المغرب يتحفز لبداية قوية أمام غانا في أمم أفريقيا

يفتتح منتخب المغرب مشاركته في كأس الأمم الأفريقية 2021 بمواجهة من كلاسيكيات القارة السمراء، عندما يلتقي مع غانا في أولى مباريات دور المجموعات من البطولة المُقامة في الكاميرون. ويدخل أسود الأطلس المباراة بقائمة مكتملة الأركان والهدف واضح ألا وهو التتويج باللقب القاري الغائب منذ عقود عن المغرب، خصوصا وأن الجيل الحالي يوصف بالذهبي.
ياوندي - يستهل المنتخب المغربي مسيرته ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في الكاميرون بمواجهة من العيار الثقيل ضد نظيره الغاني الاثنين على ملعب (أحمدو أهيدجو) بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، في أولى مباريات المنتخبين بالمجموعة الثالثة في مرحلة المجموعات للمسابقة القارية، التي تشهد أيضا مواجهة أخرى في نفس اليوم بين منتخبي جزر القمر والغابون على الملعب ذاته ضمن الجولة الأولى للمجموعة.
ويدرك كلا المنتخبين ضرورة الحصول على النقاط الثلاث من أجل مضاعفة الآمال نحو التربع على الصدارة في نهاية دور المجموعات، ومن ثم تسهيل المسار في الأدوار الإقصائية للبطولة، لاسيما وأنهما المرشحان الأوفر حظا في تلك المجموعة لبلوغ دورالـ16، في ظل الفوارق الفنية والمادية التي يتفوقان بها على منتخبي الغابون وجزر القمر.
وشاء القدر أن تأتي بداية المنتخب المغربي، الساعي للتتويج بلقبه الثاني في أمم أفريقيا بعد فوزه بها مرة وحيدة عام 1976، أمام أحد المنتخبات المرشحة للحصول على لقب البطولة، فالمنتخب الغاني يمتلك 4 ألقاب في المسابقة، ويسعى لاستعادة عرشه الأفريقي الغائب عنه منذ عام 1982، بعد عدة محاولات غير ناجحة.
لعنة البدايات
منتخب المغرب يمر بفترة رائعة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تولي المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش قيادة الفريق
يأمل منتخب المغرب في تحقيق الانتصار بلقاءاته الافتتاحية في البطولة القارية للنسخة الثانية على التوالي، بعدما تغلب على نظيره الناميبي في مباراته الأولى بالنسخة الماضية للمسابقة، التي أقيمت بمصر عام 2019، والتي كسر من خلالها “لعنة البدايات” التي ظلت تطارده لعدة سنوات، حيث كان هذا هو فوزه الأول في المباريات الافتتاحية لأمم أفريقيا منذ عام 2008.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة إلى المنتخب الغاني، الذي يعاني من تلك اللعنة أيضا، حيث حقق فوزين فقط في مبارياته الافتتاحية خلال مشاركاته في النسخ الست الأخيرة للمسابقة، وذلك في نسختي 2012 و2017.
ورغم اللقاءات العديدة التي جمعت المنتخبين في مختلف المسابقات، فإنهما التقيا في 3 مناسبات فقط خلال أمم أفريقيا، جرت جميعها بالدور الأول، حيث جاءت البداية عام 1980 بنيجيريا، وانتهت المواجهة بفوز المنتخب المغربي 1 – 0، قبل أن يتعادلا دون أهداف عام 2002 بمالي، ثم رد المنتخب الغاني الدين لـ(أسود الأطلس) بعدما فاز 2 – 0 في آخر مواجهة أقيمت بينهما بالبطولة، حينما استضاف المسابقة عام 2008.
ويمر منتخب المغرب، الذي يشارك بأمم أفريقيا للمرة الـ18 في تاريخه، بفترة رائعة في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تولي المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش قيادة الفريق عام 2019، خلفا للفرنسي هيرفي رينارد الذي رحل مباشرة بعد الخروج المبكر للمغاربة في دور الـ16 للنسخة الماضية للمسابقة، بخسارة مباغتة أمام المنتخب البنيني، الذي كان يعاني من النقص العددي بعد طرد أحد لاعبيه في الوقت الإضافي، بركلات الترجيح.
وقاد خليلوزيتش المنتخب المغربي لبلوغ المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم في قطر هذا العام عن جدارة واستحقاق، حيث كان هو الفريق الوحيد من بين 48 منتخبا مشاركا بدور المجموعات للتصفيات، الذي حقق العلامة الكاملة، بفوزه في جميع مبارياته الست بمجموعته.
وساهم خليلوزيتش، الذي سبق له قيادة المنتخب الجزائري للصعود لدور الـ16 بكأس العالم في البرازيل عام 2014، في تحسين الترتيب العالمي للمنتخب المغربي في التصنيف الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات، حيث يحتل حاليا المركز الـ28 عالميا والثاني أفريقيا.
ورغم ذلك، لم يسلم المدرب البوسني من الانتقادات، خاصة بعد استبعاده النجمين حكيم زياش ونصير المزراوي لاعبي تشيلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي على الترتيب، من البطولة لـ”أسباب انضباطية”.
استعادة البريق

يتطلع منتخب غانا لاستعادة البريق الذي فقده في الفترة الأخيرة، بعد فشله في بلوغ مونديال روسيا 2018، وخروجه من دور الـ16 في النسخة الأخيرة لأمم أفريقيا.
ويقود المنتخب الملقب بـ(النجوم السوداء) المدرب الصربي ميلوفان راييفاتش، الذي عاد لتدريب الفريق في سبتمبر الماضي، خلفا للمدرب المحلي تشارلز أكونور، ليقوده للصعود للمرحلة النهائية بتصفيات المونديال.
ويحلم راييفاتش (67 عاما) بإعادة المنتخب الغاني لمساره الصحيح، وتكرار نجاحه مع الفريق في ولايته الأولى معه في الفترة ما بين عامي 2008 و2010، والتي شهدت تأهله للمباراة النهائية بأمم أفريقيا في أنغولا عام 2010 وبلوغه دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا في نفس العام، حيث كان قريبا للغاية من أن يكون أول منتخب أفريقي يبلغ المربع الذهبي لكأس العالم، لولا خسارته بركلات الترجيح أمام منتخب أوروغواي آنذاك.
وعلى الجانب الآخر، يستعد منتخب جزر القمر، أحد المنتخبات العربية السبعة المشاركة في البطولة هذا العام، لتسجيل ظهوره الأول في أمم أفريقيا، عندما يواجه نظيره الغابوني.
وفجر منتخب جزر القمر مفاجأة ضخمة بصعوده للبطولة، بعدما حل في المركز الثاني بمجموعته في التصفيات، خلف المنتخب المصري، متفوقا على منتخبي كينيا وتوجو، اللذين تواجدا أكثر من مرة بالنهائيات.
ويخوض منتخب السنغال مباراته الأولى في المجموعة الثانية من دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة في الكاميرون، ضد نظيره الزيمبابوي الإثنين، وسط أجواء متوترة بعد تعرض عدد من نجومه للإصابة بفايروس كورونا.
ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة إلى منتخبي غينيا ومالاوي اللذين يلتقيان أيضا بالجولة الأولى للمجموعة بنفس اليوم، بعدما طارد الفايروس مجموعة من لاعبيهما.
حظوظ منتخب السنغال، الذي يتصدر المنتخبات الأفريقية وصاحب المركز الـ20 عالميا في التصنيف الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمنتخبات، هي الأوفر لاجتياز عقبة منتخب زيمبابوي، في المباراة التي تجرى على ملعب (كويكونج) بمدينة بافوسام الكاميرونية.
ويمتلك المنتخب الملقب بـ(أسود التيرانغا)، الذي يشارك للمرة الـ16 بأمم أفريقيا، كوكبة من النجوم في مختلف الخطوط، مثل ساديو ماني وإسماعيلا سار نجمي ليفربول وواتفورد الإنجليزيين على الترتيب، وكيتا بالدي مهاجم كالياري الإيطالي، وإدريسا جايي وعبدو ديالو ثنائي باريس سان جيرمان الفرنسي، وبونا سار لاعب بايرن ميونخ الألماني.