المراوحة بين اتباع الحمية والتوقف عنها تساعد في خفض الوزن

اتباع "استراحة بين الحميات" كل شهرين تمنع الجسم من التفكير بأنه تحت ضغط تعليمات صارمة، ومن ثم لا يبدأ في إبطاء قدرة الجسم على التمثيل الغذائي.
الأحد 2018/10/21
برامج فقدان الوزن تُعزّز عملية تقييد السعرات

سيدني – يرى أخصائيون في التغذية أن ما يجعل الشخص يكتسب مزيدا من الوزن، رغم اتباع حميات أو أنظمة غذائية صارمة هو أن الدماغ يتلقى معلومات مفادها أن الجسم خال من السعرات الحرارية المعتادة وأنه بحاجة إلى الأكل والطاقة، فيعطي الأوامر بإبطاء عملية الأيض حتى يدخر بعض الفيتامينات.

ولخداع الدماغ وإنقاص الوزن بشكل سريع، ينصح الدكتور نيك فولر، خبير السمنة من جامعة سيدني في أستراليا، باتباع حمية تخفيض للوزن لمدة شهر ثم الإقلاع عنها لمدة شهر آخر.

وأوضح أن كل ما يتعيّن على من يرغب في إنقاص وزنه فعله هو تناول الطعام بشكل صحي مع ممارسة الرياضة.

ومن خلال الأبحاث التي قام بها ونشرها في كتابه “انترفال وايتلوس فور لايف” قال فولر “عادة ما تُعزّز برامج فقدان الوزن عملية تقييد السعرات”.

وأضاف “يجب معرفة أن بلوغ مرحلة فقدان الوزن تكون ما بين 3 إلى 6 أشهر وأن الشخص سيبدأ بعدها في استعادة الوزن المفقود.

وتلك الطريقة غالبًا ما تبوء بالفشل. لكن هذا ليس بسبب نقص الإرادة، وإنما لأن أجسامنا المنهكة تبدأ في العمل ضدنا بصورة نشطة. وحين يتعرّض الجسم لإجهاد، فإنه يعود لوزنه الأول، ومهما تمّ فعله، فلن تتزحزح الدهون من مكانها”.

وأوضح أن الطريقة الوحيدة التي تمنع حدوث هذه العمليات البيولوجية، هي اتباع “استراحة بين الحميات”، خصوصًا كل شهرين. وباتباع الحمية شهرًا، ثم التوقف عنها شهرًا، يتم منع الجسم من التفكير بأنه تحت ضغط تعليمات صارمة، ومن ثم لا يبدأ في إبطاء قدرة الجسم على التمثيل الغذائي.

 ولكي يحدث ذلك، من الضروري فقدان حوالي 2 كغم من الوزن كل شهر، لأن أكثر من ذلك سيتسبّب في إثارة ذعر الجسم. وحذرت دراسة فنلندية من أن اتباع نظام غذائي وتجاهل الوجبات، يمكن أن يضرا الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة أكثر مما يفيدهم.

ووجد معدو الدراسة، في جامعة هلسنكي، أن تناول وجبات الطعام بانتظام هو أفضل وسيلة لضمان وزن صحي ويسهّل التحكم في الوزن في وقت لاحق من الحياة.

تناول وجبات الطعام بانتظام هو أفضل وسيلة لضمان وزن صحي ويسهّل التحكم في الوزن في وقت لاحق من الحياة

وقام الباحثون، بقيادة الأخصائية الغذائية، أولا كاركاينن، بجمع بيانات نحو 5 آلاف شاب وشابة، خضعوا لاستبيان يحدد العوامل التي تؤثر على الوزن وتغيره منذ بداية الدراسة عندما كانت أعمارهم حوالي 24 سنة، وبعد 10 سنوات من ذلك، أي عندما بلغوا سن 34 عاما.

وتوصلت الدراسة، التي نشرت نتائجها في الصحيفة البريطانية ديلي ميل، إلى أن معظم المشاركين اكتسبوا وزنا زائدا خلال السنوات العشر من الدراسة، في حين أن 7.5 بالمئة من النساء و3.8 بالمئة من الرجال فقدوا الوزن.

واكتسب معظم المشاركين وزنا زائدا بمعدل متوسط بلغ 9 كلغ في السنة لدى النساء، وكيلوغراما واحدا في السنة للرجال.

واكتشف فريق البحث أن تناول الطعام غير المنتظم واتباع الحمية الغذائية من أجل إنقاص الوزن، من بين العوامل الأساسية التي أدت لاكتساب وزن زائد على حد سواء، لدى الرجال والنساء.

وازداد خطر إصابة النساء بالسمنة والوزن الزائد بعد إنجاب طفلين أو أكثر، بالإضافة إلى شرب المشروبات السكرية بانتظام، والشعور بعدم الرضا عن الحياة. أما بالنسبة إلى الرجال، فقد كان التدخين عاملا هاما لزيادة الوزن لديهم.

وخلصت الدراسة إلى أن حجر الزاوية في التحكم بالوزن بشكل ناجع هو الامتناع عن اتباع نظام غذائي ومراقبة عادات الأكل لدى كل من النساء والرجال.

وتوضح الدراسة أن الأمر المهم ليس إنقاص الوزن بقدر ما هو ضرورة التركيز على تناول وجبات منتظمة وكافية، تدعم الوظائف الحيوية الطبيعية للجسم، وتساعد على إدارة عادات الأكل وإدارة الوزن على المدى الطويل. ووجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع السمنة هم الأكثر استفادة من اتباع نظام غذائي صحي.

 وتوصل البحث، الذي أجرته جامعة هارفارد على مدى 20 عاما، أن متبعي الحميات الغذائية الأكثر نجاحا، هم الذين كانوا يعانون من مخاطر جينية عالية متعلقة بالبدانة، حيث كانوا الأكثر عرضة لفقدان الوزن، وكانوا قادرين على تحسين مؤشر كتلة الجسم لديهم بما يقارب 70 بالمئة أفضل من أولئك الذين لا يملكون طفرات وراثية.

ونشرت الدراسة في مجلة (بريتش مديكال جورنال)، وقام الباحثون خلالها بتتبع حوالي 14 ألف شخص بين عامي 1986 و2006.

وأشار الباحثون إلى أن النظام الغذائي الصحي يجب أن يكون غنيا بالفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة، فضلا عن انخفاض نسبة الملح والمشروبات السكرية والكحول واللحوم الحمراء والمصنعة.

18