النفايات الفضائية تهدد الحضارة البشرية

الغبار المعدني الذي تتحول إليه الأقمار الصناعية المستهلكة يمكن أن يؤدي إلى ظهور عوامل تهدد الحضارة البشرية.
الجمعة 2024/03/22
بقايا الأقمار الصناعية تحجب المجال المغناطيسي للأرض

ريكيافيك (أيسلندا)- حذرت دراسة جديدة من بقايا الأقمار الصناعية الفضائية وقالت إنها ستحجب المجال المغناطيسي للأرض، لنجد أنفسنا تحت “مطر” من الإشعاع الكوني القوي. حيث يمكن للغبار المعدني الذي تتحول إليه الأقمار الصناعية المستهلكة أن يؤدي إلى ظهور البرق الفائق والبرق الكروي وانفجارات كهربائية، وسيؤدي كل ذلك نهاية المطاف إلى هلاك الحضارة البشرية.

يذكر أن البشرية تطلق أكثر من 2000 قمر صناعي سنويا. وقد سجل عام 2022 الرقم القياسي، حيث أطلق 2474 قمرا صناعيا. ومعظمها لا تعيش طويلا، والآن لا يوجد سوى 7000 قمر صناعي نشط في مدار الأرض، والباقي “مات” بالفعل.

◙ نهاية الحضارة أقرب مما نعتقد
نهاية الحضارة أقرب مما نعتقد

أما التي تبقت فيبلغ عددها، حسب وكالة “ناسا”، حوالي 25 ألف جهاز فضائي. ويحلق قمر صناعي في مدار الأرض لبعض الوقت ككتلة واحدة، ثم يبدأ في التفكك. وحسب “ناسا” يوجد الآن نصف مليون جسم في المدار تتراوح أحجامها من سنتيمتر واحد إلى 10 سنتيمترات، وحوالي 100 مليون جسم فضائي يُقدر حجمها بميليمتر واحد، أي أنه غبار. وتتحول الأقمار الصناعية عاجلا أم آجلا إلى غبار معدني.

وترى الباحثة سيرا سولتر هانت من جامعة أيسلندا أن الغبار المعدني سيبدأ في حجب خطوط قوة المجال المغناطيسي للأرض. وعادة ما تكون خطوط القوة نهارا تحت ضغط الرياح الشمسية، وإنها “تنتشر” ليلا إلى مدى مئات الآلاف من الكيلومترات، وهذا ما فعلته الطبيعة.

وتعتقد العالمة أن الغبار المعدني سوف “يضغط” على خطوط الكهرباء ويمنعها من الارتفاع لأكثر من 100-300 كيلومتر فوق الأرض. وسيؤدي ذلك إلى إضعاف المجال المغناطيسي وسيبقى الغبار في المدار إلى الأبد ولن ينخفض. وبالتالي فإن هذا الواقع الجديد سيبقى إلى الأبد.

ويرى الفيزيائي ومهندس الراديو الروسي فلاديمير بولياكوف أن اليونيسفير عبارة عن طبقة موصلة للكهرباء (متأينة) في مكان مرتفع فوق الأرض، وأن دور الغلاف الأيوني لا يمكن المبالغة فيه، ووفقا لبعض الفرضيات، فهو الذي يحدد الطقس العالمي.

ويخشى بولياكوف أن يؤدي الغبار المعدني إلى خلق “غلاف أيوني اصطناعي”. ونحن نعيش في مجال كهربائي طبيعي. وكأننا داخل مكثف كهربائي: والقطب الواحد هو الأرض، والآخر هو اليونيسفير. أما طبقة من الجزيئات المعدنية فهي التي تخلق “قطبا ” آخر من شأنه أن يربك كل شيء.

وقد فكر العلماء بالفعل في سيناريو “نهاية العالم”، أي يمكن أن يسبب انهيار من الغلاف الأيوني إلى الأرض إلى سلسلة من الشحنات الكهربائية القوية، ويمكننا أن نقول “وداعا” لأجهزة الكمبيوتر، و”وداعا” للإنترنت. سيتبين أن نهاية الحضارة أقرب مما نعتقد.

12