الوباء يمنع المانغو الباكستاني من السفر

فاكهة سريعة التلف تنتظر إعادة فتح المطارات وسط مخاوف من انخفاض كبير في صادراتها العام الجاري.
الثلاثاء 2020/06/09
ملك الفاكهة حبيس الإغلاق

المانغو الذي تشتهر به باكستان فاكهة صيفية متنوعة ومتعددة المذاقات، وهي أيضا سريعة التلف، لذلك يحرص مزارعوها على قطفها وتوزيعها مباشرة، لكن وباء كورونا الذي انتشر سريعا حال دون عمليات التصدير التي تتم عادة عبر الطائرات، هم الآن بانتظار فتح الحدود لكن مخاوفهم تزداد من رفع رسوم شحن الفاكهة مصدر خيرهم وفخرهم.

كراتشي (باكستان) - تواجه صادرات فواكه المانغو الباكستانية التقليدية أضرارًا اقتصادية كبيرة نتيجة جائحة كورونا، إذ يخشى مصدروها من انخفاض كبير في صادراتها العام الجاري.

ومن المرجح أن تنخفض صادرات المانغو في البلاد بنسبة 35 إلى 40 في المئة، نتيجة تعليق الرحلات الجوية الدولية، وإغلاق الحدود، وارتفاع أسعار الشحن، وانخفاض الطلب.

والعام الماضي، صدرت باكستان 130 ألف طن من المانغو إلى الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة واليابان وأستراليا ودول أخرى.

ويتوقع وحيد أحمد، رئيس جمعية مصدري الفاكهة الباكستانيين، ألا تزيد صادرات البلاد من المانغو، هذا العام، عن 80 ألف طن.

وقال أحمد إن “باكستان حققت أرباحا بأكثر من 90 مليون دولار من خلال صادرات المانغو وحدها، لكن أرباحها لن تزيد عن 50 مليون دولار هذا العام، بسبب ظروف فايروس كورونا الحالية”.

وأضاف أن “التوقيت عامل رئيسي في ما يتعلق بصادرات المانغو لأنه سلعة قابلة للتلف، ولا يمكنها البقاء لمدة طويلة”.

يذكر أن المانغو من الفواكه التي تتلف بسرعة بعد قطافها وهو ما يتطلب تصديرها فقط عبر الجو وهو أمر مكلف يعيق وصول فواكه المانغو الباكستانية إلى دول كثيرة في العالم؛ وهو ما يضطر المصدرين إلى قطفها خضراء حتى يتسنى لهم تجاوز عقبة الوقت في تصديرها قدر الإمكان.

فاكهة لا تنتظر
فاكهة لا تنتظر

وتابع أحمد أن “تعليق الرحلات الدولية أثر سلبًا على صادرات المانغو إلى أوروبا والولايات المتحدة”.

ومضى بالقول “إن العديد من المصدرين يرسلون المانغو إلى أوروبا والولايات المتحدة عبر رحلات الشحن، لكن رسومها زادت أربع مرات”.

كما أن إغلاق الحدود مع إيران وأفغانستان زاد من تراجع صادرات المانغو، إذ يستورد البلدان معا ما بين 30 إلى 35 ألف طن من المانغو سنويًا.

وأشار أحمد إلى أن “صادرات المانغو إلى الشرق الأوسط مستمرة عبر الطرق البحرية، ولكن الطلب ليس مرتفعًا”.

وأوضح أن ذلك ناتج عن عودة عشرات الآلاف من الباكستانيين وغيرهم من مواطني جنوب آسيا إلى بلدانهم من دول الخليج، وفقدان عدد كبير من الناس وظائفهم.

واتفق محمود نواز شاه، مزارع من مقاطعة السند (جنوب)، ثاني أكبر مقاطعة منتجة للمانغو بعد مقاطعة بنجاب (شمال شرق)، مع الرأي الذي طرحه أحمد.

وقال شاه “سيكون إجمالي صادرات المانغو أقل هذا العام بسبب القيود المتعلقة بفايروس كورونا وإغلاق الرحلات الدولية بشكل رئيسي والزيادة الكبيرة في أسعار الشحن”.

وأضاف أن “تكلفة الإنتاج زادت أيضًا بسبب تطبيق إرشادات السلامة للوقاية من فايروس كورونا”.

إغلاق الحدود مع إيران وأفغانستان زاد من تراجع صادرات المانغو، إذ يستورد البلدان معا ما بين 30 و35 ألف طن سنويا

وسجلت باكستان حوالي 76 ألفا و400 إصابة بفايروس كورونا وألفا و621 حالة وفاة حتى الآن.

وفي الأسبوع الماضي، رفعت السلطات الباكستانية جزئياً الحظر على الرحلات الجوية الدولية، الذي يعتقد شاه أنه سيريح مصدري المانغو.

واعتبر شاه أن “هذا القرار سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابي لأنه (الطيران) سيكون متاحًا على الأقل”، مشيرًا إلى أنه “لا يرى فرقًا كبيرًا لأن شركات الطيران لن تخفض أسعار الشحن”.

ويرى أحمد أيضًا أن استئناف الرحلات الجوية سيكون له تأثير محدود على صادرات المانغو، لأنه “لا يوجد انخفاض في أسعار الشحن”.

ويعتبر المانغو ملك الفاكهة، وتعده كل من الهند وباكستان بأنه “فاكهة وطنية”.

كما استخدم المانغو أيضًا الكتاب والشعراء في المنطقة، على مدى قرون، لتمثيل الأفكار والمشاعر الكامنة.

وتحتل باكستان المرتبة السادسة في العالم من حيث إنتاج المانغو، بعد الهند والصين وتايلاند وإندونيسيا والمكسيك.

وحتى عام 2018، بلغ معدل إنتاج باكستان من المانغو 1.9 مليون طن سنويًا، من عشرات الأنواع المختلفة، وخاصة” أنور راتول” و”داشيري” و”لانغرا” و”سارولي” و”سيندري” و”توتاباري” وغيرها.

شهية اللون والمذاق
شهية اللون والمذاق

إلا أن مانغو “تشانسا” يمثل مذاق المانغو الباكستاني، فيمثل هذا النوع 60 في المئة من إجمالي صادرات المانغو.

وتعرف أشهر أنواع المانغو الباكستاني باسم “أنور راتول”، وسمي باسم شخص تعود جذوره لقرية على بعد ساعتين من نيودلهي، في منطقة “باغبات” بمقاطعة “أوتار براديش” غربي الهند.

وقبل سنوات عديدة من تقسيم الهند في عام 1947، هاجر مزارع مانغو من قرية”راتول” إلى الجزء الباكستاني من “بنجاب” وأطلق اسم والده “أنور” على غصن زرعه هناك.

وفي كل عام تقريبًا، ترسل الحكومة الباكستانية صندوقًا من المانغو إلى رئيس الوزراء الهندي وكبار المسؤولين الآخرين في العاصمة نيودلهي.

وعلى الرغم من نكهة ومذاق المانغو الباكستاني اللذين يجعلانه نوعا مفضلا، إلا أنه لا يتم الاهتمام كثيرًا بتبني أحدث ممارسات القطاف لتحسين جودته.

كما انخفض إنتاج المانغو في البلاد على مدى السنوات الأربع الماضية، وهي ظاهرة تعزى إلى الاحتباس الحراري.

ووفقًا لأحمد، انخفضت الطاقة الإنتاجية الفعلية لباكستان من 1.9 مليون طن إلى 1.4 مليون طن العام الماضي، ومن المرجح أن تظل على حالها هذا العام أيضًا.

وأضاف أن “محاصيل المانغو تتطلب طقسًا حارًا، لكن الشتاء يستمر لفترة أطول وأطول كل عام يمر، مما يؤثر بشكل تدريجي على إنتاج المانغو”.

واختتم بقوله إن “محصول المانغو هذا العام تأخر أسبوعين بسبب تأخر دخول فصل الصيف”.

20