الكالتشيو على المحك.. كابوس الموسم الصفري يهدد إنتر ميلان

عانى إنتر ميلان من ضربة موجعة مساء الأحد بعدما سقط في فخ الخسارة أمام بولونيا بهدف دون رد لحساب الأسبوع الـ33 من الدوري الإيطالي. خسارة مؤلمة جعلت الحفاظ على لقب الكالتشيو أمرا صعبا في ظل المطاردة الشرسة من جانب نابولي الذي ضغط على إنتر بفوزه 1 – 0 على مونزا.
روما - يتصدر إنتر ميلان جدول ترتيب الكالتشيو برصيد 71 نقطة، بفارق الأهداف عن نابولي، وذلك قبل 5 جولات من النهاية. وبالطريقة التي خسر بها إنتر مباراة بولونيا وحالة الإرهاق التي ظهر عليها الفريق، بدأت حالة من الشك تتوغل داخل نفوس مشجعي النيراتزوري حول مدى قدرة اللاعبين على التتويج بالثلاثية أو الخروج بلقب على الأقل هذا الموسم.
إنتر ميلان هو الفريق الإيطالي الوحيد الذي لا يزال في سباق المنافسة على كل البطولات حتى الآن (الكالتشيو وكأس إيطاليا ودوري أبطال أوروبا). ففي الكالتشيو، يتصدر إنتر جدول الترتيب، كما يتواجد في نصف نهائي كأس إيطاليا، ويستعد لخوض مباراة الإياب أمام غريمه ميلان.
وفي دوري أبطال أوروبا، بلغ إنتر المربع الذهبي بعدما أطاح بالعملاق بايرن ميونخ من ربع النهائي، ليصطدم ببرشلونة في نصف النهائي. ويأمل النيراتزوري في التتويج بالثلاثية التاريخية للمرة الثانية في تاريخه، بعدما نجح في الفوز بها عام 2010 تحت قيادة المخضرم جوزيه مورينيو، لكن الأمور تبدو أصعب هذا الموسم.
مباريات نارية
بالخسارة أمام بولونيا، أصبح لقب الدوري الإيطالي في يد نابولي أكثر من إنتر ميلان، رغم تصدر فريق المدرب إنزاغي للجدول بفارق الأهداف. إنتر سيكون على موعد مع مباريات نارية أمام خصوم أقوياء، حيث يستعد لمواجهة روما ثم هيلاس فيرونا، تورينو، لاتسيو ويختتم مشواره بلقاء كومو.
ويصطدم إنتر ميلان بروما ولاتسيو، وهما يتنافسان على المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، مما يعني أن النيراتزوري سيخوض مباراتين صعبتين. أما نابولي فمبارياته أسهل كثيرا على الورق، حيث سيواجه اثنين بوسط الجدول (تورينو وجنوى) ضمنا البقاء، و3 فرق من المؤخرة تصارع على الهبوط وسط مستويات باهتة منها طوال البطولة.
ومع حالة الإرهاق التي يعاني منها إنتر وكثرة المباريات، حيث يخوض مباراة كل يومين أو 3 أيام، عكس نابولي الذي يخوض مباراة كل أسبوع منذ بداية الموسم، يبدو أن النيراتزوري مهددا بخسارة المزيد من النقاط في آخر 5 جولات. وفي حال استمرار تساوي إنتر ونابولي في النقاط، سيتجه الفريقان إلى خوض مباراة فاصلة، تكون على أرض الفريق صاحب أكبر فارق أهداف بالبطولة، وفي هذه الحالة وحتى الآن، ستكون بمعقل إنتر في جوزيبي مياتزا.
يُعرف أنطونيو كونتي مدرب نابولي بأنه “ملك الدوريات” بالنظر إلى النفس الطويل الذي يتمتع به ببطولة الدوري، عكس تأثيره في مسابقة دوري أبطال أوروبا، التي تعصى عليه طوال مسيرته. ووصل كونتي إلى قيادة فريق سيينا في مايو 2010، ونجح في قيادة الفريق إلى التأهل للدوري الإيطالي، بعدما توج بطلا لدوري الدرجة الثانية.
بالخسارة أمام بولونيا، أصبح لقب الدوري الإيطالي في يد نابولي أكثر من إنتر ميلان، رغم تصدر فريق المدرب إنزاغي للجدول بفارق الأهداف
وغادر بعدها مباشرة إلى يوفنتوس في صيف 2011، ونجح على الفور في قيادة اليوفي إلى التتويج بلقب الكالتشيو 3 مرات على التوالي. وبعد عامين مع منتخب إيطاليا، عاد كونتي لتدريب الأندية مجددا، بتوليه المهمة الفنية لتشيلسي، ونجح فورا في قيادة الفريق لحصد لقب البريميرليغ، في موسمه الأول مع البلوز.
وفي صيف 2019، تولى قيادة إنتر ميلان، وبدأ إعادة فريق متهالك غائب عن منصات التتويج منذ سنوات طويلة، ليقود الفريق إلى إنهاء الموسم في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة فقط عن البطل يوفنتوس. وفي الموسم التالي، نجح كونتي في إعادة إنتر للفوز بالكالتشيو لأول مرة منذ 11 عاما، وبفارق 12 نقطة عن أقرب ملاحقيه ميلان، بل وحسم اللقب في مطلع مايو قبل نهاية البطولة بعدة جولات، لينهي هيمنة اليوفي، التي استمرت 9 سنوات متتالية.
لن يكون أمام إنتر الوقت الكافي للبكاء بعد الخسارة من بولونيا، حيث سيصطدم بغريمه ميلان في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا. ورغم التعادل ذهابا بمعقل ميلان 1 – 1 إلا أن نتائج إنتر على المستوى المحلي تثير القلق والشك لعشاق النيراتزوري. ولم يحقق الإنتر أي انتصار على ميلان في المباريات الأربع التي جمعتهما هذا الموسم، ففاز ميلان مرتين، وتعادلا في مناسبتين. كما لم يفز إنتر ميلان على يوفنتوس ذهابا وإيابا بالدوري الإيطالي بعد تعادل وخسارة، كما فشل في الفوز على منافسه بالكالتشيو، نابولي، وتعادل في المباراتين. وحال استمر إنتر ميلان في نتائجه السلبية أمام الكبار فقد يكون مهددا بخسارة اللقب الأول هذا الموسم، وهو توديع كأس إيطاليا من نصف النهائي.
عقبة أخرى
يقف برشلونة عقبة أخرى في وجه إنتر ميلان هذا الموسم، بعدما تأهل الفريقان لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا ليصطدما ببعضهما البعض. ورغم أن الذهاب سيقام في برشلونة، والإياب في إيطاليا، إلا أن إنتر يعاني من إرهاق غير مسبوق، مع كثرة الإصابات التي تضرب أهم عناصره، مثلما حدث مؤخرا بغياب ماركوس تورام ودينزل دومفريس أحد مفاتيح اللعب الرئيسية.
توالي المباريات يضعف من صمود لاعبي إنتر ميلان، الأمر الذي يتسبب في إصابات عديدة للاعبين، وبالتالي فقدان عناصر مهمة في الفترة الحاسمة. ويتسبب اللعب كل يومين أو ثلاثة أحيانا في إرهاق غير مسبوق للاعبين، فضلا عن صعوبة جدول مباريات الفريق في فترة الحسم بجميع البطولات. ويُضاف إلى ذلك الخطأ الفادح لإدارة إنتر ميلان بعدم تدعيم الفريق بعناصر قوية لجعل المدرب قادرا على المداورة بين اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة بين البطولات الثلاث. ولم يتوقع مسؤولو إنتر أن فريقهم سيصل إلى الأسابيع الأخيرة وهو ينافس على الألقاب الثلاثة، مما أدى إلى غياب التدعيمات، وبالتالي ضعف العمق في تشكيلة الفريق.
فلا يمتلك إنتر مهاجما قادرا على قلب الطاولة، حيث يمتلك 5 مهاجمين على الورق، من بينهم 3 (طارمي وأرناوتوفيتش وكوريا) لا يمتلكون إمكانيات تؤهلهم للعب في فريق بحجم النيراتزوري. ويعاني طارمي بشدة، ولم يسجل سوى 3 أهداف فقط، مقابل 7 لأرناوتوفيتش، بجانب هدف وحيد من نصيب كوريا. ومع كثرة الإصابات، والإرهاق غير المسبوق الذي يضرب لاعبي إنتر، وضعف العمق بتشكيلة الفريق، يبدو أن موسم إنتر ومغامرته المثيرة بالمنافسة على الثلاثية، قد يتحول إلى كابوس في ظل هذه العوامل.