اليابان تخطط لمستقبل مشرق بعد مونديال قطر

الدوحة - تتطلع اليابان إلى المستقبل بعد النتائج الرائعة التي حققتها في مونديال قطر 2022 الذي ودعته بمرارة الخسارة أمام كرواتيا بركلات الترجيح، وذلك رغم خيبة الفشل في بلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها.
فبعد دور أول تاريخي، كان المنتخب الياباني يمني النفس بمواصلة مشواره الرائع وتحقيق نتيجة أفضل من التي سجلها على أرضه حين استضاف النهائيات مشاركة مع كوريا الجنوبية عام 2002، لكن المغامرة انتهت عند ثمن النهائي على يد لوكا مودريتش ورفاقه.
وعندما سُحِبت قرعة النهائيات في أبريل الماضي، لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يخرج المنتخب الياباني “على قيد الحياة” من المجموعة الخامسة بعدما أوقعته مع العملاقين الألماني والإسباني.
لكن “الساموراي الأزرق” أكد أن لا شيء مستحيلا في كرة القدم، ليس بحصوله على بطاقة تأهله وحسب بل بتصدره المجموعة أمام إسبانيا، متسببا بإقصاء ألمانيا بطلة العالم أربع مرات من الدور الأول للنسخة الثانية تواليا بعدما صدمها افتتاحا 2 – 1، قبل أن يكرر النتيجة ذاتها أمام “لا روخا” ختاما.
قائد شتوتغارت الألماني يعرب عن رغبته في رؤية منتخب ياباني يضم في صفوفه لاعبين محترفين في أوروبا بما يكفي لتشكيل فريقين وليس فريقا واحدا
في حينها، حدّد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو أهدافه بالتأهل إلى ربع النهائي، وكان قريبا من تحقيق هدفه حين أنهى رجاله الشوط الأول متقدمين على الكروات قبل أن يرد فريق داليتش في مستهل الشوط الثاني بهدف أبقى التعادل حتى نهاية الوقتين الأصلي والإضافي، قبل أن يبتسم الحظ في ركلات الترجيح لوصيف روسيا 2018. وكان المدرب الياباني واقعيا في تحليل الأمور، بقوله بعد الخسارة إنه من المستحيل “التحول إلى سوبرمان بين ليلة وضحاها”، لكنه يؤمن أن المنتخب على المسار الصحيح.
وانتهى مشوار “الساموراي الأزرق” عند ثمن النهائي للمرة الرابعة في سابع مشاركة و”هذا حاجز لم نتمكن من تخطيه، وبالتالي يمكن القول إننا لم نحقق شيئا جديدا”. واستطرد “لكن اللاعبين أظهروا شيئا لم نراه في السابق من خلال الفوز على البطلين السابقين المنتخبين الألماني والإسباني”. ومنذ أن سجلت بدايتها في كأس العالم عام 1998 بتشكيلة مكونة بأكملها من اللاعبين المحليين، ارتفع عدد اللاعبين اليابانيين في الدوريات الأوروبية وصولا إلى خوض النهائيات الحالية بـ19 لاعبا يلعبون في القارة العجوز، بينهما ثمانية في ألمانيا.
وأبرز دليل على التقدم الذي حققه اليابانيون، هو أن ستة من التشكيلة الحالية خاضوا هذا الموسم دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا وحتى أن دايتشي كامادا فاز الموسم الماضي بلقب “يوروبا ليغ” مع أينتراخت فرانكفورت الألماني.
وقال قائد شتوتغارت الألماني واتارو إندو إنه يرغب برؤية منتخب ياباني يضم في صفوفه لاعبين محترفين في أوروبا بما يكفي لتشكيل فريقين وليس فريقا واحدا.
ورأى أن “هناك تحسنا في نوعية اللاعبين اليابانيين. لدينا المزيد من اللاعبين المحترفين في أندية أوروبية وهذه خبرة جيدة بالنسبة إلينا. نحتاج للمزيد من اللاعبين الذين يلعبون في أندية أوروبية، نحتاج إلى 20 أو 30”. وتابع “نحن نتحسن لكننا لم نكن جيدين بما فيه الكفاية لبلوغ ربع النهائي”.
وجاءت “هجرة” اللاعبين اليابانيين إلى أوروبا على حساب الدوري المحلي “جاي ليغ” الذي تَمثَّل في التشكيلة الحالية بسبعة لاعبين فقط، ما فرض على الجمهور المحلي الانتظار لفترات متقطعة من أجل رؤية نجومه المفضلين مباشرة في أرضية الملعب. وحث المدافع المخضرم يوتو ناغاتومو الذي يلعب حاليا مع فريق بداياته أف سي طوكيو بعدما هجره إلى أوروبا من 2010 حتى 2021 للدفاع عن ألوان تشيزينا وإنتر الإيطاليين وقلعة سراي التركي ومرسيليا الفرنسي، الجمهور الياباني على تشجيع الفرق المحلية لأن ذلك يصب في صالح المنتخب الوطني.
وتابع “معظم لاعبي المنتخب شقوا طريقهم من الدوري الياباني وهم يلعبون حاليا عبر البحار. سيكون هناك فريق من الدوري الياباني في معظم المناطق المحلية. نحن بحاجة إلى دعمها”. ورأى أنه “إذا شعرنا بالحماس تجاه الدوري الياباني، فسيساعد ذلك اللاعبين على النمو ويمنحهم الحافز، ثم سيذهبون إلى الخارج ويساعدون المنتخب الوطني”.
والتحدي التالي لليابان هو الفوز بكأس آسيا التي ستقام في قطر أيضا في أوائل 2024 على الأرجح. ويبقى أن نرى ما إذا كان مورياسو سيبقى في منصبه حيث من المقرر أن يبت الاتحاد الياباني لكرة القدم بمصيره عندما يعود المنتخب إلى الوطن. ومن المفترض أن يخلي مخضرمون مثل ناغاتومو والقائد مايا يوشيدا الطريق أمام جيل جديد سيكون على رأسهم لاعبون مثل ريتسو دوان وكوارو ميتوما. وضمت تشكيلة اليابان لمونديال قطر الحارس المخضرم إيجي كاواشيما ليكون بديلا بعدما شارك في النسخ الثلاث السابقة، وقد رأى أن الفريق الحالي هو “الأفضل على الإطلاق” مقارنة بالمشاركات الماضية.
وأمل ابن الـ39 عاما أن يتولى اللاعبون الشباب دورا قياديا واستخدام حسرة الخروج من ثمن النهائي لجعل اليابان أقوى، مضيفا “لدينا الكثير من اللاعبين الشباب وهذه التجربة ستكون هائلة للفريق. صحيح أن المباراة ضد كرواتيا انتهت للتو، لكني أريد أن يقودنا اللاعبون الشباب بشكل خاص إلى المستقبل”.
