الفرنسي كيليان مبابي يوجه بوصلته نحو برشلونة

باريس - كانت صحيفة "موندو ديبورتيفو" قد ذكرت أن "نادي برشلونة يرغب في استغلال حالة المهاجم الفرنسي كيليان مبابي الحالية، وأنه لا يمر بأفضل لحظاته بعد خسارته لقب كأس العالم أمام الأرجنتين، وتحديدا أمام زميله في باريس ليونيل ميسي، والتي يمكن أن تكون حاسمة في إستراتيجية البرسا، خاصة بعد الاتفاق مع والد ميسي على تجديد عقد البرغوث لموسم آخر".

وأضافت "قرار سان جرمان تجديد عقد ميسي على الرغم من قيام زميله إيميليانو مارتينيز حارس مرمى الأرجنتين، بالسخرية من المهاجم الفرنسي، جعل مبابي يستشيط غضبا، وما عزز ذلك هو الاهتمام الملحوظ بميسي في مونديال قطر على حسابه".

وأردفت "على الرغم من أن ريال مدريد كان الوجهة المفضلة للاعب، دخل نادي برشلونة على الخط، خاصة بعد تصريحات مسؤولي الميرنغي التي تفيد بأن توقيع مبابي غير محتمل، وتحديدا بعدما تراجع عن اتفاقه مع فلورنتينو بيريز في الموسم الماضي، وتجديد عقده مع باريس".

وأشارت إلى أن "مبابي نفسه قرر أنه من الأفضل التوقيع لبرشلونة، لاسيما بعد الهجوم المدريدي الكبير عليه على شبكات التواصل الاجتماعي". وأوضحت "كل شيء محسوب في مسيرة مبابي، حيث يعلم جيدا أن المستقبل بالكامل له في البرسا، خاصة بعد اعتزال أو رحيل روبرت ليفاندوفسكي البالغ من العمر 34 عاما”.

أفضل علاج

تشكل عودة كيليان مبابي والبرازيلي نيمار إلى خوض منافسات الدوري الفرنسي مع فريقهما باريس سان جرمان “أفضل علاج” للخيبة التي اختبرها كل منهما في مونديال قطر، وذلك وفق تقدير مدربهما كريستوف غالتييه.

وفي ظل وجود مبابي ونيمار من المستبعد أن يفتقد سان جرمان نجمه ميسي الذي اختير أفضل لاعب في مونديال قطر 2022 بعد تسجيله سبعة أهداف، بينها ثنائية في النهائي أمام فرنسا الذي تغلب فيه على زميله مبابي بركلات الترجيح بعد التعادل 3 – 3 في الوقتين الأصلي والإضافي. وأفاد غالتييه بأن ميسي سيعود إلى باريس في الأول من الشهر المقبل، ولن يكون موجودا على الأرجح مع فريق العاصمة الفرنسية حتى المرحلة الثامنة عشرة من الدوري عندما يستقبل أنجيه.

وبإمكان مبابي الذي بات ثاني لاعب يسجل ثلاثية في نهائي بطولة كأس العالم وأول لاعب يسجل أربعة أهداف في المباريات النهائية (سجل هدفا في نهائي 2018)، أن يكون جاهزا بعدما فاجأ الجميع بعودته الباكرة إلى تمارين الفريق بعد مرور ثلاثة أيام فقط على خسارة نهائي المونديال أمام زميله ميسي. ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى صديقه المغربي أشرف حكيمي الذي خرج هو ومنتخب بلاده من نصف النهائي على يد مبابي ورفاقه، إذ عاد بدوره مبكرا إلى التمارين.

وأفاد غالتييه بأنهم حرصوا على التطرق إلى كل حالة على حدة، و"بعد التحدث إليه أراد كيليان الانضمام إلينا بأسرع وقت ممكن. هذا لا يعني أنه ليست هناك حاجة، سواء تعلق الأمر بحكيمي أو بكيليان، إلى الحصول على الوقت الكافي من أجل التعافي. الأمر لا يتعلق بالناحية الجسدية بشكل خاص، بل بالناحية الذهنية”.

وعن خطر التعرض للإصابة بسبب هذه العودة المبكرة بعد المونديال الشاق، أجاب غالتييه “لا أعتقد ذلك. كانت هناك رغبة في العودة بسرعة. وطالما أننا نشعر بأنهما يتمتعان بصحة جيدة جسديا وذهنيا، فلن يكون لدينا أي سبب لحرمان أنفسنا من جودة لاعبينا اللذين يعتبران مهميْن للفريق”.

وإذا كان مبابي، الراغب في نسيان فشله في إحراز اللقب العالمي الثاني تواليا، مرشحا ليلعب أساسيا الأربعاء، فإن نيمار مرشح للبدء من مقاعد البدلاء بعد الإصابة التي تعرض لها في الكاحل خلال الجولة الأولى من دور المجموعات لمونديال قطر والتي حرمته من خوض المباراتين التاليتين، قبل أن يعود للمشاركة في ثمن النهائي ثم ربع النهائي الذي خسره هو ورفاقه أمام كرواتيا بركلات الترجيح.

خيبة الأمل

وكشف غالتييه أنه “عندما عاد، عمل في الداخل (في الصالة الرياضية) ثم سرعان ما انتقل للعمل في الخارج (التمارين الجماعية) دون قيود. جسديا، كاحله على ما يرام. وذهنيا، يرغب في اللعب بشدة”. بالنسبة إلى مبابي أو نيمار اللذين كانا يطمحان إلى الفوز باللقب العالمي في قطر، فإن خيبة الأمل شديدة، وبالتالي يمكن للدوري الفرنسي أن يشكل لهما متنفسا ينسيهما ما حصل. وهذا ما أشار إليه غالتييه بالقول إنه "لا يوجد علاج أفضل من العودة إلى ناديك. فهناك جو جيد للغاية. أفضل علاج هو العودة بسرعة إلى العمل مع الزملاء".

ورغم أن ستراسبورغ قابع في المركز التاسع عشر قبل الأخير بـ11 نقطة فقط، توقع غالتييه مباراة "صعبة لأنه فريق سيلعب من أجل البقاء خلال النصف الثاني من الموسم". وتابع "إذا اعتمدنا فقط على الترتيب، فسنكون مخطئين تماما. نبدأ من نقطة الصفر. كان هناك توقف لمدة ستة أسابيع (بسبب المونديال)".

هذا الانقطاع يغرق الأندية في المجهول، لكن بالنسبة إلى سان جرمان فقد يبرز سؤال آخر بعد كأس العالم: هل ستؤدي احتفالات زملاء ميسي، لاسيما الحارس إميليانو مارتينيز الذي سخر من مبابي، إلى تعكير صفو العلاقة بين الأخير والنجم الأرجنتيني؟ بخصوص غالتييه "لم يقم ليو (ميسي) بهذه الأمور. يجب أن نتركه خارج كل ذلك. لا يوجد سبب لخلط كل شيء. تمتع كيليان بسلوك جيد للغاية. أصيب بخيبة أمل كبيرة لكنه عرف كيف يذهب مع الكثير من الرقي لتهنئة ليو، وهذا أمر جيد جدا للفريق".