النيجر تنتخب رئيسها وسط احتدام معاركها ضد الجماعات المتطرفة

النيجر تقاتل منذ سنوات الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل في جنوب غرب البلاد وجماعة بوكوحرام المتشددة في جنوب شرقها، ولا تزال بعيدة عن إلحاق الهزيمة بها.
الأحد 2020/12/27
الأخطار الأمنية تتزايد

نيامى – تفتتح مراكز الاقتراع أبوابها اليوم الأحد أمام الناخبين في النيجر من أجل اختيار رئيس جديد للبلد الذي مزقته الحرب رغم الجهود المبذولة من أجل كبح جماح الجماعات المتطرفة ما جعل الملف الأمني يهيمن على هذا الاستحقاق.

وتقاتل النيجر منذ سنوات الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل في جنوب غرب البلاد وجماعة بوكوحرام المتشددة في جنوب شرقها، ولا تزال بعيدة عن إلحاق الهزيمة بها على الرغم من التعاون الإقليمي والمساعدات العسكرية.

ويصف مصدر أمني فرنسي الوضع بأنه مهمة هائلة في خضم نزاع لا ينتهي ضد “أعداء مراوغين” تسببت هجماتهم المستمرة في مقتل المئات منذ عام 2010 وفي نزوح مئات الآلاف من قراهم وبلداتهم مع تشريد 300 ألف في الشرق بالقرب من نيجيريا و160 ألفاً في الغرب بالقرب من مالي وبوركينا فاسو ما كانت له تداعيات خطيرة على المستويات الإنسانية والمجتمعية والاقتصادية.

وأغلقت نحو 260 مدرسة في المناطق غير الآمنة، وعطل العنف النشاط الاقتصادي مع صعوبة القيام بأعمال في تلك المناطق بينما يستهلك الدفاع 17 في المئة من ميزانية الدولة فيما يسعى الجيش لمضاعفة عديده.

وتوجد في النيجر قواعد عسكرية فرنسية وأميركية تستهدف دحر هذه الجماعات المتطرفة.

ويبرر الرئيس النيجري محمد يوسوفو قراره عدم الترشح بعد ولايتين بقوله “لا يمكن تحقيق أي شيء دون الأمن”.

250

شخصاً لقوا حتفهم في النيجر سنة 2019 وفي مطلع 2020 مع شن داعش عدة هجمات

وشهدت النيجر هجومين في ديسمبر الجاري نفذت أحدهما جماعة بوكو حرام في قرية تومور، بالقرب من نيجيريا، وقتل فيه 34 شخصاً، كما فقد الجيش في الغرب سبعة رجال إثر كمين.

وبعد الخسائر الكبيرة التي سُجلت في عام 2019 مع مقتل أكثر من 250 شخصاً وفي مطلع عام 2020 مع شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات على معسكرات إيناتس خلفت 71 قتيلاً وشينيغودار أوقعت 89 قتيلاً وصنام أسفرت عمّا لا يقل عن 14 قتيلاً، أقيل وزير الدفاع ورئيس الأركان، وغيّر الجيش استراتيجيته.

ويقول محمد بازوم المرشح الرئاسي للحزب الحاكم والذي يعد الأوفر حظاً للفوز، “لقد استخلصنا العبر من انتكاساتنا. في مرحلة ما تعرضنا لهجمات واسعة النطاق عندما كانت لدينا مراكز استطلاع ثابتة على الحدود (مع مالي).. قمنا بتسريح هذه المعسكرات. واليوم تتمركز قواتنا في مواقع ديناميكية متحركة جداً”.

ويقول مصدر غربي إنه “بالمقارنة مع بوركينا فاسو أو مالي، هناك جيش يسير على الطريق الصحيح في النيجر وصار التعاون مع القوة الفرنسية التي تقاتل الجماعات الجهادية في منطقة الساحل (برخان) فعالًا بالفعل منذ قمة بو (جمعت فرنسا ودول مجموعة الساحل الخمس).

ويقول بازوم، وزير الداخلية السابق، إن على النيجر أيضًا تجنيد مزيد من رجال الشرطة والدرك، بدلاً من الاستثمار بشكل كبير في المعدات العسكرية.

ويضيف “إنها حرب غير متكافئة. الزج بقوافل عسكرية كبيرة وبالأسلحة أشبه بالرغبة في قتل ذبابة بمطرقة. سنعزز قوى الأمن الداخلي لمحاربة هؤلاء الإرهابيين. غالبا ما نواجه مجموعة على دراجة نارية أو دراجتين ناريتين تفرض الفدية على الأهالي بحجة جمع الزكاة على الماشية، وهي ليست قوة كبيرة لتمثل تهديداً واسع النطاق”.

ماذا بعد الانتخابات؟
ماذا بعد الانتخابات؟

ومن محاور العمل الأخرى دمج الشباب من المناطق المتأثرة بالهجمات المسلحة في الحرس الوطني. وجرى تجنيد وتدريب 500 شاب من منطقة ديفا لمدة 9 أشهر وسيتم نشرهم في الشرق خلال الأيام المقبلة. وسيخضع 500 شاب آخر من منطقة تيلابيري لدورة تدريب مماثلة في الأشهر المقبلة.

والهدف من البرنامج هو أن يعمل هؤلاء على تقديم المعلومات إلى الجيش، ولكن أيضًا لكسب تأييد الأهالي لقوات الأمن التي يتعاملون معها على أنها قوات غريبة عنهم.

ويعارض محمد بازوم تشكيل ميليشيات أو جماعات الدفاع الذاتي كما هي الحال في بوركينا فاسو أو مالي، لكنه يؤكد أن اندماج الشباب “سيحدث فرقاً”، ويأمل أن يكون هذا هو “الحل” لمواجهة الجهاديين.

ويقول بشأن الوضع في الشرق على الحدود مع نيجيريا، “رهاني هو أنه في الربع الأخير من عام 2021، سأعيد جميع النازحين (جراء أعمال العنف التي ينفذها متطرفون) إلى قراهم وسننهي هذا الوضع المستمر منذ سبع سنوات”.

لكنه يعتقد بأن الحل النهائي لمشكلة الجماعات المتطرفة لا يمكن أن يأتي إلا من مالي ونيجيريا، حيث نشأت هذه الجماعات. وهو حل يقول الجميع إنه لا يمكن أن يقتصر على الجانب العسكري، فالمنطقة تحتاج إلى تنمية اقتصادية وإلى توفير عمل للشباب للحيلولة دون التحاقهم بالمجموعات المسلحة.

6