المثلجات تفقد نكهة الفانيليا بعد تراجع زراعتها

أنتاناناريفو (مدغشقر)- أنباء سيئة لعشاق نكهة الفانيليا. مع ميل أسعار هذا المكون الهامّ لمنتج المثلجات إلى الارتفاع بصورة طفيفة، أخذا في الاعتبار تواصل درجات الحرارة في ارتفاع صيف بعد آخر، مع وجود مؤشرات قوية في مدغشقر، الجزيرة الواقعة قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للقارة الأفريقية، على نقص محصول الفانيليا الطبيعية، وهذا بدوره سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الإنتاج.
ويقول جورج جيرايتس، مدير جمعية مصدري الفانيليا في مدغشقر “نتوقع هذا العام تراجع المحصول بنسبة تتراوح بين 20 و25 بالمئة مقارنة بالعام الماضي”. ومع ذلك يمتنع المدير عن التعليق على جودة المحصول العام الحالي، ويرجع هذا إلى أنه بسبب الزيادة في سعر محصول الفانيليا الطبيعية، فإنّ المزارعين يحصدون الفانيليا قبل اكتمال دورة النضوج لمنع السرقة وبالتالي ضمان بقائهم على قيد الحياة.
تجدر الإشارة إلى أن مدغشقر، والتي تشير التقديرات إلى أنها دولة تلبّي ما يقرب من أربعة أخماس الطلب العالمي من محصول الفانيليا، ويؤثر أي تذبذب في حجم إنتاجها في صعود وهبوط الأسعار على مستوى العالم.
من المعروف أن الفانيليا، نبات ينتمي إلى جنس زهور الأوركيد وموطنها الأصلي أميركا الوسطى، وتعدّ من أشهر المكوّنات المنكهة شعبية نظرا إلى أنها تستخدم في جميع أنواع الحلويات..
وتكمُن المشكلة أن هناك أنواعا نادرة من الفانيليا، وخاصة التي تعرف باسم (البوربون) ومصدرها الوحيد المناطق الزراعية بأراضي مدغشقر وجزر القمر، وهذا يزيد من ندرتها، وبالتالي تزايد الطلب عليها ممّا يجعلها مطمعا.
وبدافع من الاتجاه المتزايد نحو اتباع نظام غذائي أكثر طبيعية، بلغ سعر الكيلوغرام من الفانيليا في الآونة الأخيرة حوالي 600 يورو، وهو سعر أعلى بكثير من سعر كيلوغرام من الفضة. ومع ذلك، فإن المزارعين مثل جي بينونا، مالك شركة تصدير في منطقة سافا، ليسوا متأكدين من أن أسعار الفانيليا يمكن أن تنخفض على المدى القصير. ومع ذلك يضيف “السعر هذا العام أعلى من العام الماضي، بالرغم من التراجع الطفيف في مستويات الجودة”.
في الوقت نفسه، يشير بينونا إلى أن عام 2018 كان عاما استثنائيا، “لقد حصلنا على المحصول الأعلى جودة خلال السنوات العشر الماضية، لقد كان أمرا غير اعتيادي بالفعل”.