الهلال يكتب السطر الأخير في رحلة التتويج بلقب الدوري السعودي

قبل ثلاث مراحل على نهاية الموسم الكروي ختم فريق الهلال مشواره الاستثنائي والقياسي في المنافسة على الدوري السعودي لكرة القدم متوجا بلقبه الـ19، وكاتبا السطر الأخير في رحلة استعادة اللقب في أكثر الدوريات العربية إنفاقا عبر التاريخ.
الرياض - لم يكتف الهلال “الزعيم” بحصد نقطة كانت كافية لتتويجه رسميا، وذلك برباعية أمطر بها شباك الحزم، متذيل الترتيب، بل أضاف ثلاث نقاط إلى رصيده الزاخر محققا الفوز الـ29، ورافعا رصيده إلى 89 نقطة بفارق 12 نقطة عن وصيفه النصر الذي بقي بقيادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو ملاحقا الهلال “من بعيد” في النسخة الأقوى من حيث استقطاب النجوم العالميين.
بعد تتويجه بلقبي السوبر والدوري يتطلع الهلال إلى إحكام سطوته المحلية على لقب ثالث إذ يواجه النصر على لقب كأس الملك ليكمل مشوارا فريدا تحت قيادة مدربه البرتغالي جورجي جيزوس الذي أكد أن مشروعه مع الهلال لم ينته بعد فـ”لدي أهداف عديدة إذا ما واصلت مهمتي، منها المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، وتحقيق مشاركة نوعية في كأس العالم للأندية العام المقبل”.
وتبخر حلم الهلال بالمنافسة على لقب رابع هذا الموسم بعد خروجه من المسابقة القارية على يد العين الإماراتي في نصف النهائي. ولم يحسم مدرب بنفيكا السابق مسألة استمراره مع الهلال؛ فـ”حتى الآن لم يحسم شيء، سيأتي المحامي الخاص بي لبحث الأمر”.
لكن الهلال لن يكتفي بإحراز اللقب هذا الموسم إذ يسعى حسب مدافعه السنغالي خاليدو كوليبالي إلى إنهائه من دون خسارة، فـ”نحن نريد تحطيم الأرقام، والآن الرقم القياسي هو تحقيق الدوري من دون خسارة ونعلم أنه صعب لكن هذا ما سنعمل عليه”.
سلسلة تاريخية
حلم الهلال بالمنافسة على لقب رابع هذا الموسم تبخر بعد خروجه من المسابقة القارية على يد نادي العين الإماراتي
محليا لم يخسر أي مباراة حتى الآن في سلسلة من 31 مباراة، ففاز في 29 (بينها 24 انتصارا متتاليا) وتعادل في اثنتين، كما أصبح الهلال الذي خسر جهود نجمه البرازيلي نيمار للإصابة في أكتوبر الماضي أوّل فريق يسجل 95 هدفا خلال موسم واحد، ولم يستقبل سوى 20 هدفا كأقوى دفاع في الدوري.
ووعد نجمه البرازيلي الآخر ميشال دلغادو بتحقيق المزيد من الانتصارات وأولها على النصر في المرحلة المقبلة التي سيستضيفها “العالمي” في “الأول بارك”، وقال “الهلال مع جيزوس دائما يستهدف الفوز، ولذلك سنلعب في كل المباريات المقبلة كما كان الحال في الماضي”.
وأضاف دلغادور، الذي توقع حارس الهلال السابق محمد الدعيع استمراره مع الفريق، “سنحاول الفوز بأي ثمن، لأننا تعودنا على ذلك”. وكان النصر رفض تتويج الهلال الخميس بفوزه على الأخدود 3 – 2 إثر هدف قاتل للاعب وسطه الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش.
وبقيادة رونالدو الذي عزز صدارته التهديفية للدوري بـ33 هدفا، تمسك “العالمي” بآماله الأخيرة “بعد مباراة صعبة جدا وفيها ضغط عال على اللاعبين والمدربين”، حسب مساعد مدربه البرتغالي فيتور سيفرينو.
وعادل أفضل لاعب في العالم خمس مرات رقم المساهمات التهديفية في موسم واحد والذي كان بحوزة المغربي عبدالرزاق حمدالله (لاعب الاتحاد الحالي) برصيد 44 مساهمة، والتي حققها عندما كان في النصر موسم 2018 – 2019.
وأوضح سيفرينو (40 عاما) أن موسم فريقه “بدأ بشكل ممتاز بتحقيق البطولة العربية، لكنه تعرض لهزة بسبب الضغط الكبير علينا نتيجة ظروف السفر والطيران”، وأكد أنه سيضع كامل تركيزه على مواجهة الهلال في نهائي كأس الملك.
ونسج حارس المرمى راغد النجار على منوال مدربه، واعدا الجماهير بتحقيق كأس الملك في تصريح لصحيفة “عكاظ” المحلية، حيث قال “مستعدون لمواجهة الهلال وهدفنا إنهاء الموسم بلقب كأس الملك وإسعاد جماهيرنا”. ومتجاوزا الشباب بثنائية نجميه العاجي فرانك كيسييه والبرازيلي روبرتو فيرمينو، اقترب الأهلي من حسم المركز الثالث، مستغلا تعثر ملاحقه التعاون الرابع سلبا أمام الرياض، فوسع الفارق بينهما إلى ست نقاط.
أمام ما يزيد عن 13 ألف متفرج، تعالت أصواتهم استهجانا واعتراضا على فريقهم، شرّع الاتحاد شباكه لخماسية اتفاقية نظيفة “زلزلت” ملعب الجوهرة المشعة في جدة.
وواصل “العميد” سلسلة نتائجه السلبية مسجلا سابقة جديدة في استقبال شباكه لأربعة أهداف في الشوط الأول لأول مرة في تاريخه بدوري المحترفين حسب شركة “أوبتا” للإحصائيات الرياضية.
ودخل الاتحاد الذي تلقى الخسارة الثالثة تواليا، المباراة بوجود خمسة لاعبين فقط على دكة البدلاء، بعدما زاد عدد الغائبين عن المواجهة إلى 13 لاعبا، إذ اضطر إلى المشاركة بمحترفين أجنبيين فقط، هما البرازيلي لويز فيليبي والفرنسي نغولو كانتي.
وكشف مدربه الأرجنتيني مارسيلو غاياردو عن صعوبات تكتيكية واجهها خلال الموسم؛ فـ”لمدة 6 أشهر لم أجد التشكيل المثالي للفريق، لعبت باللاعبين المتاحين”.
وأضاف المدرب الذي قدم اعتذاره للجماهير “الإحباط الذي نعيشه كبير. لن أبحث عن الأعذار في هذا الموقف الصعب”. وفيما أشار موقع قنوات الكأس الرياضية، قبل الخسارة، إلى أن النادي يبحث ملفات مدربين محتملين لخلافة غاياردو، أبرزهم البرتغالي ماركو سيلفا، أكد نجمه البرازيلي رومارينيو أن مباراة الاتفاق كانت الأخيرة له، فـ”على مدار 6 سنوات عشت مع النادي لحظات سعيدة وحزينة، وهذا منحني خبرة كبيرة”.
الحرس القديم
بدوره لم يخف مدرب فارس الدهناء الإنجليزي ستيفن جيرارد استغلاله لنقاط ضعف خصمه قائلا “حللنا المنافس تكتيكيا وعرفنا نقاط الضعف، ما سمح لنا بتطبيق إستراتيجية اللعب المباشر التي أثمرت نجاحا كبيرا”. وأضاف نجم ليفربول الإنجليزي سابقا “الاتحاد لديه غيابات ولكن رغم ذلك لم يخسر بمثل هذه النتيجة من قبل، لذلك يجب تقدير ما فعله لاعبو فريقي”.
يبدو أن لقب دوري روشن السعودي للمحترفين، الذي توج به الهلال السبت، سيكون الأخير لعدد من عناصر حرس الفريق القديم، بعد مسيرة تاريخيّة مع الزعيم.
ففي ظل القرار الذي أصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم، والذي ينص على تخفيض قوائم الفرق من 30 إلى 25 لاعبا، بداية من الموسم المقبل، سيضطر الزعيم إلى التخلي عن عدد من نجومه.
وبات تواجد قائد الهلال سلمان الفرج مع فريقه في الموسم المقبل صعبا للغاية، بسبب عدم اقتناع المدرب البرتغالي جورجي جيسوس بأدائه، بالإضافة إلى كثرة الإصابات التي لازمته مؤخرا. ويعد الفرج أحد أبناء الهلال، حيث تدرج في فئاته السنية، وتوج مع الفريق الأول بـ20 لقبا.
ورغم أن عقد الفرج يمتد مع الزعيم حتى صيف 2025، إلا أنه أبرز المرشحين لمغادرة الفريق. ويبدو الوضع مشابها بالنسبة إلى ياسر الشهراني، الذي يلعب للهلال منذ عام 2012، وتوج معه بـ18 لقبا، لكن مستواه تراجع بشكل لافت منذ الإصابة التي تعرض لها في بطولة كأس العالم الأخيرة بقطر 2022. ومن المتوقع كذلك أن يكون هذا الموسم هو الأخير لمحمد كنو مع الهلال، حيث فقد مركزه وبات حبيس الدكة.
كما يبرز اسم محمد جحفلي في هذه القائمة، بسبب تقدمه في السن وعدم اقتناع جيسوس بإمكانياته، حيث لم يشارك مع الزعيم سوى في 4 مباريات خلال هذا الموسم، في مختلف البطولات. وهناك أيضا عدد آخر من الأسماء التي سيكون استمرارها مع الزعيم في الموسم المقبل محل شك، وعلى رأسها صالح الشهري وعبدالله الحمدان، بالإضافة إلى الحارس محمد العويس.