عبر تقوية الجزء السفلي من الجسم، خاصة الكاحلين والركبتين، وبالتالي تنقص احتمالية السقوط.

إضافة إلى أن ممارسة اليوغا شائعة عند المصابين بالتهاب المفاصل بفضل طريقتها اللطيفة في تعزيز مرونة المرء وقوته. حيث تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تقلل الألم ومشاكل الحركة عند المصابين بالفصال العظمي في الركبة، ولكن بعض حركاتها غير مناسبة للمصابين بالتهاب المفاصل. وينصح خبراء اللياقة في هذه الوضعية بإيجاد مدرب يفهم التهاب المفاصل وبإمكانه تعديل الحركات لتلائم احتياجات المصاب، خاصة إن كانت لديه مفاصل استعاضية. ويجب أن يفحص المريض من قبل طبيبه أو المعالج الفيزيائي لمعرفة الحركات التي يجب تجنبها.

وتركز تمارين اليوغا على قوة المرء ومرونته وتنفسه لدعم عافيته النفسية والجسدية. وتعد الوضعيات العناصر الرئيسية لليوغا وهي سلسلة من الحركات مصممة لزيادة قوة المرء ومرونته والتنفس. ونشأت هذه الممارسة في الهند قبل 5000 عام، واقتبست في بلدان أخرى بطرق مختلفة. وأصبحت اليوغا الآن شيئا مألوفا في مراكز الاستجمام والنوادي الصحية والمدارس والمستشفيات وحجرة العمليات.

ويعتمد تحديد النوع المناسب من تمارين اليوغا على درجة لياقة الجسم والنتيجة المرجوّة من مُمارسته. وتعد هاثا يوغا نوع اليوغا الأكثر شيوعا في الثقافة الغربيّة، ويمكن القول إن اليوغا رياضة بدنيّة تعتمد على وضعيات الجسد لتعزيز سيطرة الفرد على عقله وجسمه وتحقيق الراحة له.

وتعدّ من تمارين اللياقة البدنيّة التي تحظى بشعبيّة واسعة خاصّة في الولايات المتحدة.

من تمارين اللياقة البدنيّة التي تحظى بشعبيّة واسعة
من تمارين اللياقة البدنيّة التي تحظى بشعبيّة واسعة

ولممارستها يجب إيجاد مكان مريح ومناسب لذلك. ويُفضَّل أن يكون المكان غرفة هادئة وفارغة إلى حد ما؛ لتجنّب خطر الاصطدام بقطع الأثاث، ويُفضَّل توفّر جدار خاص للارتكاز عليه، ويمكن للمرء خلق أجواء لطيفة عن طريق إشعال بعض الشموع في الغرفة.

كما أن توفير المُلحَقات اللازمة لممارسة اليوغا أمر مهم حيث أنّ كل ما يحتاجه المرء لممارستها  هو حصيرة خاصّة بذلك لضمان عدم الانزلاق، ويُفضَّل أن تكون نوعيّتها جيّدة لكي تدوم طويلا، وتكون مريحة تناسب الاحتياجات اللازمة، وإن لم توجد حصيرة خاصّة فإنه يمكن الاستعاضة عنها بممارسة اليوغا على البطّانيات أو الوسائد.

المشاركون الذين مارسوا اليوغا سجلوا انخفاضًا في MCP-1، وهو مادة كيميائية ارتبطت بالضعف الإدراكي ومرض الزهايمر

وعلى المرء أن يحميَ جسمه، وأن يعلم أن المناطق الحسّاسة في الجسم هي الركبتان والرقبة والوركان والعمود الفقري، فإذا شعر بآلام في هذه المناطق أو أيّ مناطق أخرى، فعليه أن يتوقّف عن ممارسة اليوغا وعليه ألّا يُجبر نفسه على تحمّل الألم؛ تجنُّبا لحدوث إصابات، كما يجب أن يكون حذرا عند الانتقال من وضعيّة إلى أخرى؛ حيث تُعدّ المرحلة الانتقاليّة من وضع إلى آخر أكثر احتماليّة لحدوث الإصابات. كما على المرء أن يختار فئة اليوغا المناسبة له ولاحتياجاته، ويمكنه أن يطّلع على ذلك عن طريق الإنترنت أو يطلب المساعدة من مختصّ، وعليه أن يختار النوع الذي يُمكنه ممارسته مع أقلّ قدر من المقاومة.

وينصح خبراء اللياقة البدنية بالاسترخاء التامّ بعد ممارسة اليوغا، حيث يحتاج الجهاز العصبي إلى الراحة والاسترخاء لاستيعاب الفوائد التي حصل عليها من ممارستها. كما أن ممارستها مرّة واحدة في الأسبوع أمر مفيد جدا، في حين تعدّ ممارستها ثلاث مرّات في الأسبوع أكثر فائدة، أمّا ممارستها يوميّا فتعود بالفائدة الأعظم، ويُفضَّل ممارستها ثلاث مرّات في الأسبوع والشعور بالفخر والرِّضا جرّاء ذلك، فذلك يُعدّ أفضل بكثير من محاولة ممارستها يوميا، والشعور بالفشل في حال عدم القدرة على الالتزام.

وإذا أراد المرء أن تصبح اليوغا من الأمور الروتينيّة في حياته فعليه أن يختار النوع المناسب له بعناية، كما عليه أن يختار معلّم اليوغا بعناية فائقة أيضا.

18