العراق يستهل مشواره في كأس آسيا بلقاء الفيتنام

السعودية تبحث عن فك نحس المباريات الافتتاحية من بوابة كوريا الشمالية في كأس آسيا.
الثلاثاء 2019/01/08
الألوان تختلف والهدف واحد

يستعد المنتخب العراقي للمشاركة في كأس آسيا 2019 بإشراف مدربه الجديد السلوفيني سريتشكو كاتانيت، الساعي لاستعادة تجربة جورفان فييرا الذي أحرز مع المنتخب لقبه القاري الوحيد. في ما يأمل المنتخب السعودي في فك عقدته مع مبارياته الافتتاحية ضمن كأس آسيا في الألفية الثالثة، عندما يواجه كوريا الشمالية على ملعب راشد في دبي، ضمن المجموعة الخامسة من البطولة القارية التي تستضيفها الإمارات.

 أبو ظبي – لم يكن المنتخب العراقي لكرة القدم يتمنى تدرجا أفضل من هذا التدرج التصاعدي في مستوى المباريات التي يخوضها بالمجموعة الرابعة في الدور الأول لبطولة كأس آسيا 2019 لكرة القدم. وذلك في ظل اعتماده على فريق مفعم بالشباب بعد ابتعاد العديد من النجوم الكبار أصحاب الخبرة. ويستهل المنتخب العراقي (أسود الرافدين) مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الفيتنامي الثلاثاء على ملعب “مدينة زايد الرياضية” بأبوظبي في ما يلتقي في الجولة التالية نظيره اليمني قبل أن يختتم مباريات المجموعة بمواجهة في غاية الصعوبة أمام نظيره الإيراني. ويطمح المنتخب العراقي إلى حسم تأهله للدور الثاني مبكرا قبل مواجهة الاختبار الإيراني الصعب.

ولهذا، يبحث أسود الرافدين عن ضربة بداية قوية في البطولة من خلال تحقيق فوز كبير ومطمئن على المنتخب الفيتنامي في مباراة هي الأسهل للفريق على الأقل من الناحية النظرية. ويدرك المنتخب العراقي أن سهولة المواجهة تمثل سلاحا ذا حدين حيث يخشى السلوفيني سريتشكو كاتانيتش المدير الفني لأسود الرافدين من الثقة الزائدة لدى لاعبيه لا سيما وأن معظمهم من العناصر الشابة. ولهذا، عكف سريتشكو خلال الفترة الماضية على توعية لاعبيه بضرورة التعامل بكل جدية مع المباراة واحترام المنافس والتركيز التام في اللقاء من أجل الفوز بأكبر عدد ممكن من الأهداف.

وفاجأ المنتخب العراقي العالم كله عام 2007 بعدما تغلب على المشاكل الداخلية في بلاده وانتزع لقب كأس آسيا 2007، وذلك للمرة الأولى في تاريخه. ولم يكن اللقب هو الأول أو الوحيد في تاريخ المنتخب العراقي ولكنه كان الأغلى والأهم حيث سبقه فوز الفريق بلقب كأس الخليج ثلاث مرات وكأس اتحاد دول غرب آسيا، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية وخمسة ألقاب في بطولات كأس آسيا للشباب.

ولكن فوز العراقيين باللقب الآسيوي قبل 12 عاما، في ظل ظروف قاسية ووحشية مرت بها بلادهم منذ الغزو الأميركي في 2003 لفت الأنظار بشدة إلى أسود الرافدين بعدما خطفوا اللقب من أنياب فرق عنيدة وقوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وغيرها. ولكن الحظ عاند الفريق في نسخة 2011 بقطر حيث عبر الدور الأول لكنه اصطدم في دور الثمانية للبطولة بالمنتخب الأسترالي العنيد وسقط بهدف قبل ثلاث دقائق من انتهاء الشوط الإضافي الثاني الذي لجأ إليه الفريقان بعد استمرار التعادل على مدار 118 دقيقة.

مقومات العودة

منتخب العراق يستعيد نجمه
منتخب العراق يستعيد نجمه

يمتلك المنتخب العراقي مقومات العودة بقوة إلى المنافسة على اللقب القاري في النسخة الحالية، لكن بشرط التعامل بحذر شديد مع المباريات التي يخوضها وعلى لاعبيه أن يسعوا تدريجيا لاكتساب الخبرة مع هذا التدرج التصاعدي في مستوى مباريات الفريق بالدور الأول. ويمتلك كاتانيتش الخبرة الكبيرة التي تمتد لأكثر من عقدين وشملت فترات تدريبية مع منتخبات سلوفينيا ومقدونيا والإمارات ونادي أولمبياكوس اليوناني.

كما يدعم موقف الفريق في النسخة الجديدة من البطولة الآسيوية ظهور مواهب شابة مثل علاء عباس ومهند علي وصفاء هادي وحسين علي وأيمن حسين، أضيفت إلى عدد قليل للغاية من اللاعبين القدامى مثل حارس المرمى محمد كاصد والمدافعين علي عدنان وأحمد إبراهيم وعلي حصني الذي عاد لتوه من الإصابة ويجرى تجهيزه للمشاركة في المباراة.

وفي المقابل، وعلى رغم المشاركات والخبرة المتواضعة للمنتخب الفيتنامي (التنين الذهبي) في البطولة الآسيوية، نال الفريق دفعة معنوية هائلة قبل أقل من عام على خوض هذه النسخة من البطولة، وذلك بحصوله على المركز الثاني في البطولة الآسيوية للمنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاما) والتي أقيمت مطلع عام 2018.

ونال الفريق دفعة معنوية أخرى، حيث قاده المدرب الكوري الجنوبي بارك هانج سيو إلى الفوز بلقب بطولة كأس سوزوكي لاتحاد جنوب شرق آسيا وذلك للمرة الأولى منذ 2008. ويعتمد المدرب الكوري على فريق يجمع بين المواهب الشابة مثل نجوين كوانغ هاي ودوان فان هاو وفان دوك فان، وأصحاب الخبرة مثل دانغ فان لام وكوي نجوك هاي. ورغم الانتفاضة الجيدة للكرة الفيتنامية في 2018، تبدو فرص الفريق للعبور إلى الدور الثاني مرهونة بقدرته على تفجير مفاجأة، وهو ما يسعى إليه الفريق في مواجهته أمام العراق.

فك العقدة

من جانبه يأمل المنتخب السعودي في فك عقدته مع مبارياته الافتتاحية ضمن كأس آسيا في الألفية الثالثة، عندما يواجه كوريا الشمالية على ملعب راشد في دبي، ضمن المجموعة الخامسة من البطولة القارية التي تستضيفها الإمارات حتى الأول من فبراير. كانت بداية مشوار السعودية في كأس آسيا رائعة منذ 1984، فأحرزت ألقاب 1984 و1988 و1996، وحلت ثانية في 1992 و2000، لكنها في النسخ الأربع الأخيرة ودعت باكرا ثلاث مرات من الدور الأول في ظل بداية بطيئة. ويتفاءل الأخضر بدولة الإمارات حيث توج على أراضيها بكأس آسيا 1996 والبطولة الخليجية “خليجي 12” عام 1994.

واستقر المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي على مزيج من الوجوه الشابة وأصحاب الخبرة في تشكيلته، مستبعدا تسعة لاعبين من قائمة المونديال على غرار محمد السهلاوي وتيسير الجاسم ومهند عسيري، فيما اعتزل المدافع أسامه هوساوي ويغيب المدافع الآخر معتز هوساوي بسبب الإصابة. وأبقى بيتزي على الحارس محمد العويس والمدافعين محمد البريك وياسر الشهراني وعلي البليهي ولاعبي الوسط حسين المقهوي ويحيى الشهري والمهاجمين سالم الدوسري وفهد المولد، كما شهدت القائمة انضمام محمد الصيعري بعد تألقه مع الحزم في الدوري المحلي.

وقال بيتزي (50 عاما) الذي قاد تشيلي إلى لقب كوبا أميركا 2016 “كجهاز فني نعتقد أن هذه القائمة هي الأفضل من حيث تكامل عناصرها، وستسمح لنا بأن تكون لدينا خطط تكتيكية معينة، وأعتقد أن هؤلاء اللاعبين في أفضل حالاتهم الفنية والبدنية خلال الوقت الراهن”.

وأضاف مهاجم برشلونة الإسباني السابق “رسالتي للجميع هي أن يستمتعوا بالبطولة، ولنعلم جميعا أن كأس آسيا محفل كروي، ونحن نستحق المشاركة في هذا الحدث، ونحن من جانبنا لدينا طموح لتقديم مستوى متميز”. ويأمل بيتزي في أن يشكل عبدالعزيز البيشي (24 عاما) لاعب وسط الفيصلي قوة دفع برغم قلة خبرته الدولية.

من جهته، يعول المنتخب الكوري الشمالي على حارسه المخضرم ري ميونغ-غوك (32 عاما و120 مباراة دولية)، فيما تضم تشكيلته المهاجم باك كوانغ ريونغ (26 عاما و13 هدفا في 34 مباراة دولية) الذي أصبح في 2011 أول كوري شمالي يخوض مباراة في دوري أبطال أوروبا مع بازل السويسري. وتشارك كوريا الشمالية للمرة الخامسة في النهائيات، فحلت رابعة في 1980 وودعت باكرا في 1992 و2011 و2015.

22