المسبار لوسي يبدأ مهمته في اصطياد الكويكبات البعيدة

المهمة لوسي ستحلق بحلول سنة 2025 فوق حزام كويكبات طروادة الرئيسي لدراسة تكوينها الجيولوجي وكثافتها الدقيقة وكتلتها وحجمها.
الأحد 2021/10/17
أول مركبة تعمل بالطاقة الشمسية

واشنطن- انطلقت السبت من فلوريدا المهمة “لوسي”، وهي الأولى لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) نحو المجموعة المعروفة بكويكبات طروادة – المشتري في مستهل رحلة تستمر 12 عاما من شأنها السماح بفهم أفضل لطريقة تشكّل مجموعتنا الشمسية.

فقد أقلع الصاروخ “أطلس 5” المكلف بدفع المركبة السبت عند الساعة 05:34 (09:34 ت.غ) من قاعدة كاب كانافيرال.

وستكون هذه أول مركبة تعمل بالطاقة الشمسية تنفذ مهمة بعيدة إلى هذه الدرجة عن الشمس، وهي ستراقب في المجموع ثمانية كويكبات، أي أكثر من أي مهمة سابقة.

وقال مدير الوحدة العلمية في وكالة الفضاء الأميركية توماس زوربوكن خلال مؤتمر صحافي إن كلا من هذه الكويكبات “سيكشف جزءا من تاريخ مجموعتنا الشمسية وتاريخنا”.

وستحلق المركبة أولا بحلول سنة 2025 فوق حزام الكويكبات الرئيسي الواقع بين كوكبي المريخ والمشتري. وبعدها تتوجه إلى سبعة كويكبات طروادة، آخر اثنين منهما سنة 2033.

وستقترب المركبة الفضائية من الأجرام المختارة إلى مسافة 400 إلى 950 كيلومترا فقط تبعا لحجمها وبسرعة تقارب 24 ألف كيلومتر في الساعة. وتدور كويكبات طروادة التي يُعرف منها حوالي 7000 حول الشمس ضمن مجموعتين، واحدة تسبق كوكب المشتري والأخرى تليه.

وقال كبير الباحثين في هذه المهمة هال ليفيسون “أحد الأشياء المدهشة بشأن كويكبات طروادة هو أنها مختلفة تماما عن بعضها البعض، وخصوصا لونها فبعضها رمادي، وبعضها الآخر أحمر”. ويسعى الباحثون لدراسة تكوينها الجيولوجي وكثافتها الدقيقة وكتلتها وحجمها.

وستقوم المهمة “لوسي” أيضا بثلاث طلعات فوق الأرض للاستفادة من مساعدتها في الجاذبية، لتصبح أول مركبة فضائية تعود إلى محيط الكوكب من أقاصي النظام الشمسي.

وسُميت البعثة باسم “لوسي” في إشارة إلى أحفورة أسترالوبيثكس المكتشفة في إثيوبيا عام 1974، والتي ساعدت في إلقاء الضوء على تطور البشرية، فيما تسعى ناسا من خلال هذه المهمة لإلقاء الضوء على تطور المجموعة الشمسية.

وكان الباحثون الذين عثروا على هذا الهيكل العظمي يستمعون في ذلك الوقت إلى أغنية فرقة بيتلز الشهيرة “لوسي إن ذي سكاي ويذ دايمندز”.

وصنعت المركبة شركة “لوكهيد مارتن” وهي “قطعة فنية” حقيقية، وفق مدير برنامج “لوسي” في الشركة ريتش لايب.

وتضم المركبة أكثر من ثلاثة كيلومترات من الكابلات، إضافة إلى ألواح شمسية ضخمة يوازي طولها عند وضعها جنبا إلى جنب طول مبنى من خمس طوابق.

وتبلغ التكلفة الإجمالية للمهمة 981 مليون دولار، بما يشمل النفقات التشغيلية طيلة 12 عاما من العمليات.

20