العنصرية تطال السباحة في الولايات المتحدة وبريطانيا

غياب الأقليات عن البحر والمسابح تمييز لوني حينا وذاتي أحيانا.
السبت 2021/07/17
تعلم كيف تكون آمنا في الماء

حين نتابع الفعاليات الرياضية نشاهد السود الأميركيين والبريطانيين على بوديومات الألعاب الفردية ومختلف الرياضات الجماعية، لكن لا نراهم في المسابح، فتاريخ التجمعات السكنية في كل من هذين البلدين يؤكّد أن لا مسابح ولا ثقافة سباحة في أحياء الأقليات العرقية.

لندن - عندما تعرض بيغ أشانتي لإصابة عند الجري في سن السابعة والعشرين، قال الأطباء، إن السباحة ستساعد على شفائه. وهو أمر لم يتعلّمه لا هو ولا أي شخص آخر من عائلته البريطانية ذات الأصول الغانية.

لكنه أصبح مولعا بالسباحة بعد بضعة دروس، قال أشانتي البالغ من العمر 36 سنة “لقد وقعت في حبّها، وأصبحت مدمنا عليها. كانت شاقة جدا في البداية، لكنها أصبحت مثيرة حقا. هناك مساحة جديدة وعالم جديد كنت متحمّسا لاستكشافه”.

وبعد أشهر قليلة، شارك الرياضي في أول سباق ثلاثي له، قبل أن يشارك في تأسيس “سويم دام كرو”، وهو ناد للسباحة داخل المدينة ومدرسة سباحة في لندن تساعد الآخرين على ممارسة هذه الرياضة.

وقال “إذا لم يتمكن الناس من رؤية أشخاص مثلهم في تلك الأماكن، فلن يرغبوا في القيام بذلك، ولن يظنّوا أنه من أجلهم”. وفي بريطانيا، يسبح بانتظام أقل من 10 في المئة من البالغين السود والآسيويين وفقا لسبورت إنغلاند، هيئة السباحة الوطنية.

ولكن بريطانيا ليست حالة منعزلة. فوفقا لمؤسسة السباحة الأميركية، فإن قدرة 64 في المئة من الأطفال الأميركيين من أصل أفريقي على السباحة ضعيفة أو معدومة، مقارنة بـ40 في المئة من أقرانهم البيض.

قال مايك هوكس شريك التضمين والسلامة في سويم إنغلاند “إن قواعد السلامة في بعض المجتمعات ليست: تعلّمْ كيف تكون آمنا في الماء: بل، لا تقتربْ من الماء”.

Thumbnail

وتابع “السباحة مهارة حياتية أساسية. ولا نريد حرمان مجتمعات معينة من الوصول إليها نتيجة للمفاهيم الخاطئة والتفاوتات المنهجية”.

وأشارت سيرين جونز، التي شاركت في تأسيس جمعية بلاك سويمينغ للسباحين السود، إلى أن القيود المالية ونقص حمامات السباحة القريبة وإكسسوارات الشعر المناسبة أو ملابس السباحة المحتشمة يمكن أن تمنع بعض السود والآسيويين والأقليات العرقية البريطانية من السباحة.

وتابعت جونز، وهي سباحة سابقة من النخبة، أطلقت الجمعية العام الماضي لزيادة التنوع في الرياضات المائية، “إن فكرة تبلل الشعر قد تؤدي أيضا إلى إبعاد البعض لأنه جزء لا يتجزأ من هوية السود”.ولفتت إلى أن عدم معرفة

أي شخص بالسباحة أو قلّة الاطلاع على الرياضات المائية أو أسلوب الحياة الساحلي يقلل من اهتمام الناس بالتعلم أيضا.

قدرة 64 في المئة من الأطفال الأميركيين من أصل أفريقي على السباحة ضعيفة مقارنة بـ40 في المئة من أقرانهم البيض

قالت جونز “لقد عرفت دائما أن النساء السود رياضيات وناجحات. نراهنّ يهيمنّ على الرياضات غير المائية لكنني دائما أتساءل لماذا لا يحدث هذا في الرياضات المائية”.

لطالما كانت السباحة، خاصة على مستوى النخبة وفي الدول التي حصلت على معظم الميداليات في الألعاب الأولمبية، نشاطا يغلب عليه البيض.

وعلى الرغم من أن أليس ديرينغ، المؤسسة المشاركة لبلاك سويمينغ، ستصبح أول سباحة أولمبية سوداء في بريطانيا، فقد وجهت انتقادات للاتحاد الدولي للسباحة (الفينا) بسبب رفضه قبعات السباحة المخصصة للسباحين السود في الأولمبياد، بحجة أنها لا تتناسب مع "الشكل الطبيعي للرأس”. وقالت الفينا إنها ستراجع قرارها.

وأدت القيود المفروضة لعدّة أشهر بسبب فايروس كورونا واحتجاجات العام الماضي بشأن “حياة السود مهمة” إلى تجديد التركيز على الظلم العنصري، وإلى محدودية الوصول إلى الأماكن العامة وإلى عدم المساواة الصحية.

Thumbnail

وقالت ليندا هوانغ، مديرة الابتكار والاستراتيجية في تراست فور بابليك لاندز، وهي منظمة غير ربحية تدافع عن الأماكن العامة، “إن موجات الحر هذا الصيف أثارت مخاوف بشأن إمكانية الوصول إلى المسابح الحضرية”.

وأكّدت أن هناك القليل من البيانات حول مدى عدالة وجود المسابح في الولايات المتحدة، لكنها تقدر أنها ستعكس الوصول إلى المنتزهات، حيث تمتلك الأحياء الملونة مساحة خضراء أقل بنسبة 44 في المئة للفرد من الأحياء البيضاء.

وعلى الرغم من تسليط الضوء على أهمية الطبيعة خلال جائحة كورونا، إلا أن الأماكن المعروفة بتحسين الصحة النفسية لا يمكن للجميع الوصول إليها بسهولة، وفقا لتقرير صادر عن مؤسسة رامبلرز الخيرية البريطانية.وزار حوالي 19 في المئة من الأطفال البيض الساحل مقارنة بـ5 في المئة فقط من الأطفال من أصول أقلية سوداء أو آسيوية أو عرقية، وفقا لأرقام 2018-2019 من مجموعة ناتشورالإنغلاند.

وأكّدت جونز من بلاك سويمينغ أن امتلاك مهارات السباحة الأساسية كان بمثابة بوابة للأنشطة الترفيهية على الساحل مثل الإبحار وركوب الأمواج، أي الهوايات التي يكون تمثيل الأقليات فيها تقليديا أقل من اللازم. وتابعت “إذا كنت تستطيع السباحة والشعور بالراحة في الماء، فإنك تفتح لنفسك كل هذه الفرص الرائعة”.

ومع ذلك لا يزال الوصول إلى الشواطئ في الولايات المتحدة، محددا إلى حدّ كبير من خلال إرث الفصل العنصري، كما بيّن بيت ستوفر مدير البيئة في مؤسسة سورفرايدر، التي تدعو إلى وصول الجمهور إلى الشواطئ.

Thumbnail

بالإضافة إلى القوانين العنصرية التي تهدف إلى إرشاد من يعيش في المكان، كانت العديد من المسابح والشواطئ محظورة بالنسبة لبعض الأقليات على مدى عقود.

وأفاد مو ماجالي، الذي يدير برنامج روكواي يوث التابع لمؤسسة سورفرايدر، بأنه حتى لو كان الناس يعيشون على الساحل، مثل المجتمع القريب من شاطئ روكواي في مدينة نيويورك، فإن هذا لا يعني أن السكان المحليين يشعرون بالثقة في استخدام هذه المساحة.

وأضاف ماجالي، الذي يساعد برنامجه الأطفال المحليين ذوي الدخل المنخفض تعلم السباحة وركوب الأمواج، “ترى أطفالا أمامهم الشاطئ، لكنهم لا يعرفون كيفية الوصول إليه. لا لأنهم لا يريدون ذلك بل لنقص في الخبرة”.

وفي المناطق الساحلية عبر إنجلترا وويلز، ينتمي حوالي 5 في المئة من السكان إلى أقلية عرقية، وفقا للتعداد الوطني لعام 2011، بينما البقية من البيض. بالنسبة لأشانتي القاطن في جنوب لندن، من المهم أن تظهر الأقليات العرقية في أماكن السباحة والمناطق الساحلية.

17