المصرية سارة سمير تحلم بالذهب في أولمبياد باريس

سارة أحرزت برونزية في أولمبياد 2016، وتأمل في تعويض إيقاف بلادها عن نسخة طوكيو بإحراز ذهبية نادرة في باريس.
الثلاثاء 2024/07/16
جاهزة للتحدي

القاهرة - بدأت المصرية سارة سمير ممارسة رفع الأثقال وهي في سن الحادية عشرة تأثرا بوالدها وشقيقها. أحرزت برونزية في أولمبياد ريو 2016، وتأمل في تعويض إيقاف بلادها عن نسخة طوكيو الأخيرة بإحراز ذهبية نادرة في ألعاب باريس المقبلة. تقول سمير “هدفي في باريس هو الميدالية الذهبية ولا شيء آخر. منذ أن ضمنت التأهل لا أفكّر سوى في الاستعداد من خلال المعسكرات والبطولات، وأتمنى أن أنجح في تحقيق هذا الحلم والعودة بذهبية باريس إلى مصر”.

تُعدّ سمير (26 عاما) من أبرز الرياضيات اللاتي ينتظر المصريون مشاركتهن في الأولمبياد الذي سينطلق في 26 يوليو الجاري، ويتوقعون إحرازها الذهبية هذه المرّة، بعدما حرمها إيقاف الاتحاد المصري لرفع الأثقال من المشاركة في أولمبياد طوكيو بسبب ثبوت إيجابية عينات بعض اللاعبين خلال دورة الألعاب الأفريقية 2019 بالمغرب. تشرح سمير “كانت صدمة كبيرة بالنسبة إلي، لكنني لم أشعر باليأس وقرّرت الاستعداد لأولمبياد باريس انتظارا لرفع الإيقاف في أي وقت”.

وتضيف سمير “الأولمبياد هو الحدث الأهم، والمنافسة فيه أصعب بكثير من بطولات العالم. أعرف أن الجماهير تضع علي آمالا لتحقيق الميدالية الذهبية وهذا يشعرني بالضغط، لكنني أشعر بالثقة والأمل في تحقيق هذا الحلم بمشيئة الله”. وتستعدّ مصر للمشاركة ببعثة قياسية تتخطى 154 رياضيا مع آمال بتحقيق رقم يتراوح بين 6 و10 ميداليات حسب ما أكده وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي سابقا.

وفي المجمل تملك مصر 8 ذهبيات، معظمها في رفع الأثقال، و11 فضية و19 برونزية في تاريخ مشاركتها في الألعاب. سمير المولودة في محافظة الإسماعيلية بدأت ممارسة رفع الأثقال في طفولتها تأثرا بوالدها وشقيقها محمد اللذين مارسا اللعبة كلاعبين ومدرّبين، وعن ذلك تقول “عندما بدأت رفع الأثقال لم تعترض عائلتي على الإطلاق بل وافقت، لكن الناس كانوا يستقبلونني بعبارات مثل ‘ماذا؟ أنت تمارسين رياضة رفع الأثقال؟ هل تستطيعين حملي؟'”.

انضمّت إلى نادي المؤسسة العسكرية بالإسماعيلية وبدأت في خوض المسابقات المحلية، قبل أن تشارك في بطولة أفريقيا للشباب 2012 بتونس وهي في سن الرابعة عشرة فقط، لتحقق الميدالية الذهبية لوزن 63 كيلوغراما. سطع اسمها عالميا حين شاركت في دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2014 في نانغينغ بالصين حيث نالت ذهبية وزن 63 كيلوغراما، قبل أن تنتقل لوزن 69 كيلوغراما وتحقق ثلاث ذهبيات ببطولة العالم للشباب في بولندا عام 2015، واختارها الاتحاد الدولي كأفضل ربّاعة في البطولة. ومن ثم احتلّت المركز الخامس في بطولة العالم للكبار 2015 في هيوستن الأميركية.

تت

في 2016 تعرّضت سارة لموقف صعب حيث تزامن أولمبياد ريو مع امتحانات الشهادة الثانوية بمصر. تقول الرباعة التي تنافس باسم سارة أحمد “كان قرارا صعبا لكنني قرّرت التضحية بإجراء الامتحانات. سافرت لخوض بطولات إعدادية في أوزبكستان والإمارات قبل السفر إلى البرازيل”.

في ريو شاركت في وزن 69 كيلوغراما، ونجحت في رفع مجموع 255 كيلوغراما لتحقق البرونزية في إنجاز عربي. حصلت على وسام رئاسي، وكُرّمت في الإسماعيلية وأطلق اسمُها على إحدى المدارس هناك، وعن ذلك تقول “كنت أحلم بأن يكون والدي معي في هذه اللحظة ويرى ما حلمنا به منذ بداية مشواري، لكن القدر حرمنا من تحقيق هذا الحلم”. وتوفي والد سارة عام 2015.

وعقب رفع الإيقاف عن الاتحاد المصري عادت سمير بأفضل صورة. شاركت في بطولة العالم 2022 في بوغوتا، ونجحت في تحقيق ثلاث ذهبيات لوزن 76 كيلوغراما.

وفي 2023 احتفظت بلقبها العالمي في الرياض، حين حققت ثلاث ذهبيات. دخلت معسكرا مفتوحا في المركز الأولمبي المصري في ضاحية المعادي بالقاهرة، وتشارك في باريس 2024 في وزن 81 كيلوغراما. في يناير الماضي كانت سمير ضمن وفد من الرياضيين قاموا بزيارة معسكر منتخب مصر لكرة القدم، قبل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في كوت ديفوار.

نشرت صورة لها برفقة قائد المنتخب نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح الذي “تمنّى لي التوفيق في الأولمبياد وقال لي إنه يتابع كل الرياضيين المصريين، وإنه ينتظر عودتي من باريس بالميدالية الذهبية. أتمنى أن أكون عند هذا القدر من الثقة وأحقق ذلك”. الثقة في سارة تجاوزت هذا الحد، إذ ستحمل علم مصر خلال حفل الافتتاح مع لاعب الخماسي الحديث أحمد الجندي.

17