الفشل في أمم أوروبا يضع إنجلترا وإيطاليا تحت الضغط

موجة انتقادات لاذعة تلاحق ساوثغيت ومانشيني.
الخميس 2022/06/16
مصير مجهول

باتت إنجلترا قريبة من توديع المستوى الأول من مسابقة دوري أمم أوروبا، بعدما سقطت على أرضها أمام المنتخب المجري برباعية تاريخية، ضمن الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الثالثة. كما تعرّض المنتخب الإيطالي إلى أسوأ هزيمة له منذ مدة طويلة، أمام ألمانيا التي استطاعت فكّ العقدة الإيطالية، وهزمت الآتزوري لأول مرة في آخر 11 مباراة.

لندن - أقرّ مدرب منتخب إنجلترا غاريث ساوثغيت أنه يتحمل مسؤولية أقسى خسارة لبلاده على أرضها منذ 94 عاما، بعد سقوطها المذل برباعية نظيفة أمام المجر في دور المجموعات من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم. وكانت المرة الأولى تخسر فيها بطلة العالم 1966 بفارق أربعة أهداف على أرضها، منذ سقوطها 1 - 5 ضد أسكتلندا في 1928.

وتتذيّل إنجلترا المجموعة الثالثة التي تتصدرها المجر، بطريقة مفاجئة، خلف إيطاليا وألمانيا بعد أن فشلت في تحقيق أي فوز من أربع جولات، مكتفية بتعادلين وخسارتين كانتا أمام المنتخب ذاته.

وقال ساوثغيت (51 عاما) بعد المباراة "اخترنا أن نشارك بتشكيلة شابة من أجل إضفاء المزيد من الطاقة والحيوية، ولكن عندما بدأت المباراة تنقلب علينا، بدا أن ذلك خطأ".

وتابع "أنا المسؤول في النهاية. عند الاستراحة (1 - 0)، فكرت أنه بإمكاننا الفوز بالمباراة من خلال تبديل يعطي المزيد من الدفع هجوميا، لكن بتنا مكشوفين أكثر، وفي نهاية المباراة، كنا نهاجم بالعديد من اللاعبين وتركنا المساحات خلفنا".

وفي الجولة الأولى في بودابست، حققت المجر أول فوز (1 - 0) على إنجلترا منذ العام 1962، قبل أن تخرج من ملعب "مولينو" في ولفرهامبتون الثلاثاء بانتصار أول من أرض الأخيرة منذ فوزها الشهير 6 - 3 على ملعب ويمبلي في 1953.

وعلّق ساوثغيت على صافرات الاستهجان “أفهم ذلك، ولكن هذه المجموعة من اللاعبين كانت رائعة في تمثيل البلد ومن المهم أن يبقى الناس خلفهم لأنهم سيكونون أقوياء في المستقبل".

وبقيادة ساوثغيت، وصل منتخب "الأسود الثلاثة" إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا وبلغ في كأس أوروبا الصيف الماضي أول نهائي بطولة كبرى في 55 عاما قبل أن يخسر بركلات الترجيح ضد إيطاليا.

وقال القائد هاري كاين "ليس الوقت للهلع. كانت ليلة للنسيان ولكن علينا أن نتقبلها بشجاعة والمضي قدما". وتابع "نستعد لكأس عالم كبيرة وهذا الأمر الأهم".

وأنهت إيطاليا المتجدّدة النافذة الدولية مثلما بدأتها عندما مُنيت بخسارة مدوية أمام مضيفتها ألمانيا 2 - 5. وكانت إيطاليا، بطلة أوروبا، استهلت النافذة الدولية بخسارة مذلة أمام الأرجنتين، بطلة كوبا أميركا، 0 - 3 في المواجهة التي أطلق عليها الفيناليسيما على ملعب ويمبلي.

النافذة الدولية

تجوم يغادرون باكرا
تجوم يغادرون باكرا 

خاضت إيطاليا خمس مباريات في النافذة الدولية الحالية، فحققت فوزا واحدا كان صعبا على المجر 2 - 1، وتعادلت مرتين مع إنجلترا (0 - 0) وألمانيا (1 - 1)، وسقطت أمام الأرجنتين وألمانيا.

وعلّق المدرب روبرتو مانشيني على الخسارة المذلة أمام الألمان قائلا "من المؤسف أن ننهي نافذتنا الدولية بهذه الطريقة، لكنهم (الألمان) أقوياء، لقد علمنا ذلك. فسحنا لهم المجال بخلق العديد من الفرص في الشوط الأول. تركناهم يلعبون كثيرا".

وأضاف "قمنا أيضا ببعض الأشياء الجيدة على الرغم من النتيجة، لكن من الواضح أننا نأسف على إنهاء المباراة بهذه النتيجة. كانت هناك أخطاء، لم ندافع جيدا كفريق واحد. لم تسر الأمور في الاتجاه الصحيح وبعد ذلك، عندما تريد أن تستعيد التوازن، تتعرض لهجمات مرتدة".

إنجلترا تتذيل المجموعة الثالثة التي تتصدرها المجر، خلف إيطاليا وألمانيا بعد أن فشلت في تحقيق أي فوز من أربع جولات

وأجرى مانشيني تغييرات كثيرة على تشكيلة منتخب بلاده في مبارياته الأخيرة سعيا منه لإعادة بناء منتخب قوي بهدف استعادة مكانته القارية وخصوصا العالمية، فاستبعد ركائز عدة في مقدمتها تشيرو إيموبيلي، فيديريكو كييزا ودومينيكو بيراردي للإصابة، جورجينيو، ماركو فيراتي، فيديريكو برنارديسكي ولورنستو إنسينيي، واعتمد على لاعبين شباب أبرزهم الواعد جناح زيوريخ السويسري ويلفريد نيونتو الذي سجل الهدف الأول في شباك الألمان، قبل أن يضيف أليساندرو باستوني الثاني علما أنهما سجلا أول أهدافهما الدولية.

وتابع مانشيني "هذا لا يلغي ما فعلناه في المباريات السابقة. إنها رحلة، ستكون هناك أشياء جيدة وأقل جودة، وعلينا أن نخسر المباريات. لا تزال المنافسة مفتوحة في المجموعة، وهناك مباراتان متبقيتان في سبتمبر، سنرى. كان هناك شباب بدأوا للمرة الأولى، وسجل نونتو هدفه الدولي الأول، ولم نكن محظوظين في فرصة أو فرصتين".

وتحتل إيطاليا المركز الثالث في المجموعة برصيد خمس نقاط بفارق نقطتين خلف المجر المتصدرة ونقطة واحدة خلف ألمانيا الثانية، فيما تتواجد إنجلترا في المركز الأخير برصيد نقطتين.

قلة المهاجمين

متعة القيادة في حضور كاين 
متعة القيادة في حضور كاين 

لم يخفِ مانشيني "قلقه" بشأن نقص المهاجمين في بلاده، حيث شرع ناتسيونالي في إعادة بناء جديدة بعد إخفاقه في التأهل لكأس العالم 2022 وذلك للمرة الثانية تواليا بعد خيبة المونديال الروسي قبل أربعة أعوام.

وقال "هذا يقلقنا.. من أجل تحقيق الفوز في كرة القدم، يجب أن تسجل الأهداف. عليك أن تجد مهاجمين، للأسف، غير موجودين في إيطاليا". وأضاف مانشيني عشية مواجهة ألمانيا "المهاجمان الوحيدان اللذان لا يزالان يلعبان حتى الآن في المستوى العالي هما أندريا بيلوتي وتشيرو إيموبيلي. المهاجمون الإيطاليون الشباب الآخرون يكافحون للعب في دوري الدرجة الثانية، باستثناء جانلوكا سكاماكا (ساسوولو) ولكنه لم يلعب بعد مباراة دولية باستثناء دقائق قليلة معنا".

وتابع مانشيني الذي قاد منتخب بلاده للمباراة الـ50 أمام المانشافت منذ تعيينه في مايو 2018 "الأمل هو أن يتمكن من يلعبون في الدرجة الثانية سريعا من اللعب والتسجيل في دوري الدرجة الأولى".

إيطاليا تحتل المركز الثالث في المجموعة برصيد خمس نقاط بفارق نقطتين خلف المجر المتصدرة ونقطة واحدة خلف ألمانيا الثانية

وكان إيموبيلي (32 عاما) وبيلوتي (28 عاما) قلبي الهجوم الوحيدين اللذين اعتمدا عليهما مانشيني كثيرا منذ تعيينه، لكن مستقبلهما مع المنتخب أصبح موضع شك من وسائل الإعلام المحلية بعد الخسارة أمام مقدونيا الشمالية (0 - 1) في الملحق الأوروبي المؤهل إلى كأس العالم في مارس الماضي. وبدا سكاماكا (23 عاما) دائما كخليفة لهما في قلب الهجوم، لكن المهاجم الفارع الطول والقوي بدنيا لعب 5 مباريات دولية فقط (دون أن يسجل أي هدف، فيما هز الشباك تسع مرات في 15 مباراة مع المنتخب الأولمبي).

الخياران الآخران هما مويز كين (12 مباراة دولية، 4 أهداف) وجاكومو راسبادوري (10 مباريات دولية، 3 أهداف)، وكلاهما يبلغ 22 عاما. وحظي مانشيني بإشادة مدرب ألمانيا هانزي فليك بقوله "لقد فوجئنا جميعا بأن إيطاليا لم تتأهل لكأس العالم، لكنه (مانشيني) سيكون قادرا على إعادة المنتخب إلى طريق النجاح"، مضيفا "لا يسعني إلا أن أتمنى له حظا سعيدا، إنه مدرب أقدِّره".

19