المواهب سرّ تألق ليستر سيتي في سباق البريميرليغ

لندن – أثبت ليستر سيتي جديته في البقاء في سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بعدما تقدم إلى المركز الثاني بالفوز 2-0 على ساوثهامبتون بفضل هدفي جيمس ماديسون وهارفي بارنز. لكن ما فعله ليستر بين توقيت الهدفين، أمام الفريق الذي تفوق على ليفربول في الجولة الماضية يستحق الثناء، لذا لا يمكن استبعاد الفريق الفائز من حسابات المنافسة على اللقب. وأظهر صاحب الأرض صلابة دفاعية، وأحسن إدارة اللقاء ليحد من خطورة لاعبي ساوثهامبتون، ويحصد النقاط الثلاث ويعزز مسيرته إلى خمس مباريات متتالية دون خسارة.

وأصبح ليستر قريبا من مانشستر يونايتد المتصدر، وحظي بإشادة كبيرة من الكثيرين، بسبب أسلوب لعبه منذ تعيين المدرب بريندان رودجرز. ومع وجود يوري تيليمانس وبارنز وماديسون ومارك ألبرايتون، فإن ليستر يملك العديد من اللاعبين الداعمين لتألق المهاجم جيمي فاردي، كما يمثل ويلفريد نديدي قوة دفاعية في منتصف الملعب، ويتشابه دوره مع دور نغولو كانتي عندما توج النادي باللقب في 2016.

كرة شاملة

يدرك رودجرز، الذي كان قريبا من حصد اللقب مع ليفربول وكان ينافس مع ليستر في هذا الوقت من العام الماضي، أنه في الوقت الذي تفوز فيه كرة القدم الشاملة برضا المشجعين، فإن العمل الجماعي والقدرة على تحقيق نتائج إيجابية لا يقدران بثمن.

وقال رودجرز “لا تتعلق كل مباراة بكرة القدم الجميلة. عليك أن تعرف كيف تفوز في الدوري الممتاز. في هذه المسابقة يجب القتال بكل قوة لتحقيق نتيجة في كل مباراة”. واختار رودجرز لاعبه ألبرايتون، وهو مثل فاردي من التشكيلة المتوجة باللقب سابقا، كمثال رائع للاعب الذي يضحي بنفسه من أجل المصلحة العامة للفريق. وقال رودجرز “مارك مثال رائع لكل جناح في النادي أن الموهبة وحدها لا تكفي. يجب عليك أن تكون قادرا على الركض، ويجب أن تكون قادرا على العمل”.

المدرب رودجرز، يؤكد أن الفريق أصبح أكثر قدرة على تحمل مثل هذه الضغوط في هذا الموسم. وكان ليستر سيتي حقق المفاجأة وفاز بلقب الدوري الممتاز في 2016، واحتل المركز الثاني بين فرق البطولة بعد عيد الميلاد في الموسم الماضي، قبل أن يتراجع إلى المركز الخامس، ويخسر فرصة التأهل لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

وقال رودجرز الذي تولى المهمة في فبراير 2019 في مؤتمر صحافي “الإحساس مختلف.. حاليا هناك شعور بالنضج والتطور”. وأضاف “الفريق يتطور في ظل الاستقرار في صفوفه، وهذه إشارة طيبة، لأن الكل يريد التحسن بصورة مستمرة”. وتابع “اللاعبون يثقون في ما يقومون به.. هناك ثقة طيبة بالنفس في أجواء هادئة.. رغم أننا لا نملك القدرات المالية للفرق الستة الأولى”.

وتتوالى المباريات سريعا في ظل جدول مزدحم، وسيلعب ليستر مع تشيلسي الثلاثاء، بينما يدرك الحارس كاسبر شمايكل أنه في ظل صعوبة توقّع مصير الموسم، فإن الفريق لا يتحمل التفكير في المستقبل البعيد. وقال شمايكل “لا أنظر إلى جدول الدوري. هذا لا يعني أي شيء في الوقت الحالي. سنرى كيف ستكون الأمور في نهاية الأمر”. وأضاف “سنخوض أسبوعين مهمين للنادي. من المهم أننا بدأنا ذلك بثلاث نقاط. المنافسة متقاربة جدا حيث إن النقاط الست يمكن أن تكون الفارق بين الأول أو الثاني والسابع أو الثامن”.

معادلة الإنجاز

في سياق متصل سجل لاعب الوسط الدولي الإنجليزي ماسون مونت، نجم تشيلسي هدفا غاليا قاد به البلوز للفوز على فولهام، ضمن مباريات الجولة 19 للبريميرليغ. وحسب شبكة “سكاي سبورتس”، فإن هذا الهدف يحمل الرقم 800 لتشيلسي خارج ملعبه في البريميرليغ. وأوضحت الشبكة أن فريقين فقط سبقا تشيلسي نحو هذا الرقم، وهما مانشستر يونايتد (933 هدفا)، وأرسنال (817 هدفا).

أما شبكة “أوبتا” للإحصائيات، فقد أشارت إلى أن هدف مونت يحمل رقم 11 لتشيلسي في الربع ساعة الأخير، خلال مباريات البريميرليغ لموسم (2020-2021). وأضافت أن تشيلسي هو أكثر فريق سجل عدد أهداف خلال هذا التوقيت بالتساوي مع ليستر سيتي. ويعتقد فرانك لامبارد مدرب تشيلسي أن ماونت يمثل المثال الواعد في تطور الشباب. ودخل اللاعب البالغ عمره 22 عاما تشكيلة المدرب لامبارد ضمن عدة لاعبين شبان في الموسم الماضي وساعد على احتلال المركز الرابع، وظهر ماونت 17 من 18 مرة في التشكيلة الأساسية بالموسم الجاري.

وهدف ماونت في الدقيقة 78 أمام فولهام هو الثاني في مباراتين بعدما هز شباك موركامب في كأس الاتحاد الإنجليزي، ليمنح تشيلسي فوزه الثاني في سبع مباريات بالدوري ويخفف الضغط على لامبارد.

وقال لامبارد الهداف التاريخي لتشيلسي في مؤتمر صحافي “أعتقد أن مستواه العام كان رائعا. إنه مميز العام الماضي والعام الحالي. إنه مثال واضح لما أعنيه عند الحديث عن الشباب. لقد بلغ عامه 22 الأسبوع الماضي. جئت إلى تشيلسي وعمري 22 عاما ولم أكن أقدم أداء مذهلا في عامي الأول أو تلك الفترة، وكنت أتحسس مسيرتي لكن ميسون خاض بالفعل الكثير من المباريات”.