القبض على صدارة الليغا رهان كلاسيكو الأرض

ليفاندوفسكي الحلقة الأقوى في قمة الريال وبرشلونة.
الأحد 2022/10/16
الصفقة الذهبية سلاح برشلونة لتخطي غريمه الملكي

تتجه الأنظار صوب ملعب سانتياغو برنابيو الأحد لمتابعة مواجهة ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني، ويحبس أنصار ومتابعي الفريقين في جميع أنحاء العالم أنفاسهم استعدادا لانطلاق المواجهة الممتعة، ويصل برشلونة، لأول مرة منذ موسم 2019 – 2020، إلى مباراة الكلاسيكو وهو متصدر الترتيب، وإن كان متفوقا بفارق الأهداف فقط عن غريمه التقليدي. بينما يُتوقع ظهور بعض الوجوه الجديدة في الكلاسيكو لأول مرة، وعلى رأسهم المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.

مدريد - ينطلق كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة وسط شغف متجدد وصراع بين الفريقين اللذين يطمحان إلى القبض على صدارة الليغا، إلا أن أداء الفريقين في الفترة الأخيرة يثير الكثير من الشكوك والمخاوف.

وفاز الفريقان بجميع المباريات باستثناء واحدة في مسابقة الدوري حتى الآن، إذ تعثر فريق تشافي هرنانديز في افتتاحية الموسم وتعادل سلبيا أمام رايو فاييكانو، بينما تعادلت كتيبة كارلو أنشيلوتي مع أوساسونا بهدف لمثله. أما بالنسبة إلى دوري أبطال أوروبا، فقد حجز الملكي تذكرة التأهل لدور الـ16 بتعادله الصعب أمام شاختار دونيتسك (1 – 1)، في حين يقترب برشلونة من مغادرة البطولة القارية للموسم الثاني على التوالي، بعد تعادل محبط مع الإنتر.

وكان التعادل الأربعاء بمثابة ضربة قوية للبلوغرانا، الذي دفع ثمن ضعف خط دفاعه بنتيجة تجعله قريبا للغاية من الإقصاء، فضلا عن أن مصيره أصبح متعلقا بنتائج المنافسين، بالإضافة إلى أنه حقق الفوز بشق الأنفس في مباراة الدوري الأخيرة أمام سيلتا، وبات واضحا أنه دون رونالد أراوخو وجول كوندي فإن الفعالية الدفاعية للفريق تتراجع.

وتقمص ليفاندوفسكي دور المنقذ مجددا في مواجهة الفريق الإيطالي، كما هو الحال في العديد من مباريات الدوري، ويشكل المهاجم البولندي خطورة كبيرة على دفاعات الريال، الذي يترقب فرص مشاركة أنطونيو روديغر بعد إصابته القوية التي تعرض لها أثناء إحرازه هدف التعادل القاتل لفريقه على يد حارس شاختار.

وعلى الجانب الآخر، هناك هداف الريال كريم بنزيما، الذي لا يبدو في أفضل حالاته، رغم أنه غاب أيضا عن العديد من المباريات، ولم يسجل منذ ثنائيته في شباك إسبانيول، وفشل في هز الشباك في 4 مباريات، وقد تعتمد نتيجة المباراة على تألق أحدهما، إلا أن لاعبين آخرين، أمثال البرازيليين فينيسيوس جونيور ورافينا، والفرنسي عثمان ديمبيلي، قد تكون لهم كلمة أخرى في المباراة.

وفي آخر زيارة له إلى البرنابيو الموسم الماضي، أنهى البارسا بقيادة المدير الفني الجديد آنذاك هرنانديز سلسلة هزائمه في الكلاسيكو بنتيجة مدوية (0 – 4)، بهدفين للغابوني بيير أوباميانغ، وهدف لأراوخو وفيران توريس.. ومع ذلك، لم تمنع هذه النتيجة الثقيلة الريال من إحراز اللقب.

الأقوى هجوميا ودفاعيا

ركائز أساسية تدعم الفرجة في الكلاسيكو
ركائز أساسية تمنح متعة الفرجة في الكلاسيكو 

يرتكز ريال مدريد وبرشلونة على العديد من الدعائم قبل الكلاسيكو. وتتساوى الكفتان لحد كبير بينهما، حيث يتقاسم برشلونة وريال مدريد الصدارة برصيد 22 نقطة، بينما يتفوق الفريق الكتالوني بفارق الأهداف. وعلى المستوى الرقمي، يبقى برشلونة الأقوى هجوما في الدوري هذا الموسم بتسجيله 20 هدفا، والأقوى دفاعا باستقبال هدف وحيد في 8 جولات.

ولا يبتعد ريال مدريد بمسافة كبيرة هجوميا، حيث سجل لاعبوه 19 هدفا، لكنه يعاني دفاعيا، حيث استقبل مرماه 7 أهداف. إلا أن هرنانديز المدير الفني لبرشلونة يواجه تحديا لتجهيز لاعبيه بدنيا وذهنيا بعد صدمة مباراتي إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا، التي تنذر بخروج مبكر للبارسا لموسم ثان على التوالي.

ويبقى النجم البولندي ليفاندوفسكي الحلقة الأقوى ليس في المعسكر الكتالوني فقط بل على مستوى الفريقين. وخاض ليفاندوفسكي بقميص البارسا 12 مباراة في مسابقتي الليغا ودوري أبطال أوروبا، سجل خلالها 14 هدفا، وصنع اثنين لزملائه.

◙ تشافي المدير الفني لبرشلونة يواجه تحديا لتجهيز لاعبيه بدنيا وذهنيا بعد صدمة مباراتي إنتر التي تنذر بخروج مبكر للبارسا

ويعاون ليفاندوفسكي في هجوم الفريق الكتالوني زميليه عثمان ديمبلي ورافينيا على جانبي الملعب، لكنهما أقل فاعلية. ديمبلي لعب 12 مباراة منذ بداية الموسم الجاري، سجل 3 أهداف إضافة إلى 4 تمريرات حاسمة، بينما خاض رافينيا 11 مباراة، سجل هدفا وحيدا وصنع مثله.

أما كتيبة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد فتدين بالكثير للجناح البرازيلي فينيسيوس جونيور. ويعد فينيسيوس أخطر أسلحة الميرينغي هجوميا على مستوى التهديف وصناعة الفرص، حيث سجل 7 أهداف وصنع 4 لزملائه في 13 مباراة. يليه في الفاعلية مواطنه البرازيلي رودريغو جوس بتسجيله 4 أهداف وصناعة 3 في 11 مباراة محلية وقارية. أما النجم الفرنسي بنزيما فقد تأثر نسبيا بإصابته وابتعاده لفترة عن الملاعب، فسجل 4 أهداف وصنع هدفا في 9 مباريات.

وقد ارتبط ليفاندوفسكي لسنوات طويلة بالانتقال إلى ريال مدريد، لكنه انضم في النهاية للبارسا الصيف الماضي قادما من بايرن ميونخ. ويستعرض “كووورة” في السطور التالية أبرز اللاعبين الذين حلموا باللعب ضمن صفوف ريال مدريد، قبل أن يرتدوا قميص البلوغرانا. ولم تكن فكرة انتقاله إلى النادي الملكي مجرد تقارير صحافية، بل كانت حلما يراوده لسنوات. فقد كشف سيزاري كوتشارسكي وكيل الأعمال السابق للمهاجم البولندي عن رغبة ليفاندوفسكي في ارتداء قميص الميرينغي.

وقال كوتشارسكي “في وقت سابق رفض ليفاندوفسكي التجديد مع بايرن، لأنه كان يريد الانتقال إلى مدريد من أجل مجاورة كريستيانو رونالدو”. ورغم ذلك، لعب وكيل ليفاندوفسكي السابق دورا في عدم تحقيق موكله لحلمه، مؤكدا أنه نصحه بعدم الإقدام على هذه الخطوة، نظرا لعدم قدرته على أن يكون النجم الأول للفريق الملكي.

آخر خونة

 أحد أساطير برشلونة وهدافيه التاريخيين
أحد أساطير برشلونة وهدافيه التاريخيين

ويعد المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز أحد أساطير برشلونة وهدافيه التاريخيين، إذ لعب بقميصه لمدة 7 سنوات. لكن قبل انضمام سواريز للبارسا، صرح أثناء تواجده مع ليفربول بأنه يود “اللعب بجوار رونالدو، لأنه لاعب عظيم”، وذلك في الوقت الذي كان يلعب فيه البرتغالي مع الفريق الملكي.

وأضاف سواريز حينها “لا يمكنك أن تعرف ما سيحدث، فالأمر يبدو معقدا، لأنه هناك في مدريد وأنا في ليفربول”. وكان النادي الملكي على مقربة بالفعل من إبرام صفقة سواريز، قبل تعرضه لعقوبة إيقاف خلال مشاركته في كأس العالم 2014، لكن البارسا قرر ضمه وانتظار انتهاء عقوبته.

وفي عام 2017 تحدث المهاجم الهولندي ممفيس ديباي خلال تصريحات صحافية عن رغبته في ارتداء قميص الميرينغي، قائلا “أعتقد أنني سأنتقل إلى ريال مدريد.. هذا هدف جاد بالنسبة إلي”. وسبق لديباي الإعلان صراحة عن إعجابه الشديد بكريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد التاريخي، بقوله “إنه بطلي الدائم ولاعبي المفضل”. لكن المدرب الهولندي رونالد كومان ضم مواطنه لبرشلونة العام الماضي.

وظل المهاجم الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ يغازل ريال مدريد لسنوات طويلة، حتى أنه أعلن مرارا عبر وسائل الإعلام أن جده كان يتمنى له اللعب في إسبانيا. وقال أوباميانغ، قبل بضع سنوات “قبل عامين تُوفي جدي، لكني وعدته بأنني سألعب في ريال مدريد يوما ما، وسأبذل قصارى جهدي من أجل هذا الهدف”. وفي النهاية، انضم أوباميانغ إلى برشلونة مطلع العام الحالي، قادما من آرسنال، قبل أن يرحل بنهاية الموسم الماضي صوب تشيلسي.

نجمان يغيبان لأول مرة عن كلاسيكو الأرض، الأول بانتقاله إلى سان جرمان الفرنسي والثاني إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي

“لن أنسى أول مباراة لعبتها بقميص ريال مدريد في الفريق الأول، حين شاركت بديلا لجونزالو هيجواين مع بيليغريني ضد ستاندرد.. قدمي لم تكن تتحملني قبل المباراة، وكنت أرتجف رعبا”.. بتلك الكلمات وصف ماركوس ألونسو مشاركته الوحيدة رفقة النادي الملكي في 2010. ولم يكن ألونسو يتصور في ذلك الوقت أنه سيسير على خطى والده وسينضم إلى برشلونة، حيث أعلن النادي الكتالوني في سبتمبر الماضي ضمه حتى الثلاثين من يونيو 2023، بعدما فسخ عقده مع تشيلسي. ومنذ أن ولد ماركوس في عائلة من لاعبي كرة القدم، كان من السهل عليه أن يسير على خطى جده ووالده، لكنه انضم إلى قطاع الناشئين في ريال مدريد، وشارك في لقاء وحيد مع الفريق الأول.

ولعب ماركوس لمدة 6 مواسم في تشيلسي، بعدما نشط في صفوف بولتون وسندرلاند وفيورنتينا. كما تخلل تلك الرحلة الحكم عليه بالسجن 21 شهرا في فبراير 2016، لكن تم تخفيف العقوبة لاحقا، حيث طُلب منه تسديد غرامة قدرها 61 ألف يورو، وذلك على خلفية اصطدام سيارته بجدار في مايو 2011، مما أدى إلى وفاة امرأة (22 عاما) في مدريد.

وقد اقتفى ألونسو أثر والده، الذي سبق له اللعب للفريق الكتالوني، وقال عن ذلك “اللعب للفريق الذي نجح فيه والدي شيء خاص جدا، وهذا كان سببا آخر لتواجدي هنا”. ولعب جد ألونسو، إيماز، لريال مدريد لمدة 8 سنوات، بينما لعب والده بينا لعدة أندية إسبانية كبرى، بما في ذلك برشلونة وأتلتيكو مدريد. وقال ألونسو في تصريحات لموقع تشيلسي الرسمي عام 2019 “والدي كان مشجعا لأتلتيكو مدريد وبرشلونة، لأنه لعب للفريقين، وعائلة والدتي تشجع الروخي بلانكوس.. وحينما كنت بعمر 11 عاما تلقيت فرصة للانضمام إلى ريال مدريد، وقبلت".

وتابع “الأمور في ريال مدريد ليست معقدة مثل برشلونة، لأنّ الأهم هناك أن تكون لاعبا جيدا، وتتصرف بطريقة احترافية.. أما في البلوغرانا فطريقة اللعب والفلسفة أمر مهم للغاية.. ورغم ذلك لم يكن الأمر سهلا، لأني لعبت أحيانا مع فئات عمرية أكبر”. وأردف “لن أنسى أول مرة تدربت فيها مع الفريق الأول، كان ذلك في موسم (2008 – 2009)، وزاملت كريستيانو رونالدو وكاكا.. كان الأمر ممتعا لكنه مرهق، لأنني بعمر 16 عاما فقط كنت أرغب في تقديم 120 في المئة من إمكانياتي أمامهم".

ومنذ انضمامه إلى صفوف الفريق الكتالوني، شارك الظهير الأيسر الإسباني مع البارسا في 5 مواجهات (3 في دوري الأبطال و2 في الليغا)، بمجموع 328 دقيقة، لكنه لم يصنع أو يسجل أي هدف. وعبر التاريخ، لعب العديد من النجوم لبرشلونة وريال مدريد، وهو ما سبب الكثير من الضجة والغضب في معظم الأحيان، كما وصفت الجماهير بعضهم “بالخونة”.

 كان الإسباني جوسيب ساميتي أول لاعب يخون أحد قطبي إسبانيا، عندما انتقل إلى ريال مدريد في 1932، واستمر في تشكيلة الفريق لعامين فقط، بعدما لعب في صفوف البلوغرانا من 1919 حتى عام 1932. ويعد الأسطورة البرتغالي لويس فيغو الأشهر بين “الخونة”، بانتقاله من برشلونة إلى ريال مدريد في صيف عام 2000. أما الألماني بيرند شوستر فكان اللاعب الوحيد في التاريخ، الذي ينتقل من البارسا للميرينغي ثم إلى أتلتيكو مدريد.

تألق لافت

مهارة البطل والهداف التاريخي للبايرن وبرشلونة حاليا
مهارة البطل والهداف التاريخي للبايرن وبرشلونة حاليا 

كما تألق الإسباني لويس إنريكي في شبابه بقميص الملكي، قبل أن يفاجئ الجميع وينتقل للغريم الكتالوني في 1996، ليتألق مع برشلونة ويصبح من نجوم الفريق، قبل أن يعود مدربا ليقود البلوغرانا لثلاثية تاريخية في 2015.

وفي المقابل، يعد الظاهرة البرازيلي رونالدو من “الخونة” الذين يحترمهم جمهور الفريقين، ربما بسبب انتقاله لإنتر ميلان بين فترتيه مع الغريمين. ومن الأسماء الأخرى التي لعبت للفريقين: الدنماركي مايكل لاودروب والكاميروني صامويل إيتو والروماني جورجي هاجي والأرجنتيني خافيير سافيولا والإسباني جولين لوبيتيغي والكرواتي روبرت بروزنسكي والإسباني ألفونسو بيريز.

لا صوت يعلو في إسبانيا على صوت كلاسيكو الأرض، وحتى الآن خاض البرازيلي 11 مباراة رفقة برشلونة في جميع المسابقات، سجل خلالها هدفا وحيدا وصنع آخر. ويسعى رافينيا للتوهج في الكلاسيكو، والذي شهد عبر تاريخه العديد من نجوم السامبا، ويستعرضهم كووورة في السطور التالية.

قضى النجم البرازيلي 4 مواسم رفقة برشلونة بين (2013-2014) وحتى (2016-2017)، نجح خلالها في ترك بصمة في الكلاسيكو.

وخاض نيمار 7 مباريات في الدوري أمام ريال مدريد وقع خلالها على 3 أهداف وصنع 4 أهداف أخرى، وتمكن منذ الكلاسيكو الأول يوم السادس العشرين من أكتوبر عام 2013 من التسجيل والصناعة في فوز البرسا (2-1). وعرف نيمار طريق الانتصار مع البرسا 4 مرات وخسر مرتين وتعادل في لقاء وحيد، كما شارك في نهائي كأس ملك إسبانيا موسم (2013-2014) والذي خسره العملاق الكتالوني (2-1).

18