العراق يعلّق آماله على رفع الأثقال والتجديف في آسياد هانغجو

بغداد - يشرح سمير الموسوي رئيس البعثة العراقية المشاركة في آسياد هانغجو الصينية أن “الذهاب إلى دورة الألعاب الآسيوية ليس من أجل المشاركة فقط. حاولنا أن يذهب أفضل الرياضيين في الفعاليات التي سنشارك فيها، لاسيما في منافسات رفع الأثقال وكذلك التجديف. نعوّل على الفعاليتين”. وعن غياب الألعاب الجماعية على غرار كرة السلة والطائرة واليد، أوضح الموسوي “اعتذرت الاتحادات الرياضية لهذه الألعاب عن عدم المشاركة. ستكون المنافسات شديدة. على سبيل المثال، خرج منتخب كرة اليد بنتائج غير مشجّعة في دورة الألعاب العربية، فضلا عن المصارعة الغائبة هذه المرة”. كما يشكّل غياب كرة القدم علامة فارقة في المشاركة العراقية التي ستشمل رفع الأثقال، القوس والسهم، الجودو، التجديف، ألعاب القوى، الملاكمة، الكاراتيه، التايكواندو، الكانوي، المبارزة، الجوجيتسو والخماسي الحديث.
ويُعدّ العراق أوّل بلد عربي يحرز ذهبية كرة القدم في الألعاب الآسيوية وذلك في دورة نيودلهي 1982 بقيادة المدرب الراحل الشهير عمّو بابا، على حساب الكويت.
ولفت رئيس البعثة العراقية إلى أن “اللجنة الأولمبية كانت منفتحة على كل الاتحادات الرياضية المشاركة، في ما يتعلق بمعسكرات خارجية لرياضييها. اختارت أماكن إقامتها وفق رؤيتها”. وتقتصر المشاركة في ألعاب القوى على فعاليتي رمي القرص وسباق التتابع أربع مرات 400 م، بعدما كانت الميداليات حاضرة بقوّة سابقا وآخرها فضية مصطفى كاظم داغر في رمي القرص بجاكرتا 2018.
غياب كرة القدم يشكّل علامة فارقة في المشاركة العراقية التي ستشمل رفع الأثقال والقوس والسهم والجودو والتجديف
ويشير العداء العراقي عدنان طعيس صاحب ذهبية 800 م في إينتشيون الكورية الجنوبية عام 2014 إلى أن “ألعاب القوى كرياضات فردية تراجعت لغياب المنشآت التدريبية. يتطلّب الإعداد عادة خمسة أشهر تسبق موعد انطلاق الألعاب، لكن في العراق نعاني من ارتفاع درجات الحرارة في هذه الفترة، فيما يتطلب برنامج الإعداد مراكز تدريب ملائمة ومنشآت رياضية حديثة”.
ويضيف عضو اللجنة الأولمبية “تعاني ألعاب القوى من قلّة المعسكرات الخارجية والافتقار إلى الكوادر التدريبية المتطوّرة. لم نفعل شيئا منذ خمس سنوات وهذا يجعلنا نصطدم بقوّة المنافسين، لكننا نطمح إلى الحصول على نتائج مشجّعة”. وحصد العراق في مجمل مشاركاته الآسيوية منذ نسخة طهران 1974 سبع ميداليات ذهبية و17 فضية و23 برونزية. توّج خلال مشاركته الأخيرة في جاكرتا 2018 بميدالية ذهبية وأخرى فضية في رفع الأثقال للرباعين صفاء راشد وسلوان جاسم تواليا، وفضية في رمي القرص.
وتتجه الأنظار مثل كلّ مرة إلى رفع الأثقال، ويقول نائب رئيس الاتحاد العراقي لرفع الأثقال صالح محمد كاظم “سيشارك رباعان في آسياد هانغجو هما قاسم عبدالحسين (96 كلغ) وسلوان جاسم (109 كلغ)، وهما يمتلكان فرصة سانحة جدا لتحقيق نتائج جيدة والظفر بميداليات”.
رهان حقيقي

تتزيّن البعثة الكويتية إلى آسياد 2023 بحضور نسائي كبير، من بينهنّ الملاكمة نورا المطيري التي تُعدّ نموذجا في كسر القيود والتقاليد في حلبات يسيطر عليها الرجال وتعتبرها هي “رياضة المفاجآت”.
تقول المطيري (35 عاما) لوكالة فرانس برس إن الجميل في الملاكمة أنها رياضة “لا يمكن توقع نتائجها. لدي القدرة الفنية والتقنية. أتمنى فقط أن تخدمني القرعة لأتمكن من بلوغ أدوار متقدمة”.
قد يكون التصريح عاديا لو صدر عن ملاكم يستعد لخوض غمار بطولة دولية، غير أن الأمر يختلف تماما على لسان المطيري التي تواصل استعداداتها بحماسة للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة المقررة في مدينة هانغجو الصينية بين 23 سبتمبر الحالي و8 أكتوبر المقبل.
وتُردف الملاكمة قائلة “بدأت الاستعداد للآسياد منذ مطلع العام في البرتغال وفرنسا وهولندا. خضت بطولات عدة. وحاليا دخل منتخب الملاكمة معسكرا في مصر. الآمال كبيرة ولدي ثقة في قدرتي على تحقيق مركز متقدم ولمَ لا انتزاع ميدالية”.
لم يكن مشوار المطيري، التي تترأس اللجنة النسائية في الاتحاد المحلي للملاكمة، مفروشا بالورود. فبعد الانتهاء من الدراسات الجامعية والنجاح في أحد المشاريع الخاصة، دخلت معترك الملاكمة إثر مرور عابر بعدد من الفنون القتالية. لم يثنها قطع في الرباط الصليبي في بداية المشوار عن التمسّك بالأمل. غابت عن ممارسة الرياضة سنة كاملة، وخضعت لجراحة ثانية في ألمانيا للسبب نفسه كي تتمكن من العودة إلى حيث تنتمي. استدُعيت إلى منتخب الملاكمة في 2020، وهي لم تضيّع الوقت، وتقول ابنة لاعب منتخب الكويت سابقا وفريق النصر لكرة السلة قشيعان المطيري الذي فقدته أثناء غزو القوات العراقية “كانت نقطة التحول في دبي، وتحديدا في بطولة آسيا للنخبة 2021 عندما انتزعت الميدالية البرونزية وسط ذهول كل من حولي والمتابعين. كانت أول ميدالية دولية وهي عزيزة جدا على قلبي”.
وتضيف “في 2022 رسّخت نفسي أكثر فأكثر بعدما انتزعت الميدالية الذهبية في بطولة المملكة العربية السعودية الأولى للسيدات. حققت بالتأكيد ألقابا محلية، لكن تركيزي كان على الخارج حيث خضت استحقاقات كثيرة، فاكتسبت الخبرة وانتزعت ألقابا عدة ضمن بطولات دولية، بينها الميدالية الفضية في مدينة براغا البرتغالية وأخرى في مدينة كريتاي الفرنسية. أعتز كثيرا بحصولي على المركز الثاني في بطولة باريس 2023”.
وتؤكد المطيري أن طموحها في الملاكمة ينحصر في تمثيل الكويت على أعلى مستوى وتحقيق أكبر البطولات وتشكيل منتخب نسائي قوي، كاشفة أن للملاكمة عاشقات كويتيات كثيرات ينتظرن الفرصة لإثبات أنفسهنّ.