العراق وفرضية الحرب المفتوحة القادمة

الأشهر المقبلة ستكون قاسية وتحدد ما إذا كان التصعيد سيستمر وسط تكهنات تقول إن العراق سيكون هدفا قادما لإسرائيل أو إن التغيير سيشكل نقطة تحول إيجابية في الشرق الأوسط.
الاثنين 2024/10/14
هل يتحول العراق إلى ساحة حرب مفتوحة

يبدو من خلال المعطيات على الأرض أن الأوضاع على الجبهة العسكرية تسير نحو التصعيد، وأن إسرائيل -وبدعم من الدول الغربية- ستذهب إلى حرب مفتوحة مع الدول التي تدخل في محور المقاومة، والتي منها العراق حيث من المرجح أن تبدأ إسرائيل بشن هجمات عليه، خصوصا بعد مقتل جنديين إسرائيليين بطائرة مسيرة أطلقتها الفصائل العراقية يوم الجمعة الماضي في منطقة الجولان المحتلة بسوريا.

هجوم الفصائل المسلحة زاد بشكل كبير من احتمالية دخول العراق في الصراع بصورة مباشرة. ومن خلال التقارير والتحليل نجد أن الجميع مستعد لمثل هذه المواجهة، وأن الفصائل المسلحة تتعامل مع الأمر على أنه أمر واقع وحتمي. بل ذهبت إلى أبعد من ذلك فقد أبلغت الحكومة العراقية بأنها لن تسكت إذا تم استهداف معسكرات الحشد الشعبي في العراق، وأنها ستلجأ إلى استهداف المصالح الأميركية في العراق وخارجه.

إسرائيل تستعد بالفعل لاتخاذ مثل هذه الإجراءات ضد العراق ومعسكرات الحشد الشعبي، خصوصا بعد استهداف ميناء الحديدة اليمني؛ إذ صرح وزير الحرب الإسرائيلي بأن النيران يمكن رؤيتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأن تل أبيب تبحث عن الرد المناسب سواء كان ردا مباشرا أو غير مباشر، ولكنها ستتحرك بكل تأكيد.

◄ وراء المواجهة بين المحور وتل أبيب ومن يقف خلفها، هناك بسالة وقوة لا يمكن لأساطيل الغرب أن تكسرها مهما تعقدت الأرض أو اغتيل قادة المحور، وأنهم قادرون على إدارة المعركة بحنكة ودراية وفهم عالٍ

التقارير الخبرية تقول إن إسرائيل ستذهب إلى استهداف المنشآت النفطية والطاقة والموانئ في العراق، كما حدث في اليمن. أما في المواجهة الداخلية، فإن  تصعيد الهجمات يشير إلى التحول في الحرب بين إسرائيل وحماس. فقد بدأ الصراع بين إسرائيل وحماس يتسع ليشمل المواجهة مع حزب الله. والعراق بات في مواجهة مباشرة أيضا، وهو ما قد يؤدي إلى أن يكون ساحة حرب مفتوحة، خصوصا وأن العصابات الإرهابية الممولة أصلاً من الغرب قد تهدد استقراره وأمنه.

الأشهر المقبلة ستكون قاسية على الشرق الأوسط، كما أنها ستحدد ما إذا كان التصعيد سيستمر وسط تكهنات أن العراق سيكون هدفا قادما لإسرائيل، أو أن هذا التغيير سيشكل نقطة تحول إيجابية للشرق الأوسط بشكل عام. أما تحليلاً، فإن المنطقة ستذهب إلى مسارين:

الأول: إما ستكون باتجاه التصعيد وكسر شوكة إسرائيل من قبل محور المقاومة وتحقيق انتصار يقف عنده الجميع.

الثاني: أو فتح الحوار مع إيران وإعادة فتح الملف النووي واحتواء الأزمة من قبل الغرب، والتأسيس لشرق أوسط جديد وسلمي ومعاصر.

المسار الثاني، بحسب رؤية الغرب يبدو أكثر واقعية وإن كان مستحيلاً، خصوصا وأن محور المقاومة بات أكثر قوة وتماسكا من السابق، وأن هناك متغيرات في الخطط العسكرية والإستراتيجية. ولكن في نفس الوقت على محور الممانعة أن يقف قليلاً ليعيد ترتيب أوراقه جيدا، وأن يقرأ الواقع جيدا ويدرك أن هناك حربا جديدة دخلت هي حرب الإلكترونيات، وأن هناك عدم تكافؤ بين إسرائيل ومن يقف خلفها من العالم وبين محور المقاومة بإمكانياته العسكرية المحدودة. ولكن بالمجمل، وراء المواجهة بين المحور وتل أبيب ومن يقف خلفها، هناك بسالة وقوة لا يمكن لأساطيل الغرب أن تكسرها مهما تعقدت الأرض أو اغتيل قادة المحور، وأنهم قادرون على إدارة المعركة بحنكة ودراية وفهم عالٍ.

8