الغموض يكتنف مصير صفقة مبابي في سوق الانتقالات

تخشى إدارة نادي باريس سان جرمان رحيل نجمها كيليان مبابي مجانا نهاية الموسم المقبل، لذا ستحاول بيعه هذا الصيف إذا أصر على موقفه من أجل تحقيق استفادة مالية. ويعتبر ريال مدريد أبرز المرشحين للتعاقد مع مبابي، لكن فريق الملكي يتمهل في قراره للحصول على خدمات هداف مونديال قطر بأقل سعر ممكن، مستغلا ضغط اللاعب على إدارة ناديه.
باريس – تبقى صفقة النجم الفرنسي كيليان مبابي، مهاجم باريس سان جرمان، حديث وسائل الإعلام العالمية، في فترة الانتقالات الصيفية الجارية. لا يزال الغموض يكتنف مصير مبابي بعد إعلانه عدم تجديد عقده مع بي.أس.جي عقب نهايته في صيف 2024. وزادت المناوشات الإعلامية بين مبابي وإدارة ناديه في الأيام الماضية، ما دفع ناصر الخليفي رئيس سان جرمان إلى وضع خيارين فقط أمام قائد فرنسا: إما تجديد عقده أو الرحيل في الصيف الحالي.
وتشير بعض التقارير الصحفية إلى أن باريس سان جرمان لن يفرط في مبابي بأقل من 200 مليون يورو، رغم انتهاء عقده بعد موسم واحد فقط. بعض الجماهير بدأت تشعر بالملل بسبب مسلسل صفقة مبابي الذي يتكرر للموسم الثاني على التوالي. ففي الصيف الماضي، كان ريال مدريد قريبا من ضم كيليان، قبل أن يقرر الأخير تجديد عقده مع باريس سان جرمان.. فماذا سيحدث هذا الصيف؟
توتر الأجواء
واصل مبابي تحديه لإدارة ناديه في ظل توتر الأجواء بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة. أكدت صحيفة “لو باريزيان” في تقرير لها أن مبابي لم يغير موقفه، وهو البقاء مع الفريق دون تمديد تعاقده الذي ينتهي في صيف 2024.
وأضافت أن موقف كيليان يستفز ويغضب رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي، وكذلك ملاك النادي في قطر. وأشارت إلى أن هذا الموقف المعقد يربك حسابات باريس مع استئناف الفريق لتدريباته، استعدادا للموسم الجديد. وأوضحت أن مبابي (24 عاما) سينتظم في تدريبات الفريق الباريسي مع باقي اللاعبين الدوليين بعد أسبوع. وذكرت أن منع النجم الفرنسي من السفر مع الفريق الباريسي بجولته الآسيوية في اليابان، سيعني فصلا جديدا ونهائيا في الصراع الدائر بين الطرفين. وختمت “لو باريزيان” تقريرها “لا توجد مؤشرات في الوقت الحالي على منع مبابي من السفر إلى اليابان، ولكن الأيام المقبلة ستكشف المستجدات”.
وكان الخليفي أمهل كيليان مبابي مهلة تنتهي في غضون أسبوعين لحسم قراره، إما بالتجديد أو الرحيل هذا الصيف. يشار إلى أن ريال مدريد يعتبر من أبرز الأندية المهتمة بضم مبابي، علما بأنه حاول التعاقد معه في الصيف الماضي، قبل أن يجدد اللاعب عقده مع باريس سان جرمان. وفي سياق آخر أشاد كيليان مبابي، نجم باريس سان جرمان، بالمنتخبات الأفريقية، وعدد من نجوم القارة السمراء. وقال مبابي “المنتخبات الأفريقية تعيش طفرة كبيرة وغير مسبوقة في الفترة الأخيرة، لقد تألق منتخب المغرب في كأس العالم الأخيرة، وخسرنا أمام تونس في الدور الأول”.
وأضاف كيليان “المغرب هزم منتخبات عريقة، وقدم مونديالا رائعا، لحسن الحظ أننا فزنا عليهم في الدور قبل النهائي، ويجب ألا تتخلى منتخبات أفريقيا عن أحلامها”.
وواصل الهداف التاريخي لفريق باريس سان جرمان “إذا لم أفز بكأس العالم، أتمنى أن يفوز به منتخب أفريقي، مثل المغرب”. واستطرد “المنتخبات الأفريقية مستواها يتطور كل عام، فهي تضم مجموعة لاعبين من طراز رفيع مثل صلاح وماني وأشرف حكيمي، الذين يلعبون في أكبر أندية العالم”. وزاد “أشرف حكيمي، زميلي في باريس سان جرمان، ولكنه صديقي قبل كل شيء، وأتمنى له الأفضل في مسيرته”. وأتم كيليان مبابي تصريحاته “لن أختار بين دروجبا أو إيتو، لأنهما حققا الكثير، وفازا بكل شيء على مستوى الأندية، إنهما رمزان كبيران، ولا أريد إثارة الجدل، أو التقليل من شأن أحدهما على حساب الآخر”.
التقلبات الفنية والإدارية
عاش فريق باريس سان جرمان العديد من التقلبات الفنية والإدارية على مدار الموسمين الماضيين. وتعاقب على تدريب الفريق ماوريسيو بوكيتينو، الذي رحل بعد موسم ونصف، وتلاه كريستوف جالتيه، الذي كان أقصر عمرا، وتمت إقالته بعد موسم واحد. اتجهت الإدارة الباريسية للتعاقد مع الإسباني لويس إنريكي، الذي وقع عقدا ينتهي في صيف 2025.
وتزامن وصول إنريكي مع إبرام بي.أس.جي 6 صفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، استعدادا للموسم الجديد 2023 – 2024. ارتكزت التدعيمات الباريسية هذا الصيف على تعزيز وترميم خطي الدفاع والمحاور الهجومية، بخلاف صفقة وحيدة في خط الوسط. لكن انتشرت مؤخرا تقارير تزعم أن إنريكي يريد التعاقد مع حارس مرمى جديد، ينافس الإيطالي جيانلويجي دوناروما. يعاني دوناروما من ضعف المنافسة داخل جدران حديقة الأمراء، حيث كان الحارس الأساسي طوال الموسم الماضي، وشارك أساسيا في 48 مباراة من أصل 50 خاضها الفريق.
ضغط دوناروما على الإدارة الباريسية كثيرا، بعدما رفض سياسة المداورة التي طبقها بوكيتينو في الموسم قبل الماضي، حيث تبادل المشاركة مع زميله كيلور نافاس، الذي رحل معارا في يناير الماضي إلى نوتنغهام فورست، لرفضه الجلوس احتياطيا. ولم يتبق في صفوف الفريق الباريسي سوى الحارس الثالث ألكسندر لوتيلييه، بينما أصيب الحارس الثاني سيرجيو ريكو، في حادث أليم يوم الثامن والعشرين من مايو الماضي، أدى إلى دخوله في غيبوبة لما يقرب من 3 أسابيع.
منع مبابي من السفر مع الفريق بجولته الآسيوية في اليابان، سيعني فصلا جديدا ونهائيا في الصراع الدائر بين الطرفين
ميزة فنية
استندت التقارير الصحفية أيضا إلى افتقاد جيانلويجي دوناروما لميزة اللعب بقدميه، والتي تميز فلسفة المدرب الإسباني لويس إنريكي. ما يبرهن على افتقاد دوناروما هذه الميزة الفنية، لقطة فارقة في مسيرة بي.أس.جي بالموسمين الماضيين، أدت إلى حالة التخبط الإداري والفني التي يعيشها. ارتكب دوناروما خطأ كارثيا بتعثره في الكرة أمام كريم بنزيمة، نجم ريال مدريد، الذي استغل الموقف، وسجل هدف التعادل، ليقلب سيناريو اللقاء رأسا على عقب، وينتهي الحال بفوز الملكي 3 – 1 بعد عودة مثيرة في سانتياغو برنابيو، ليدخل النادي الباريسي في دوامة، لم يخرج منها بعد.
وضاعفت هذا الخطأ الضغوط على الحارس الإيطالي، الذي انضم في صيف 2021 مجانا قادما من ميلان الإيطالي، ولم ينجح في الخروج من دائرة الشكوك على مدار موسمين.
ويعرف لويس إنريكي دائما بالجرأة في إدارة ملف حارس المرمى، حيث جعل الألماني مارك أندريه تير شتيجن الحارس الأساسي لبرشلونة بعد موسم واحد فقط من انضمامه. وعند قيادته لمنتخب إسبانيا، وضع إنريكي ثقته في أوناي سيمون، حارس مرمى أتلتيك بيلباو على حساب اسم بارز بقيمة ديفيد دي خيا، وهو ما يضع دوناروما تحت التهديد مستقبلا.