العراق يبحث عن دعم عسكري أميركي لا يحتاجه

بغض النظر عن وجود جيوب متبقية من عصابات داعش إلا أن العراق أصبح أكثر استقرارا من الناحية الأمنية وقادرا على حفظ أمنه وأمن مواطنيه ولم يعد يحتاج إلى وجود دعم خارجي.
الجمعة 2023/10/20
العراق قادر على صيانة أمنه

بالرغم من أنه أمر واقع أن لا حاجة هناك إلى وجود قوات قتالية أجنبية في العراق، إلا أن وجود مستشارين يشكلون جزءا مهما من هذه القوات المتواجدة بذريعة الحرب على الإرهاب بعد مرور أكثر من ست سنوات على انتهاء الحملات العسكرية ضد داعش. ولم يلمس العراقيون جميعا موقفا رسميا ولو واحدا يهدف إلى دعم بلدهم وفق المعاهدة الإستراتيجية، بين الولايات المتحدة والعراق، التي شملت أبوابا متعددة ولم تقتصر على الجانب العسكري فقط.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحدث في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن توجهات العراق الجديدة الهادفة إلى إنهاء وجود التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حين أكد أن القوات العراقية وبمختلف صنوفها القتالية قادرة على مواجهة أي تحد يهدد البلاد وشعبها، وأنها قادرة على بسط الأمن على كافة أراضيها بعد خروج القوات الأجنبية.

بالرغم من ذلك، ارتفعت الأصوات هنا وهناك مؤخرا، تنادي ببقاء هذه القوات، لأن أصحابها يعتقدون بأن الوجود الأميركي أمر حيوي لاستقرار العراق، وأن هناك فجوات داخل البنية الهيكلية للقوات الأمنية. في حين يرى قادة الأمن أن القوات الأمنية قادرة على ضبط الأمن، وصد أي هجمة من أي تهديد قد يظهر ضد بلدهم، وأن مبررات أي وجود عسكري أجنبي، سواء مدربين أو مستشارين أو غير ذلك قد انتفت وحان الوقت للمغادرة.

بغض النظر عن وجود الجيوب المتبقية من عصابات داعش في العراق، إلا أن العراق أصبح بلدا أكثر استقرارا من الناحية الأمنية، بالإضافة إلى تنامي قدرة قواته المخصصة للحفاظ على الأمن، وجاهزيتها للتدخل ومواجهة أي اشتباك عسكري مع هذه العصابات وحسمه بسرعة، ما يعني أن هذه القوات أمست قادرة على حفظ أمنها وأمن المواطنين، ولم تعد تحتاج إلى وجود أي دعم لها – هذا إن وجد – بالإضافة إلى تكبد العراق نفقات مالية باهظة، من الأفضل أن تصرف على جوانب أخرى تلامس حياة المواطن العراقي.

9