"المستكشف راشد" يستعد لوضع أول بصمة عربية على القمر

الإمارات الأولى عربيا والرابعة عالميا في مهمة استكشاف البدر السابح في سماء الليل.
الأحد 2022/10/30
خبرات إماراتية

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة لأن تضع موطئ قدم للشباب الإماراتي والعربي في علوم الفضاء من خلال المراكز التكنولوجية المتقدمة والإنجازات الفضائية المتكررة، وآخرها الاستعدادات الحثيثة لإطلاق “المستكشف راشد” إلى القمر من خلال مركز كيندي للفضاء في فلوريدا لدراسة جوانب مختلفة من أكبر بدر سابح في سماء الليل.

أبوظبي ـ تستعد الإمارات خلال الأيام المقبلة لتسجيل إنجاز عالمي جديد في عالم الفضاء مع قرب فتح نافذة إطلاق “المستكشف راشد” الذي تم تصميمه وتطويره بالكامل بأيادٍ وخبرات إماراتية.

وتعد مهمة “المستكشف راشد” أول مهمة عربية إلى القمر، والمهمة الرابعة على مستوى العالم، لتؤكد قدرة الإمارات على تأدية دور إيجابي وريادي في قطاع البحوث العلمية والاستكشافات الدولية المتصلة بهذا المجال.

وحدد فريق مهمة الإمارات لاستكشاف القمر فتح نافذة إطلاق “المستكشف راشد” بين 9 و15 نوفمبر المقبل من مركز كيندي للفضاء في فلوريدا، لتكون الإمارات في حال هبوط المستكشف بنجاح الدولة الأولى عربياً والرابعة عالمياً التي تقوم بمهمة فضائية لاستكشاف سطح القمر.

وبمجرد إطلاقه على متن صاروخ “سبيس إكس فالكون 9″، سيستغرق وصول “المستكشف راشد” إلى القمر نحو 3 أشهر، في مهمة تستغرق يوماً قمرياً واحداً، أي ما يعادل 14 يوماً أرضيا، قابلة للتمديد.

وتشمل مهام “المستكشف راشد” إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر، بما في ذلك التربة القمرية، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية، والغلاف الكهروضوئي القمري، وقياسات البلازما والإلكترونيات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر.

ولـ”المستكشف” راشد العديد  من المزايا والمواصفات التقنية عالية الجودة والكفاءة، حيث تم تزويده بـ6 أجهزة منها جهاز كاميرا ذات دقة عالية لالتقاط الصور وكاميرا ميكروسكوبية وكاميرا للتصوير الحراري وجهاز استشعار لانغموير لقياس درجة حرارة الإلكترونيات وكثافتها وجهد تأين البلازما بالإضافة إلى وحدة قياس عزم القصور الذاتي لتتبع حركة المستكشف وكاميرا ثلاثية الأبعاد.

وخلال الشهور الأربعة الماضية قطع “المستكشف راشد” شوطاً كبيراً من الاختبارات قبل وضعه في مركبة الهبوط حيث خضعت أنظمة المستكشف لمجموعة من الاختبارات التي تشمل الاستعداد لكل من: مرحلة الإطلاق ومرحلة الملاحة ومرحلة الهبوط على سطح القمر.

مهام "المستكشف راشد" إجراء اختبارات لدراسة جوانب مختلفة من سطح القمر بما في ذلك التربة والخصائص الحرارية للهياكل السطحية

وأتمَّ “المستكشف راشد” خلال بداية العام الجاري مرحلة التجميع والمجموعة الأولى من اختبارات وظائف الأنظمة الكاملة للنموذج النهائي في مختبرات مركز محمد بن راشد للفضاء حيث تضمنت مرحلة الاختبار هذه تقييمات لجميع وظائف الأجهزة والبرامج ضمن جميع السيناريوهات المحتملة على سطح القمر. كما تضمنت هذه المرحلة اختبار الاهتزاز للنموذج في مختبرات مركز الامتياز لأنظمة الكهروبصريات التابع لمجموعة إيدج الإماراتية ومقرها في أبوظبي.

وفي المرحلة الثانية أكمل “المستكشف راشد” سلسلة من الاختبارات البيئية في تولوز بفرنسا خلال قسمين من الاختبارات الأول شمل اختبار الفراغ الحراري النهائي كما تم تعريض المستكشف لدرجات حرارة شديدة الارتفاع والانخفاض لمحاكاة بيئة سطح القمر.

وفي القسم الثاني خضع المستكشف لاختبار الاهتزاز والصدمة لدى شركة أيرباص حيث وضع نموذج المستكشف على طاولة اهتزاز تحاكي البيئة التي سيواجهها أثناء الإطلاق على متن صاروخ “سبيس إكس فالكون 9” وتقليل السرعة عند الدخول إلى مدار القمر وصدمة الهبوط على سطح القمر.

واختتمت مجموعة الاختبارات الضرورية في ألمانيا خلال المرحلة الأخيرة من عمليات الفحص على واجهات مركبة الهبوط من “آي سبيس” التي ستنقل المستكشف بأمان إلى سطح القمر. حيث تضمنت هذه المرحلة أيضًا فحوصات التأكد من الأجهزة، مثل: أنظمة التصوير واختباراً وظيفياً نهائياً للنظام المتكامل بعد الاختبارات البيئية.

وسيعمل “المستكشف راشد” بالاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية، وستوفر كاميرا التصوير الحراري التي زود بها صورة تساعد في معرفة خصائص تربة سطح القمر وأحجام حبيباتها، وغيرها من المعلومات الجديدة.

وسيتنقل “المستكشف راشد” في مواقع جديدة لم يسبق دراستها من قبل، لدراسة البلازما على سطح القمر، حيث سيقوم بجمع بيانات والتقاط صور نادرة، تصل إلى نحو 10 جيجابايت، ومن ثم إرسالها إلى محطة التحكم الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.

ويعد القمر منصة مثالية لاختبار التقنيات والمعدات الجديدة، التي سيتم استخدامها مستقبلاً في بعثات استكشاف الفضاء الخارجي، ومنها المريخ، حيث يتيح الهبوط على سطح القمر اختبار تعرض أجهزة الاستشعار وغيرها من التقنيات لبيئة الفضاء لفترات طويلة، وسيختبر “المستكشف راشد” تقنيات جديدة على سطح القمر، كونه البيئة الأمثل لمثل هذه الاختبارات، كما أنه أقرب إلى الأرض، ما سيساعد على اختبار قدرات الإمارات قبل الانطلاق في مهمات استكشافية مأهولة إلى المريخ.

فضاء

وستسهم الاختبارات العلمية التي يجريها “المستكشف راشد” خلال مهمته على سطح القمر في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات، فيما لا يقتصر التأثير الإيجابي لهذه التطورات على قطاع استكشاف الفضاء فقط، بل يمتد أثره إلى العديد من القطاعات الأخرى كقطاع الصناعات التكنولوجية وقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات ذات الصلة.

ويعتبر القمر خامس أكبر قمر في نظامنا الشمسي، ويبعد عن الأرض 385 ألف كيلومتر، ويمتلك طبقة رقيقة من الغلاف الجوي تسمّى “إكسوسفير”، وأبرز العناصر المكونة لسطحه هي السيلكون والألمنيوم والحديد والأوكسجين والكالسيوم والتيتانيوم والمغنيسيوم.

وجدير بالذكر أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر يعد واحدا من المهام التي يمولها صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التابع لهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية.

15