الكثبان الإلكترونية موسيقى في الصحراء التونسية

الصحراء التونسية عاشت في عطلة نهاية الأسبوع أجواء صاخبة بفضل مهرجان “الكثبان الإلكترونية” الموسيقي.
الاثنين 2019/11/18
مهرجان "الكثبان الإلكترونية".. فن وسياحة

أرادت الجهات المنظمة لمهرجان “الكثبان الإلكترونية” إعطاءه بعدا أشمل في أول دورة له بعد غياب أربع سنوات، حيث جعلته منفتحا على السياح الأجانب بعد أن كان في السابق موجها أساسا إلى السياح المحليين. وشهد المهرجان -وهو أكبر تظاهرة للموسيقى الإلكترونية في تونس وتقام في قلب الصحراء في واحد من أشهر المواقع السياحية في البلاد- إقبالا كبيرا إذ قدر عدد زواره بنحو 6 آلاف.

نفطة (تونس) - عاشت الصحراء التونسية في عطلة نهاية الأسبوع أجواء صاخبة بفضل مهرجان “الكثبان الإلكترونية” الموسيقي الذي شهد عروضا توافد إليها الآلاف وسط ديكور الفيلم العالمي الشهير “حرب النجوم”.

وانطلق المهرجان الموسيقي السبت في قلب الصحراء التونسية. وتقام الدورة الثالثة من المهرجان في منطقة نفطة بولاية (محافظة) توزر (جنوب تونس) الحدودية مع الجزائر والتي شهدت إقبالا ملحوظا في مؤشر على عودة النشاط إلى القطاع السياحي في المنطقة.

ووسط ديكور فيلم “حرب النجوم”، الواقع بمنطقة “عنق الجمل” في مدينة نفطة، رقص المئات من المشاركين على أنغام الموسيقى عصر السبت وسط انتشار أمني مكثّف.

وتعد هذه التظاهرة الموسيقية سياحية بامتياز إذ تعتمد عليها السلطات في الترويج للصحراء التونسية والمنتوج السياحي الفريد الذي تقدمه.

وقالت السائحة الفرنسية ميليسا فلوري (22 عاما) “يعجبني هذا النوع من المهرجانات في فرنسا، ولكن هنا في الصحراء ووسط الديكور، إنه ساحر”.

ورافقت الاستعدادات لتنظيم مهرجان “الكثبان الإلكترونية” حملة ترويجية خارج البلاد. وقال المنتج الفني للتظاهرة عباس الدزيري، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، إن المنظمين سعوا هذا العام إلى الترويج للمهرجان خارج تونس والتعريف به وبموقع عنق الجمل ذي الصيت العالمي في عدة بلدان أجنبية تربطها بتونس علاقات سياحية عريقة، في حين أن هذه التظاهرة كانت بالأساس تستقطب السياحة الداخلية.

وأُطلق المهرجان عام 2014 ثم توقف في 2015 لأسباب لوجستية قبل أن يُتخذ قرار بتعليقه بعدما استُهدف عشرات السياح بهجمات متشددين أرخت بظلالها على القطاع السياحي الذي يعتبر ركيزة مهمة للاقتصاد التونسي.

وينظم المهرجان الفندقي الفرنسي- التونسي علي باتريك الورغي بدعم من وزارة السياحة التونسية ويشارك فيه نحو عشرين عازفا بينهم السويسري الشهير “لوسيانو” والثلاثي الباريسي “أبولانيا”.

كما يشارك التركي “باريس كا” والإيراني الأميركي “بهروز” والتونسيان “بن ولولا”.

واستقطب الحدث نحو ستة آلاف من عشاق الموسيقى الإلكترونية من تونس ودول أوروبية للاستمتاع بثلاثين ساعة دون توقف من الإيقاعات الإلكترونية الصاخبة والتراثية في آن واحد.

وأشاد وزير السياحة التونسي روني الطرابلسي بالنجاح الذي أحرزه المهرجان والذي تجسد في الإقبال الكبير عليه، حيث قال إن “أكثر من 5 آلاف سائح شاركوا في هذ الحدث رغم انخفاض درجات الحرارة”.

وأكد على الدور الكبير الذي تلعبه التظاهرات الثقافية في إنعاش قطاع السياحة الصحراوية في تونس.

من جهته، قال الدزيري إن مهرجان “الكثبان الإلكترونية” يساهم في دعم السياحة والاقتصاد إذ تقدر عائداته الربحية بما يقارب 5 ملايين دينار (وهو ما يعادل 1.75 مليون دولار) بحسب تقديرات وزارة السياحة.

وفي الصحراء التونسية تسهم تظاهرة الموسيقى الإلكترونية في إنعاش الحركية الاقتصادية والتجارية وتنشيط المطاعم والتعريف بالأكلات المحلية الشعبية، كما تساهم في توفير فرص عمل موسمية.

وإلى جانب العروض الفنية الصاخبة، تشمل فعاليات المهرجان فقرة بيئية تم خلالها زرع الأشجار في محيط المهرجان والطرق المؤدية إليه بهدف توعية الزوار والمشاركين في التظاهرة بأهمية هذا السلوك.

وقال الدزيري إن “عدد الأشجار المغروسة ستعادل كميات الكربون المستعملة في المنطقة من طرف المشاركين في المهرجان”.

وتضمن المهرجان وجود مبادرات أخرى من بينها حملة “أنا زاده”، وهي النسخة التونسية للحملة العالمية “أنا أيضا” المناهضة للتحرش الجنسي. ووفرت حملة “أنا زاده” صفارات للمشاركات في التظاهرة تمكنهن من التبليغ الفوري عند تعرضهن للتحرش الجنسي أثناء حضورهن العروض.

24