الهواتف المجددة حل لحماية الجيب والبيئة

عملية تصنيع هاتف جديد تؤدي إلى انبعاثات كربونية كبيرة.
الأحد 2022/10/23
كنوز من القمامة

تتهافت الشركات المصنعة للهواتف الذكية على تصنيع نماذج جديدة لتكتسح بها السوق وتحقيق المزيد من الربح، ولنا أن نتخيل الأعداد الخيالية لما يرمى من الموديلات القديمة إضافة إلى تكلفة المنتوجات الجديدة. وربحا للميزانية وحفاظا على البيئة من التلوث استثمرت العديد من الشركات في تجديد الهواتف القديمة لتكون صالحة للاستعمال بشكل جيد.

برلين - أصبحت الهواتف الذكية من مفردات الحياة اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها، وكثيرا ما يقوم المستخدم باستبدال هاتفه الذكي بتهافت الموديلات بخصوصيات جديدة، في حين أنه ليس من الضروري أن نشتري هاتفا ذكيا جديدا؛ نظرا لوجود ما يعرف باسم الهواتف الذكية المجددة.

والهواتف المجددة هي التي استعادتها الشركة الأصل أو حتى اشترتها شركات هواتف أخرى، وقامت بتجديدها وإصلاحها وإعادتها إلى الوضع الأصلي.

وهناك العديد من الشركات والعلامات التجارية التي تقوم بتجديد الهواتف المستعملة ليتم عرضها مجددا في المتاجر المتخصصة ومواقع الإعلانات المبوّبة والبوابات التقنية عبر الإنترنت أين يمكن للمستخدم إيجاد هاتف مجدد بمواصفات تتراوح بين الجيد والجيد جدا، حيث تقدم كل شركة سعرها التفاضلي.

تجديد هاتف بدل صنعه من جديد يقلل من نسبة الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 70 في المئة علاوة على المميزات الاقتصادية

وتتيح هذه المواقع  ضمانا يصل إلى عام، وإمكانية لإعادة الهاتف خلال 30 يوما واسترجاع المال في حال لم يكن الهاتف كما يريد المشتري.

وعلاوة على المميزات الاقتصادية، هناك جانب إيجابي يخصّ البيئة. فتجديد هاتف بدل صنعه من جديد يقلل من نسبة الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 70 في المئة.

وتصنيع هاتف جديد يستهلك الكثير من الطاقة ويحتاج الكثير من الرقاقات ومن الأجزاء التي تحتاج بدورها إلى مواد أولية، وتؤدي عملية التصنيع إلى انبعاثات كربونية كبيرة، بينما إعادة تجديده لا تحتاج إلى كل هذا العناء. وأكثر من ذلك، هناك مواقع تلتزم بزرع شجرة باسمك كلما اشتريت منها هاتفا مجددا.

ويشير بيورن بيشوف، من المكتب الألماني للبيئة، إلى أن الهواتف المجددة تساهم في الحفاظ على البيئة؛ نظرا إلى أن الأجهزة فائقة التقنية مثل الهواتف الذكية ترتبط بموضوع الاستدامة. وأضاف الخبير الألماني قائلا “من المفيد استعمال الأجهزة لأطول فترة ممكنة”.

ومع ذلك ليس هناك قاعدة عامة لمقدار التكلفة، التي يمكن توفيرها عند شراء الهواتف الذكية المجددة، يوضح روبن براند من مجلة “سي تي” الألمانية قائلا “دائما ما يرتبط مقدار التوفير بعمر الهاتف الذكي وحالته العامة”.

وهناك نقطة أخرى فطالما كانت التحديثات متوافرة للهاتف الذكي لفترة أطول فإن أسعاره تكون أكثر استقرارا، حتى عندما يكون بحالة مجددة. وأضاف الخبير الألماني براند أنه يمكن في بعض الأحيان العثور على هاتف ذكي مرّ عليه عام ونصف عام نظير نصف تكلفته الأصلية.

ويتعين على المستخدم في جميع الأحوال مقارنة سعر الموديل المراد شراؤه لدى أكثر من مورد نظرا إلى أن الاختلافات تكون كبيرة للغاية في بعض الأحيان تبعا للموديل والمنصة، وتمكن الاستعانة هنا بالبوابات التقنية المتخصصة في مقارنة المنتجات.

وإذا كان المستخدم مهتما بأحد الهواتف الذكية المجددة، فإنه يجب عليه الاستعلام عن حالة الجهاز جيدا عند مقارنة الأسعار، وتقول كاترين كوربر، من مركز حماية المستهلك بولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، “لم يتم تحديد بعض المصطلحات بوضوح من الناحية القانونية، مثل الأجهزة المجددة أو الأجهزة الجديدة أو شبه الجديدة”.

ويقول براند “عادة ما يقصد بالهواتف الذكية المجددة ما يقوم به التجار من شراء الهواتف الذكية من الشركات وشركات الاتصالات والأشخاص العاديين، ومن ثم يقومون بتجديدها، عن طريق إرجاع الأجهزة إلى إعدادات المصنع وتنظيفها واستبدال الأجزاء التالفة وعرضها للبيع مرة أخرى”.

تجديد هاتف

ومن أكبر المشاكل التي توجد في هذه الهواتف ما يخص البطارية التي لا تكون قوية، لذلك على المشتري أن ينتبه إذا كانت حالة الهاتف بالفعل تشبه حالة الهاتف الجديد في تأدية مهامه.

وقد تختلف عملية التجديد من جهاز إلى آخر، سواء كان يتم استبدال الشاشة أو البطارية، وهناك الكثير من المنصات تروّج للهواتف الذكية المجددة بأن سعة البطارية بها لا تزال أكثر من 80 في المئة مقارنة بالسعة الأصلية، ومن ضمن الخيارات الإضافية المتاحة إمكانية استعمال بطارية جديدة نظير تكلفة إضافية.

وتقوم الشركات بتصنيف الحالة العامة للجهاز إلى فئات، ومنها مثلا “مثل الجديد” أو “جيد جدا” أو “جيد”، وهنا يتعين على المستخدم البحث في الوصف الخاص بالمنصة أو الموقع الإلكتروني عما تشير إليه هذه الفئات؛ نظرا إلى أن هناك بعض الشركات لا تعتمد على نفس الطريقة في تفسيرها لهذه المصطلحات أو الفئات.

وينصح براند عند الرغبة في شراء هاتف ذكي مجدد بالتأكد من أن الشركة المنتجة له ستستمر في طرح تحديثات الأمان له لفترة طويلة، وأضاف قائلا “عند شراء هاتف ذكي مرّ على إنتاجه عامان فإنه يمكن توفير المزيد من الأموال، ولكن قد لا يحصل هذا الجهاز على أيّ تحديثات على الإطلاق”.

وشددت كوربر على ضرورة تجربة الهاتف الذكي المجدد قبل الشراء، وعند شراء مثل هذه الأجهزة من المنصات والمتاجر الإلكترونية، فإنه يحق للمستخدم إرجاع الجهاز خلال 14 يوما، وخلال تلك الفترة يتعين على المستخدم تجربة الهاتف الذكي جيدا.

وأضافت كوربر قائلة “عند استعمال الهاتف الذكي المجدد سيكتشف المستخدم ما إذا كانت فترة تشغيل البطارية تمتد إلى فترة كافية، وما إذا كانت الشاشة مقنعة”. وإذا كان الهاتف الذكي لا يلبّي توقعات المستخدم فيمكنه إرجاعه دون إبداء الأسباب، وهناك بعض الجهات تمنح المستخدم مهلة أطول لتجربة الجهاز الجديد. وتبقى عملية شراء هاتف مجدد عملية تساعد في الحفاظ على البيئة من التلوث المتزايد والذي صار يشكل خطرا داهما على البشرية وعلى الكرة الأرضية.

15