الماتادور يخطط لحقبة جديدة بعد خيبة المونديال

الاتحاد الإسباني أعلن اتفاقه مع إنريكي على تولي المسؤولية ليكون الاختبار الأول له بمواجهة المنتخبين الإنكليزي والكرواتي مع بداية فعاليات بطولة دوري أمم أوروبا.
الأحد 2018/07/22
أنريكي.. يجلس على قمة الهرم التدريبي الإسباني

قال لويس إنريكي، المدير الفني الجديد للمنتخب الإسباني لكرة القدم، لدى تقديمه رسميا لوسائل الإعلام، إنه يرغب في مواصلة العمل الذي قدمه جولين لوبيتيغي مع الفريق قبل إقالته الشهر الماضي. وعيّن إنريكي مدربا خلفا لفرناندو هييرو الذي استلم المهمة قبل يومين فقط من بداية مونديال روسيا إثر إقالة المدرب السابق لوبيتيغي المنتقل إلى تدريب ريال مدريد.

برشلونة (إسبانيا) - قال لويس إنريكي، المدير الفني الجديد للمنتخب الإسباني لكرة القدم، لدى تقديمه رسميا إلى وسائل الإعلام، إنه يرغب في مواصلة العمل الذي قدمه جولين لوبيتيغي مع الفريق قبل إقالته الشهر الماضي. وتعهّد إنريكي بعملية تقييم وتطوير أكثر من التركيز على إحداث “ثورة” في صفوف الفريق. وكان لوبيتيغي أقيل عشية انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، وذلك بعد الكشف عن اتفاقه مع ريال مدريد الإسباني على تولي تدريب الفريق بعد مونديال روسيا.

وتولى فيرناندو هييرو، المدير الرياضي للاتحاد الإسباني للعبة حينها، تدريب الفريق بشكل مؤقت لكنه سقط مع المنتخب الإسباني في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة. وأعلن الاتحاد الإسباني في التاسع من يوليو الحالي عن اتفاقه مع إنريكي على تولي المسؤولية ليصبح الاختبار الأول له مع الفريق في مواجهة المنتخبين الإنكليزي والكرواتي مع بداية فعاليات بطولة دوري أمم أوروبا في سبتمبر المقبل.

وصرّح إنريكي إلى الصحافيين “درسنا وحللنا ما حدث مؤخرا. وما نريده هو تعزيز ما قدمه لوبيتيغي وهييرو من عمل مع الفريق.. عمل الاثنان بشكل رائع، وأشكرهما على كل ما سأحصل عليه”. وأوضح “في برشلونة، كان الأمر مماثلا. الفكرة هي تطوير الفريق. الآن، نحتاج لاتخاذ العديد من القرارات ونقرر ما هو الأفضل للمنتخب الوطني”.

وقاد إنريكي فريق برشلونة من 2014 إلى 2017، وفاز بلقبين في الدوري الإسباني وثلاثة ألقاب في كأس إسبانيا إضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا في 2015. وبدا إنريكي بشكل ودود أكثر من الصورة العصبية التي كان عليها خلال توليه تدريب برشلونة الإسباني.

وبعد استعراض مسيرته كلاعب وكذلك كمدرب في السنوات الماضية، من خلال فيلم مصور، رحّب لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني بالمدرب الجديد وقدمه لوسائل الإعلام.

وقال روبياليس عن إنريكي “كان المدرب الوحيد الذي تحدثنا إليه. أتمنى له كل الحظ والتوفيق. ونحن في الاتحاد الإسباني سنبذل كل ما بوسعنا لضمان الراحة له من أجل الفريق”.

وفي المقابل، أعرب إنريكي عن شكره وامتنانه للثقة التي وضعها فيه مسؤولو الاتحاد الإسباني.

وأعرب عن حرصه على أن يحقق مع الفريق إنجازات كبيرة وأن ينجح في التحديات الهائلة التي تنتظر المنتخب الإسباني في الفترة المقبلة. ويأتي تقديم إنريكي بعد أربعة أيام فقط من نهاية المونديال الروسي الذي ودّعه المنتخب الإسباني مبكرا رغم خوضه البطولة كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب.

إنريكي يتعهد بمواصلة عمل لوبيتيغي مع منتخب إسبانيا
إنريكي يتعهد بمواصلة عمل لوبيتيغي مع منتخب إسبانيا

وقــال إنـريكـــي “سنواصل الحفاظ على أسلوب لعبنا مع تعزيزه وتقويته والعمل على تحسينه. علينا تطوير الأداء الدفاعي للفريق. علينا اللعب بشكل أكبر في العمق وصنع المزيد من الفرص وهو ما أراده لوبيتيغي وهييرو”. والآن، ستكون أمام إنريكي ستة أسابيع لاختيار قائمته الأولى مع الفريق والتي سيعلنها في 31 أغسطس المقبل استعدادا لمباراتيه أمام إنكلترا وكرواتيا في الثامن و12 سبتمبر المقبل.

أكد مدرب منتخب اسبانيا الجديد أنه لن يقوم بإجراء ثورة على أداء “لاروخا” على الرغم من ثلاث خيبات متتالية في البطولات الكبرى. وقال إنريكي “لن تكون هناك ثورة، إنها كلمة لا أحبذها كثيرا. يجب أن يكون هناك ثمة تطوير، ستكون هناك تغييرات بالطبع”. وأضاف “بكل صراحة يجب ألا يكون لديكم أي شك على الإطلاق، سنواصل اللعب بأسلوبنا، أن نكون أسيادا عندما تكون الكرة بحوزتنا”.

لن يقوم بثورة

وتابع “يجب أن ندافع بطريقة أفضل، أن تتلقى شباكنا أهدافا أقل، أن نلعب أكثر في العمق ومحاولة خلق المزيد من الفرص”. ولم تتخط إسبانيا الدور ثمن النهائي في آخر ثلاث بطولات شاركت فيها، حيث خرجت من دور المجموعات في مونديال البرازيل 2014، وثمن النهائي في مونديال روسيا 2018، وفي الدور ذاته من كأس أوروبا 2016.

ووعد إنريكي بـ“تغيير هذه الوضعية”، مشيرا إلى ما حققه مع فريق برشلونة عندما استلم تدريبه عام 2014 بعد سنة لم يحرز فيها الفريق الكتالوني أي لقب. ويذكر أن إنريكي نجح في موسمه الأول مع برشلونة في قيادته إلى ثلاثية نادرة (الدوري والكأس المحليان ودوري أبطال أوروبا).

وتابع في هذا الصدد “وصلت إلى برشلونة بحالة مماثلة، والفكرة هي أن نتطور، سوف أتبع نفس الأسلوب الهجومي، ويجب أن نحسن بعض الأشياء التكتيكية”. وواصل “الآن نشرع في بناء جيل جديد للمنتخب، لن تكون هناك ثورة بل تحسين وتطوير، أريد الإعلان عن القائمة الأولى لي بشكل سريع، سيكون هناك الكثير من المفاجآت”.

وأضاف “سأقوم باستدعاء بعض اللاعبين الذين لم يأتوا للمنتخب من قبل، وآخرين انضموا إليه في عدة مرات، وهناك من يأتون باستمرار ويجب أن نواصل استدعاءهم”. وعن جيرارد بيكيه، أوضح “لقد أظهر جودته مع المنتخب الإسباني، سنتحدث معه لنأخذ أفضل قراراته، ولكن علينا تقبّل قراره مهما كان”. وتابع “أندريس إنييستا بمثابة أخ لي، كنت أود أن أدربه مجددا هنا، لكنه قرر الاعتزال الدولي وأنا أحترم قراره”. وعن الانتقادات التي وجهت له، علق “لم أقرأ الانتقادات، لا أرفض أي شيء. أنا مدرب للإسبان وما يهمني هو تحقيق النجاح، في هذا العمر لا يمكنك أن تكون مناهضا لكل شيء”.

وحول سيرجيو راموس، قال إنريكي “لا توجد مشكلة معه، لا استبعد أي شخص، ولكن هناك تغييرات، من الواضح أنني سأتفق مع قادة المنتخب وسأتحدث مع راموس”. وأردف “هناك تغييرات عديدة من قبل الاتحاد الإسباني، واللاعبون أيضا ينتمون إلى تلك التغييرات”.

وعن تقنية الفيديو، أوضح “تساعد الحكام على تجنب الأخطاء، كما أنها تضيف بعض العاطفة للمباريات، أعتقد أنها ستفيد كرة القدم كثيرا”. وتابع قائلا “لن أدلي بأي تصريح يملك طبيعة سياسية، أنا فخور بأن أكون كيف أنا ومن أين جئت”. وعن علاقته بالإعلام، يقول “أنا قريب جدا وأحاول أن أكون محترفا قدر الإمكان، أنا لطيف وأتمنى أن تكون علاقتي جيدة بالصحافة”. واختتم المدير الفني الجديد للمنتخب الإسباني حديثه قائلا “رحيل لوبيتيغي جزء من الماضي، لن أتحدث عما حدث، كل ما أحاول فعله هو إخراج أفضل نسخة من الجميع، ليس لدي أي مشكلة مع أي لاعب، أرغب في التركيز على الجوانب الإيجابية في الفريق، لدي مجموعة عمل رائعة وقوية، وسنعمل على اختيار اللاعبين الأفضل والقادرين على تمثيلنا، وليس هناك أي مشكلة مع سيرجيو راموس على عكس ما يشاع”.

أكد فيسنتي ديل بوسكي، المدير الفني الأسبق للمنتخب الإسباني، أن إسبانيا تمتلك العديد من المدربين الجيدين، ومن بينهم لويس إنريكي، مدرب “لاروخا” الجديد. وقال ديل بوسكي، في تصريحات خلال الزيارة التي قام بها إلى بلدة لانوسيا “محظوظون لامتلاكنا كوادر جيدة من المدربين الوطنيين، ولويس إنريكي أحدهم”.

إنريكي قاد فريق برشلونة من 2014 إلى 2017 وفاز بلقبين في الدوري الإسباني وثلاثة ألقاب في كأس إسبانيا
إنريكي قاد فريق برشلونة من 2014 إلى 2017 وفاز بلقبين في الدوري الإسباني وثلاثة ألقاب في كأس إسبانيا

وأوضح أن المدرب الجديد للمنتخب الإسباني امتلك “خبرة تدريبية في ناد كبير بحجم برشلونة”، مضيفا أن تدريب المنتخب يعتمد على “التدريب الجيد، وإقامة علاقات طيبة مع جميع اللاعبين”.

وعن رأيه في وضع المنتخب في الآونة الأخيرة قال ديل بوسكي إن “لاروخا” مرّ بعامين جيدين للغاية، بعد تركه لتدريب الفريق، بخلاف ما حدث مؤخرا في المونديال. وأكد أنه لا يوجد فريق مفضل بالنسبة إليه، من المتنافسين في نهائي مونديال 2018، قائلا “الأمر سيان بالنسبة إليّ أيا كان الفائز”، مشيدا بـ“القوة الاستكشافية” للمنتخب الفرنسي في مواجهة “خبرة وموهبة” نظيره الكرواتي.

وساهم لويس إنريكي أثناء حمل قميص فريق ريال مدريد في فوز هذا الأخير على برشلونة بخماسية نظيفة سنة 1995، إذ سجل إنريكي هدفا في تلك المباراة، فيما تألق التشيلي إيفان زامورانو وأحرز هاتريك مع “الميرنغي”.

لاعب مخضرم

ويعتبر لويس إنريكي ثالث لاعب يدافع عن قميص برشلونة وريال مدريد، وانتقل إلى “البلوغرانا” قادما من “الميرنغي” سنة 1995، إذ وقع مع الفريق الكتالوني عقدا لمدة خمس سنوات.

وتسلق لويس إنريكي قبل توليه مهمة الإشراف على تدريب سيلتا فيغو بعضا من أصعب الجبال في إسبانيا باستعمال دراجته الهوائية فقط. إنريكي رياضي يتمتع بلياقة بدنية عالية للغاية، فقد جرى مدرب برشلونة السابق الماراثون في فلورنسا سنة 2007 في أقل من ثلاث ساعات، كما شارك في ماراثون الرمال سنة 2008، والذي يعد واحدا من أصعب السباقات في العالم، حسب نفس المصدر. وبدأ لويس إنريكي، المدير الفني الجديد لمنتخب إسبانيا، مهام عمله الجديدة مبكرا في محاولة اللحاق بلاعب مانشستر سيتي إيريك لابورت من أجل إقناعه باللعب للاروخا بدلا من المنتخب الإنكليزي. لابورت ظهر خلال الموسم الماضي بشكل مبشّر، فقد اعتمد عليه المدير الفني بيب غوارديولا في الكثير من المباريات الهامة حيثُ أبلى بها بشكل حسن مما جعل هناك تركيز من الصحافة الإسبانية للحاق باللاعب لأنه سيكون مستقبل الدفاع للمنتخب.

وفي المقابل يعلم إنريكي تماما صعوبة المهمة مع المنتخب الإسباني خاصة في ظل تواجد الثنائي سيرجيو راموس وجيرارد بيكيه، فقد تعرضا للكثير من الانتقادات في كأس العالم الأخيرة بروسيا بسبب أخطائهما المتكررة.

ومن جانبه يحاول الاتحاد الإنكليزي إقناع لابورت بتمثيل المنتخب ليكون أمام المدير الفني تعدد في الاختيارات بدلا من تواجد والكر في مركز لا يجيد فيه الدفاع وهو ما عرّض الإنكليز لبعض الأخطاء في كأس العالم. وأشارت صحفية “الموندو ديبورتيفو” إلى أن هناك اتصالات حالية بين إنريكي واللاعب من أجل المفاوضات على تمثيل منتخب لاروخا دون وجود أي تأكيد على موافقة اللاعب.

لويس إنريكي ثالث لاعب يدافع عن قميص برشلونة وريال مدريد
لويس إنريكي ثالث لاعب يدافع عن قميص برشلونة وريال مدريد

هي إذن مهمة للإنقاذ أكثر منها للتطوير، هذا ما سيقوم به المدرب لويس إنريكي، الذي تولى مسؤولية تدريب المنتخب الإسباني، بعد خروج “الماتادور” من دور الستة عشر لمونديال روسيا 2018. وجاء العقد مع إنريكي حتى يونيو 2020، في إشارة إلى أن الاتحاد الإسباني يريد أن يختبر قدرات مدرب برشلونة السابق، قبل أن يمنحه عقدا طويل الأمد ويعهد إليه بمهمة تغيير وجه الكرة الإسبانية. وكشف لويس روبياليس، رئيس الاتحاد الإسباني، أن إنريكي كان راغبا جدا في تولي المهمة، وأنه رفض عددا من العروض المغرية وقبل بتدريب المنتخب الإسباني براتب يقل عن نصف الذي عرضه عليه أحد الأندية الكبرى.

تتشابه ظروف منتخب إسبانيا مع الفترة التي تم فيها تعيين أنريكي مدربا لبرشلونة، فهل سيواصل العمل بسياسته في ظل التطلع إلى دمج لاعبين شباب في قائمة المنتخب؟ من هو الحارس الأول؟ عانى ديفيد دي خيا من انتقادات لاذعة قبل وأثناء المونديال، بسبب تراجع مستواه وتسببه في أكثر من خطأ في المباريات التي شارك بها، ما قد يدفعه لإحداث بعض التغييرات في هذا المركز وإشراك الحارس كيبا أريزابالاغا.

وشهد الموسم الأخير لأنريكي في برشلونة الكثير من المشاكل بينه وبين اللاعبين خاصة الكبار منهم، وعلى سبيل المثال كاد جوردي ألبا يرحل عن البارسا، وربط مصيره بمستقبل المدرب وقتها، فهل سيتكرر ذلك في المنتخب؟

وبغض النظر عن اللاعبين الشباب، سينتظر الجميع موقف أنريكي من بعض اللاعبين الكبار الغائبين عن قائمة المنتخب في الفترة الأخيرة مثل خوان ماتا وألفارو موراتا وبيدرو وخافي هيرنانديز وسيرجي روبيرتو. تمتع المدربان السابقان للمنتخب فيسينتي ديل بوسكي وجولين لوبيتيغي بعلاقة رائعة مع الإعلام الإسباني، بينما اعتاد أنريكي على خوض الصراعات مع الصحافيين، فكيف سينجح في تحسين علاقته معهم؟

ويخوض منتخب إسبانيا مبارياته في أكثر من ملعب، وهو أمر له إيجابياته وسلبياته، ولكن السؤال الأكثر رواجا هو هل يلعب المنتخب تحت قيادة أنريكي في ملعب واحد لضمان الاستقرار وتفادي كثرة التنقلات؟ وفي سياق متصل استقال ألبرت سيلاديس من تدريب منتخب تحت 21 عاما، وسيكون لأنريكي صوت في اختيار خليفته.

22