العقل المدبر لاعتداءات 11 سبتمبر ما زال يترقب حكمه

خيّم ظل خالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر على مراسم إحياء الولايات المتحدة السبت لذكرى هذه الهجمات التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك ومبنى البنتاغون بالعاصمة واشنطن والتي قضى فيها حوالي ثلاثة آلاف أميركي، فيما لا يزال الرجل ينتظر صدور حكمه القضائي.
قاعدة غوانتانامو البحرية (كوبا) – أحيت الولايات المتحدة السبت ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي قُتل فيها حوالي ثلاثة آلاف شخص.
وخيم على المراسم ظل خالد شيخ محمد العقل المدبر للاعتداءات الذي لم يُحاكم ولم يصدر حكم بحقه بعد مرور عشرين عاما على الهجمات.
وتباهى خالد شيخ محمد أمام المحققين بأنه تصوّر ودبّر الاعتداءات الأكثر دموية في التاريخ، فيما يقبع منذ 15 عاما في زنزانة في معتقل غوانتانامو الخاضع لأشدّ التدابير الأمنية.
وينتظر المتهم في هذه القاعدة البحرية الأميركية في كوبا لمعرفة ما إذا كانت المحكمة العسكرية التي يفترض أن يمثل أمامها تقبل باعترافاته، أو أن التعذيب الذي خضع له على أيدي عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية “سي.آي.أي” أثناء سجنه يجعل هذه الاعترافات غير مقبولة من القضاء.
ويبقى شيخ محمد أبغض شخص على ارتباط باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر بالنسبة إلى الأميركيين بعد أسامة بن لادن.
وهو “قاتل” تميّز عن سائر أعضاء تنظيم القاعدة بمشاريعه “المجنونة”، وفق ما أوضح العميل السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي “إف.بي.آي” علي صوفان.
مبادر إرهابي

خالد شيخ محمد تباهى أمام المحققين بأنه دبّر الاعتداءات الأكثر دموية في التاريخ، فيما يقبع منذ 15 عاما في معتقل غوانتانامو الخاضع لأشدّ التدابير الأمنية
الرجل البالغ من العمر 56 عاما معروف لدى العامة من خلال الصورة التي التقطت له ليلة القبض عليه عام 2003، ويظهر فيها مشعّث الشعر ويرتدي قميصا داخليا أبيض.
وبدا هذا الأسبوع هزيلا حين مثل بلحية طويلة يطغى عليها الشيب وعمامة زرقاء أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو للمرة الأولى منذ 18 شهرا.
ويعتقد أن شيخ محمد، الباكستاني الذي نشأ في الكويت، هو الذي طرح فكرة شن هجمات صدما بطائرات على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 1996.
وكان شيخ محمد، خريج جامعة أميركية، يعمل لحساب الحكومة في قطر في مطلع التسعينات حين بدأ يخطط للهجمات بمساعدة ابن شقيقته رمزي يوسف الذي فجر قنبلة في مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993.
ولم يلتحق في البداية بتنظيم القاعدة، بل وصفه التقرير الرسمي حول اعتداءات الحادي عشر من بأنه “مبادر إرهابي” كان يمتلك الدوافع والأفكار للتخطيط لاعتداءات لكنه يفتقر إلى التمويل والتنظيم الضروريين لتنفيذها.
وأورد التقرير أن “خالد شيخ محمد ذو المستوى التعليمي العالي والذي يمكن أن يشعر بالارتياح في مكتب موظف حكومي كما في مخبأ للإرهابيين، استخدم مخيّلته وكفاءاته الفنية ومهارته في إقامة علاقات، ليبتكر ويدبّر مجموعة هائلة من المخططات الإرهابية”.
تعذيب
اعتقل خالد شيخ محمد في مارس 2003 في روالبندي في باكستان ونقلته “سي.آي.أي” إلى سجون سرية في بولندا حيث تم استجوابه، فخضع لعمليات إيهام بالغرق 183 مرة خلال أربعة أسابيع.
وهو المعتقل الذي ركزت عليه وكالة الاستخبارات المركزية أكبر قدر من الاهتمام، فخضع بالتالي لأكبر قدر من التعذيب، ما بين الضرب والدفع نحو الجدار والحرمان من النوم والتغذية الشرجية واتخاذ وضعيات مؤلمة وغيرها.
غير أن تقرير مجلس الشيوخ الأميركي أفاد أن كمية كبيرة من المعلومات التي تم جمعها تحت التعذيب كانت خاطئة.
لكن بعد نقله إلى غوانتانامو في سبتمبر 2006، أعلن شيخ محمد مفاخرا أمام المحكمة العسكرية “كنت مسؤولا عن عملية الحادي عشر من سبتمبر من الألف إلى الياء”.
كما أنه يقف خلف ثلاثين عملية أخرى من بينها اعتداءات على ارتباط بتنظيم القاعدة في بالي وكينيا وقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل.
ويصفه محاميه ديفيد نيفين بأنه رجل بارع لديه استراتيجيات جيدة للدفاع عن نفسه في المحكمة.
عودة طالبان

وخاض محاموه عام 2017 مفاوضات سعيا لإبرام اتفاق لإقرار موكلهم بذنبه لقاء عقوبة بالسجن مدى الحياة، على ما علم لدى المحكمة بعد عام، غير أن هذا الاتفاق لم يتحقق.
بدا شيخ محمد هذا الأسبوع في المحكمة واثقا من نفسه وهادئا، فتبادل أطراف الحديث مع محاميه وحيا صحافيين في الرواق المحمي بزجاج في مؤخرة القاعة.
ويقول محاموه إنه على علم على الأرجح باستعادة طالبان السيطرة على أفغانستان، وهو ما اعتبره تنظيم القاعدة انتصارا كبيرا.
وكانت طالبان قد سيطرت على العاصمة الأفغانية كابول بعد انهيار القوات الأفغانية الحكومية المنهكة في منتصف أغسطس وذلك بعد انسحاب أميركي فوضوي من البلاد.
وتمكنت الحركة الإسلامية المتشددة منذ أيام من بسط سيطرتها على آخر ولاية تحصنت بها قوات مناوئة لها وهي وادي بانشير حيث تقهقرت قوات المقاومة الأفغانية بقيادة أحمد مسعود.