الطائرات تشن حربا على الدوباس لإنقاذ نخيل العراق

مروحيات عسكرية تشن حربا على "قاتل النخيل" في قرية الهويدر بمحافظة ديالي الذي سبّب للمزارعين والفلاحين خسائر جسيمة.
السبت 2020/06/06
بلد النخيل يتجند لحماية تموره

شنت مروحيات عسكرية عراقية حربا على بساتين النخيل في محافظة ديالى الشرقية، بهدف حماية التمور من خطر حشرة الدوباس المشهورة بين الفلاحين بأنها قاتل النخيل.

ديالى (العراق) – حلقت مروحية عسكرية عراقية، بعد غياب دام أكثر من 5 سنوات، فوق بساتين النخيل في قرية الهويدر أقدم قرى محافظة ديالى وأشهرها ببساتين النخيل، لتعلن استئناف حملات مكافحة حشرة الدوباس التي يطلق عليها اسم “قاتل النخيل”.

وتعد حشرة الدوباس واحدة من أخطر الحشرات التي تصیب النخیل، وظهرت لأول مرة في العراق عام 1922، حيث تقوم هذه الحشرة بامتصاص العصارة النباتية من السعف والعذوق والثمار وتفرز مادة دبسية تسبب الإصابة بالفطريات فيتجمع عليها التراب، ما يؤدي إلى تلف التمور.

وجاء استئناف هذه الحملة بعد ظهور إصابات كثيرة بهذه الحشرة وبشكل لافت في العديد من بساتين النخيل في محافظة ديالى شرقي العراق، من أجل شن حرب على قاتل النخيل الذي سبّب للمزارعين والفلاحين خسائر جسيمة.

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قال مدير إعلام زراعة ديالى محمد المندلاوي، إن مروحية تابعة لطيران الجيش بدأت أولى طلعاتها لمكافحة حشرة الدوباس فوق بساتين النخيل بقرية الهويدر (10 كلم) شمال شرق بعقوبة المشهورة ببساتين النخيل.وأوضح أن استئناف المكافحة جاء بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات لسببين رئيسيين، هما الأمن وقلة الإصابات المسجلة بحشرة الدوباس.

وأضاف أن “عملية المكافحة تجري وفق خطة ممنهجة من ناحية مكافحة البساتين المصابة بالدوباس حصريا”.

وتسببت هذه الحشرة بخسائر جسيمة للمزارعين ما دفعهم إلى الضغط على الجهات المختصة من أجل القيام بحملات لمكافحة هذه الحشرة التي تعد العدو الأول للنخيل.

وأكد فرحان العبيدي، مزارع من أهالي بعقوبة، أن “بساتين النخيل لم تجر مكافحتها منذ العام 2014 وربما أكثر، ما انعكس سلبا على النخيل خاصة مع تكرار تسجيل الإصابات بحشرة الدوباس التي تمثل قاتل النخيل نظرا إلى ما تسببه من هلاك للأشجار وضعف في الإنتاجية بشكل كبير”.

وتابع العبيدي أن “ملف المكافحة متقطع في ديالى والأسباب تتعلق بالأمن خاصة في ظل وجود نشاط لجماعات متطرفة في العديد من المناطق الزراعية، ما يجعل تحليق المروحيات أمرا بالغ الخطورة، لأنها يجب أن تحلق على ارتفاع منخفض لرش المبيدات على أشجار النخيل”.

ويذكر أن وزارة الزراعة العراقية كانت لديها طائرات خاصة لمكافحة الحشرات والآفات التي تهدد الأشجار والمزارع، وتقوم وفق جدول زمني بتنظيم حملات لمكافحة جميع الأمراض التي تصيب المزروعات، لكن بعد عام 2003 وانتشار الفوضى وتدهور الوضع الأمني غابت حملات المكافحة، ما أدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين والفلاحين.

وقال رئيس اللجنة الزراعية في مجلس ديالى المنحل حقي الجبوري إن “المحافظة تضم ما بين 30 و50 ألف دونم من بساتين النخيل منتشرة في 12 منطقة أبرزها في بعقوبة والخالص وبهرز والوقف”، لافتا إلى أن حشرة الدوباس هي أحد خمسة عوامل رئيسية تُعدّ بمثابة قاتل النخيل خلال السنوات الماضية.

وأضاف الجبوري أن “المساحات المزروعة بالنخيل انحصرت بشكل كبير لتصل إلى 25 في المئة من مساحاتها الكلية خلال السنوات الـ17 الماضية بسبب انتشار حشرة الدوباس والجفاف وتردي الملف الأمني الذي دفع العديد من المزارعين إلى النزوح وترك بساتينهم خوفا على حياتهم”.

وأوضح أن عمليات مكافحة النخيل لا تجري كل عام بشكل منتظم بل هي متفاوتة نتيجة الأوضاع الأمنية.

وأكد وهاب محمد، مهندس زراعي، أن “بساتين ديالى تعرضت بعد عام 2003 إلى أقوى معدلات الإصابة بحشرة الدوباس”. وأضاف أن “الدوباس بالفعل يمثل قاتل النخيل ويتسبب بأضرار لا تحصى”.

24