الموسيقى مكمّل لعلاج مرض السرطان

التحاور مع خلايا الجسم عبر الذبذبات الموسيقية يعزز فرص الشفاء من السرطان.
الثلاثاء 2020/02/25
خفض حدة الألم

أثبتت التجارب العلمية مدى نجاعة العلاج بالموسيقى في تعزيز فرص الشفاء لدى مرضى السرطان. واعتبر الأطباء والمختصون أن العلاج بالموسيقى من شأنه أن يخفف آلام المرضى الخاضعين للعلاج الكيميائي. كما من شأنه أن يحسّن من الحالة النفسية للأطفال ويجعلهم يقبلون على العلاج الكيميائي بسهولة.

تونس - ما انفكت البحوث العلمية في مجال مكافحة مرض السرطان تتطور يوما بعد آخر. وقد بينت الدراسات العلمية الحديثة أن التحاور مع خلايا الجسم من خلال الذبذبات الموسيقية يمكن أن يخفف من آلام مريض السرطان ويعزز فرص شفائه.

وقال الطبيب التونسي عصام الغوري، المختص في مجال البيولوجيا الموسيقية، إن الدراسات العلمية بينت أن تعديل الأوتار الموسيقية على ذبذبة تعادل 432 هيرتز يجعل جزيئات الماء في الجسم مستقرة مما يساعد خلايا الجسم على الاستقرار ويمكّن بالتالي من محاربة الخلايا السرطانية.

وقد انطلق فريق من الأطباء والمختصين في  مستشفى البشير حمزة للأطفال في تونس في اعتماد تجربة الموسيقى كمكمل لعلاج سرطان الأطفال، وذلك بالتعاون مع فاطمة خذيرة منسقة برنامج الموسيقى  بالمستشفى التابع لجمعية سليمة.

وأكدت خذيرة أنهم يقومون بالعديد من الأنشطة العلاجية، منها مرافقة الأطفال المرضى عبر الموسيقى وذلك لما لها من تأثير كبير عليهم. وقالت خذيرة إنهم قرروا مع الأطباء المعالجين والمختصين في الموسيقى أن يكون برنامج عملهم شاملا ومتطورا لمرافقة الأطفال خلال العلاج الكيميائي.

بدورها أكدت فاطمة بن فضيلة بن عياد، المختصة في علاج الأورام لدى الأطفال، أنه حسب سلم الألم تكون درجة الألم أقل بـ4 درجات لدى الأطفال الذين يتم علاجهم بالموسيقى مقارنة مع غيرهم من الأطفال. وأشارت إلى أن استعمال الموسيقى بانتظام لدى الأطفال يحسن من حالتهم النفسية مما يجعلهم يقدمون على العلاج الكيميائي بسهولة.

كما مكنت بحوث التخرج لطلبة تونسيين من رصد عدة إيجابيات للمرافقة الموسيقية في العلاج الكيميائي لمرض السرطان، حيث بينوا فعالية العلاج بالموسيقى في التقليص من الألم من خلال مختلف مراحل العلاج.

من جهتهم تعمق باحثون أميركيون في دراسة فائدة الموسيقى كمكمل لعلاج السرطان وكانت نتيجة الدراسة مبهرة. وقد اعتمد الباحثون في دراستهم على إشراك مرضى السرطان في إنتاج شريط موسيقي على مدى ثلاثة أسابيع، واختاروا مرضى تتراوح أعمارهم بين 11 و24 عاما، ووجد الباحثون زيادة في إصرار المرضى على العلاج وتحسنا في علاقاتهم مع أسرهم.

الأوتار الموسيقية المعدلة على ذبذبة تعادل 432 هيرتز تجعل جزيئات الماء في الجسم مستقرة مما يمكن من محاربة الخلايا السرطانية

كما طلب الباحثون من المرضى الصغار كتابة أغانيهم بأنفسهم وتسجيل أصواتهم وتجميع مشاهد الفيديو في تشكيل قصة.

وبعد الانتهاء عرض الفيديو على الأهل والأصدقاء ولا حظ الباحثون أن مجموعة المرضى الذين أنتجوا أشرطة موسيقية مع ذويهم كانت أكثر صبرا على العلاج وقدرة على الاستمرار فيه من المرضى الآخرين، واستنتجوا أن تواصل المرضى مع ذويهم كان أحسن.

كما أكد  باحثون وخبراء في الموسيقى أن الاستماع للموسيقى في المنزل يمكن أن يخفف آلام مرضى السرطان بعد أن عممت التجربة على عدد كبير من المريضات. واستنتج الباحثون أن الاستماع للموسيقى يخفف من شعور المرضى بالإجهاد ويحد من أعراض المرض لديهم مثل فقدان الشهية وصعوبة التركيز.

بدورهم قال باحثون في الدورية الأوروبية لرعاية مرضى السرطان إن الأعراض الجانبية للسرطان تتقلص بصفة ملحوظة لدى المرضى الذين يميلون إلى الاستماع للموسيقى والذين يقضون مدة من الزمن في الاستمتاع بالأغاني أو المقاطع الموسيقية.

وأكد المرضى أن الموسيقى جعلت صحتهم النفسية والبدنية أحسن لأنها صرفت انتباههم عن الأفكار السلبية المرتبطة بالسرطان.

من جهتهم أكد الباحثون أن العلاج بالموسيقى مريح ولا ينطوي على إجراءات مزعجة ويمكن للناس استخدامه وسط وسائل الراحة في منازلهم. وأرجع الباحثون ذلك إلى أن الاستماع إلى الموسيقى يحفز هرمونات الإندورفين والدوبامين والسيروتونين في الدماغ، مما يبعث الإحساس بالسعادة والمشاعر الإيجابية ويصرف انتباه المرضى عن المشاعر السلبية.

وأضافوا أن الموسيقى قد تؤثر في وظائف القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والجهاز العضلي والهيكل العظمي والجهاز العصبي ونظام التمثيل الغذائي وتخفف من توتر العضلات وآلامها.

المرشى يخضعون لجلسات علاج بالموسيقى
المرضى يخضعون لجلسات علاج بالموسيقى

ولأن للموسيقى نجاعة فائقة في علاج مرضى السرطان، فإن أكثر من 30 معهدا للسرطان في الولايات المتحدة الأميركية تخضع المرضى للعلاج بالموسيقى باعتبارها علاجا تكامليا للسرطان.
وقد استعانت هذه المعاهد بما أثبتته الدراسات العلمية والأبحاث من جدوى اعتماد الموسيقى كعلاج تكميلي لمرضى السرطان ولما لها من تأثير إيجابي على مزاج المريض ونفسيته. فقد كشف العلم الحديث أن الموسيقى تحد من القلق ولها تأثير إيجابي قوي على قدرة مريض السرطان على التعامل مع مرضه، إضافة إلى فاعليتها في الحد من الشعور بالاكتئاب المرتبط بهذا المرض.

وقد أكدت التجربة انخفاضا في الألم بين أشخاص خضعوا لعملية جراحية لسرطان الرئة، حيث لم يعان هؤلاء المرضى فقط من ألم أقل من أولئك الذين لم يتلقوا العلاج بالموسيقى،
ولكن أصبحت لديهم أيضا قدرة على تحمل ما تبقى من الألم وبالتالي الاستغناء عن الأدوية المسكنة التي تكون لها أضرار سلبية كبيرة.

كما أثبتت الدراسات نجاعة الموسيقى في خفض ضيق التنفس وتوفير الدعم الروحي للمرضى وفي خفض معدل ضربات القلب ومعدل التنفس وخفض ضغط الدم،
وذلك من خلال دراسة أجريت على بعض المرضى شاركوا في تجربة العلاج بالموسيقى وكشفت تحسينات في العلامات الحيوية بينهم.

وخضع متطوعون أصحاء لبعض التجارب التي تم من خلالها التأكيد على أن الاستماع إلى الموسيقى أدى إلى زيادة في عدد الخلايا المقاتلة الطبيعية في أجسامهم.

17