الكأس مفتاح عودة تشيلسي للأضواء

رغم من خسارة اليونايتد أمام باريس سان جرمان في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، إلا أن الفريق الأحمر يمر بفترة رائعة مع المدرب الحالي أولي غونار سولسكاير.
الاثنين 2019/02/18
صراع النجوم

يستقبل تشيلسي نظيره مانشستر يونايتد الإثنين على ملعب ستامفورد بريدج، ضمن ثمن نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي. ويأمل تشيلسي في أن تكون مواجهة مانشستر يونايتد هي مفتاح عودة البلوز للطريق الصحيح مرة أخرى بعد النتائج السلبية الأخيرة، وأبرزها الهزيمة الثقيلة أمام مانشستر سيتي بسداسية.

لندن- عادة ما تعتبر مسابقة الكأس المحلية بمثابة متنفس للاعبين البدلاء الذين لا يحصلون على فرص كبيرة للتعبير عن أنفسهم مع فرقهم، لاسيما في إنكلترا التي تعكف الفرق الكبيرة فيها على تعزيز صفوفها بخيارات عديدة في مختلف المراكز.

لكن على مانشستر يونايتد وتشيلسي التفكير طويلا قبل الاعتماد على اللاعبين البدلاء، عندما يلتقيان مساء الإثنين ضمن منافسات الدور ثمن النهائي من كأس الاتحاد الإنكليزي، خصوصا وأنه يتحتم عليهما إظهار رد فعل قوي إثر تلقيهما هزيمتين مؤلمتين في الآونة الأخيرة.

وعلى الرغم من خسارة اليونايتد أمام باريس سان جرمان (2ـ0) في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، إلا أن الفريق الأحمر يمر بفترة رائعة مع المدرب الحالي أولي غونار سولسكاير. وخلال مباراة سان جرمان ومانشستر يونايتد أهدى الأول تشيلسي مفتاح الانتصار على الشياطين الحمر.

ولا يوجد شك في أن حال مانشستر يونايتد تغير بشكل كبير مع سولسكاير، حتى أن حالة اللاعبين النفسية لم تعد كما كانت مع المدرب السابق البرتغالي جوزيه مورينيو. ويعد بول بوغبا هو أهم اللاعبين تحت قيادة سولسكاير، وأداء وأرقام اللاعب تثبت ذلك، حيث تمكن في 11 مباراة بكل البطولات تحت قيادة سولسكاير، من إحراز 8 أهداف وصنع 5، كأكثر اللاعبين مشاركة في الأهداف مع المدرب الحالي.

وخلال مباراة باريس سان جرمان ومانشستر يونايتد، تمكن الفريق الفرنسي من منع أي هجمات خطيرة على مرماه. ونجح توماس توخيل مدرب سان جرمان في أن يوقف خطورة بول بوغبا، محور أداء الشياطين الحمر، وذلك عن طريق الدفع بالبرازيلي ماركينيوس في وسط الملعب، ومنحه تعليمات واضحة بالضغط على اللاعب طوال المباراة. ونجح ماركينيوس في مهمته وشل حركة بوغبا تماما في المباراة، وهو ما منع خطورة اليونايتد وفتح الباب أمام فوز سان جرمان.

أمام الإيطالي ماوريسيو ساري مدرب تشيلسي فرصة رائعة للاستفادة مما فعله توخيل أمام مانشستر يونايتد، وذلك باستخدام الفرنسي نغولو كانتي في موقع ماركينيوس. وبعد تغيير مركز كانتي منذ بداية الموسم مع ساري وتقليل مهامه الدفاعية من أجل تواجد جورجينيو، ستكون هناك حرية أكبر للاعب الفرنسي بالتواجد بشكل دائم مع بوغبا أينما كان في وسط الملعب.

ومع غياب مارسيال ولينغارد للإصابة، سيكون بوغبا هو الممول الوحيد لراشفورد في المباراة. وكانت لتشيلسي تجربة سابقة بنفس الطريقة، وتحديدا في مباراة الدور الأول أمام مانشستر سيتي، عندما تم استخدام مركز كانتي الجديد بالضغط على الإسباني ديفيد سيلفا، ومنعه من بناء الهجمة، وهو ما نجح به النجم الفرنسي وتمكن البلوز من تحقيق الفوز وقتها بثنائية نظيفة.

وبالنسبة لمانشستر يونايتد، يعد الفوز بمسابقة الكأس أولوية للمدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير. ومع ابتعاده بفارق كبير عن صدارة الدوري الإنكليزي الممتاز، يسعى اليونايتد للتشبث بوجوده في مسابقة الكأس، والتي سيعتبر الفوز بها عاملا حاسما في بقاء سولسكاير كمدرب دائم للفريق بالموسم المقبل.

بدلاء اليونايتد يتطلعون بشوق بالغ لمباراة الإثنين، خصوصا المهاجمين منهم، حيث يأمل التشيلي أليكسيس سانشيز في الرد على منتقديه، بعدما سقط بقسوة في كافة الاختبارات التي خاضها مع الفريق الإنكليزي هذا الموسم، رغم أنه أعلى زملائه أجرا. الأمر نفسه ينطبق على المهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو الذي بدوره يأمل في استثمار فرصة مشاركته، لكن سولسكاير قد يلجأ في المقابل للاعتماد على الشاب ماركوس راشفورد، في ظل سعيه للبقاء في المسابقة.

بالنسبة لمانشستر يونايتد، يعد الفوز بمسابقة الكأس أولوية مطلقة للمدرب النرويجي أولي غونار سولسكاير

وتبقى الفرصة سانحة لمشاركة البرازيلي فريد في خط الوسط، وإن كانت مستبعدة، والأمر نفسه ينطبق على سكوت مكتوميناي، في وقت يأمل فيه الإسباني المخضرم خوان ماتا استغلال الإصابة التي تعرض لها الدولي الإنكليزي جيسي لينغارد في مباراة سان جرمان.

وإن كانت مشاركة الحارس الأرجنتيني سيرجيو روميرو على حساب الإسباني دافيد دي خيا واردة بقوة، فإنه لا يمكن قول الأمر ذاته عن المدافع الإنكليزي كريس سمولينغ، وزميله الأرجنتيني ماركوس روخو، ولاعب الوسط البرازيلي أندرياس بيريرا الذي لا يؤمن سولسكاير بقدراته.

في الناحية المقابلة، يعيش بدلاء تشيلسي وضعا غير مستقر، في ظل تعنت المدرب ماوريسيو ساري وإصراره على إشراك الأسماء ذاتها في كل مباراة. وحقق تشيلسي فوزا صعبا على مالمو السويدي (2-1) في ذهاب دور الـ32 من مسابقة الدوري الأوروبي، وهو فوز لم يشف غليل جمهور الفريق الذي صب جام غضبه على ساري مؤخرا، لاسيما بعد الخسارة الثقيلة أمام مانشستر سيتي بسداسية نظيفة في الجولة الماضية من البريمييرليغ.

ولهذا السبب، ربما يصر ساري على الاحتفاظ بالأسماء المعتادة في التشكيلة الأساسية، ما يعني إشراك الأرجنتيني جونزالو هيغواين على حساب الفرنسي أوليفييه جيرو، والاحتفاظ بالجناح الإنكليزي الشاب كالوم هودسون أودوي على مقاعد البدلاء، وهو الأمر الذي سيجدد رغبة اللاعب في ترك الفريق في الصيف المقبل.

ومن جهة ثانية، تبدو عودة أنطونيو روديغر إلى صفوف تشيلسي على حساب الدنماركي أندرياس كريستينسن مرجحة، وكذلك الأمر ينطبق على الظهير الأيسر ماركوس ألونسو بعد مشاركة إيميرسون بالميري أمام مالمو، لكن الخاسر الأكبر في حال مشاركة تشيلسي بالأساسيين، سيكون قائد الفريق غاري كاهيل.

23