الصين تفتتح أكبر دورات الألعاب الآسيوية

تفتتح أكبر دورة ألعاب آسيوية في التاريخ بمشاركة نحو 12 ألف رياضي ورياضية، أي أكثر من دورة الألعاب الأولمبية، اليوم السبت في مدينة هانغجو الصينية بعد تأجيلها لمدة عام بسبب فايروس كورونا. ويتنافس المشاركون الذين من بينهم أبطال عالم وأولمبياد، من أجل الحصول على ميداليات في 40 رياضة، من ألعاب القوى والسباحة وكرة القدم إلى الرياضات الإلكترونية والبريدج.
هانغجو (الصين) - يتوقع أن يهيمن الرياضيون الصينيون على دورة الألعاب الآسيوية التي تستضيفها مدينة هانغجو (جنوب شرق البلاد) بدءا من اليوم السبت، وهي محطة رئيسة قبل إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس صيف عام 2024.
تعتبر الصين منذ ثمانينات القرن الماضي، القوّة الرياضية العظمى على الصعيد القاري حيث تحصد أكبر عدد من الميداليات من أي دولة أخرى في هذا الحدث القاري متعدّد الرياضات، لتضع حدا لسيطرة اليابان الطويلة على المركز الأول في الترتيب العام.
وستكون تسع رياضات، من بينها الملاكمة والبريك دانس وكرة المضرب، مؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية المقررة في باريس العام المقبل. وكان مقررا أن تقام الألعاب الآسيوية في سبتمبر الماضي، لكنها تأجلت بسبب قواعد الصين الصارمة الخاصة بالقضاء على فايروس كورونا، قبل أن يتخلى الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد عن هذه السياسة فجأة.
منافسة قوية
وتجمع النسخة التاسعة عشرة من الآسياد التي أقيمت لأول مرة في نيودلهي عام 1951، متنافسين من 45 دولة في القارة الصفراء. وتشكل دورة الألعاب الآسيوية بالنسبة إلى الصين التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في “فقاعة” آمنة من فايروس كورونا في بكين، فرصة لإظهار براعتها التنظيمية والرياضية والتكنولوجية بعد سنوات الوباء التي عزلت البلاد عن عالم الرياضة.
وقال مدير المتحدثين باسم الألعاب تشن ويتشيانغ الأربعاء “لقد تغلبنا على الكثير من التحديات ولكننا الآن جاهزون تماما لاستضافة دورة آسيوية ناجحة”.
ستقام الألعاب في 54 موقعا رياضيا، بينها 14 شُيّدت حديثا، معظمها في هانغجو ولكنها تمتد أيضا إلى مدن بعيدة مثل ونجو، على بعد 300 كلم جنوبا. سيكون المحور الرئيسي هو الملعب الأولمبي “بيغ لوتوس” بسعة تصل إلى 80 ألف متفرج، حيث ستقام منافسات ألعاب القوى وحفلا الافتتاح والختام. تصدرّت الصين المضيفة جدول الميداليات في كل دورة ألعاب آسيوية منذ عام 1982، ومن المتوقع أن تفعل ذلك مرة أخرى بحلول موعد إسدال الستار عن الألعاب في الثامن من أكتوبر المقبل.
وتبدو الصين مرشحة للسيطرة على منافسات السباحة عن طريق تشين هايانغ الذي أعلن نفسه ملكا جديدا وبلا منازع في سباقات السباحة على الصدر في بطولة العالم. كسب السباح البالغ من العمر 24 عاما جميع السباقات الثلاثة (50 م و100 م و200 م) وسجل رقما قياسيا عالميا جديدا في سباق 200 م.
الصين مرشحة للسيطرة على منافسات السباحة عن طريق تشين هايانغ الذي أعلن نفسه ملكا جديدا وبلا منازع في سباقات السباحة
في ألعاب القوى، وهي إحدى الرياضات الأكثر متابعة عن كثب، سيدافع البطل الأولمبي والعالمي الهندي نيراج شوبرا عن لقبه في رمي الرمح في دورة الألعاب الآسيوية، فيما يبحث النجم القطري المخضرم معتز برشم عن ذهبية ثالثة في الوثب العالي بعد 2010 و2014.
وسيكون الباكستاني أرشد نديم، الحائز على الميدالية الفضية في مونديال القوى في بودابست، أشرس المنافسين له، فيما سيتنافس البلدان على المعدن الأصفر في الكريكيت والهوكي. وستكون المنافسة في الرياضات الإلكترونية التي يُنظر إليها على أنها خطوة نحو الإدماج الأولمبي يوما ما، رسمية لأول مرة في الألعاب الآسيوية، بعد أن كانت رياضة استعراضية قبل خمس سنوات.
وسيقود لي سانغ – هيوك المعروف بلقب “فايكر”، هو شخصية أسطورية في الرياضات الإلكترونية ومعروف على نطاق واسع بأنه أفضل لاعب في دوري الأساطير على الإطلاق، المنتخب الكوري الجنوبي في مركز هانغجو الصيني للرياضات الإلكترونية. هناك حافز إضافي أثار جدلا في كوريا الجنوبية، وهو أن الفوز بالذهب سيعفيهم من أداء الخدمة العسكرية.
من سمات الألعاب الآسيوية أنها تشمل رياضات أكثر غرابة قليلا من الألعاب الأولمبية، على غرار لعبة شيانغ تشي المعروفة أيضا باسم “الشطرنج الصيني”، والبريدج، إحدى ألعاب الورق المعروفة عالميا، والكوراش، وهي شكل قديم من أشكال المصارعة، وهي جميعها موجودة في قائمة الرياضات التي سيتنافس فيها المشاركون والمشاركات.
ورغم أن الافتتاح الرسمي للألعاب سيكون السبت، إلا أن بعض المنافسات الرياضية بدأت الثلاثاء، عندما عادت كوريا الشمالية إلى المنافسة الدولية الكبرى لأول مرة منذ الوباء، بفوزها على تايوان 2 – 0 في دور المجموعات لمسابقة كرة القدم للرجال.
محطة مهمة
وستكون النسخة التاسعة عشرة من الألعاب الآسيوية التي تفتتح في مدينة هانغجو، المركز التكنولوجي في جنوب شرق البلاد، في الثالث والعشرين من سبتمبر، محطة مهمة للفريق الصيني على الطريق إلى أولمبياد باريس العام المقبل. ستشارك الصين ببعثة ضخمة بأكثر من 900 رياضي في أكبر الألعاب على الإطلاق، حيث تتنافس العشرات من الدول المشاركة على 481 ميدالية ذهبية.
سيكون الكبرياء الوطني على المحك، حيث من المقرّر أن تكون ألعاب هانغجو التي تأجلت لمدة عام بسبب وباء كوفيد، أكبر حدث رياضي في البلاد بعد أن تخلّت الصين فجأة عن سياستها الصارمة بمكافحة كوفيد وأعادت فتح حدودها الشتاء الماضي. وقال جونغ – وو لي، خبير السياسة الرياضية في جامعة إدنبره، لوكالة فرانس برس إن الألعاب “من المرجّح أن تكون تمرينا للقوة الناعمة للصين بعد الوباء، في ملعب مكتظ بحضور قادة سياسيين ورجال أعمال من آسيا”.
وأضاف لي “مع بقاء أقل من عام واحد على دورة باريس 2024، تُعدّ هانغجو مناسبة مفيدة بشكل خاص للاختبار والتحقق من جاهزية الفريق الصيني للألعاب الأولمبية”. وتشارك الصين بكوكبة من نجوم لعبة كرة الطاولة أحد اختصاصها التقليدي. وسيلعب بطلا العالم الحاليان فان جندونغ ووانغ تشوتشين مباراتي الفردي والزوجي للرجال، بينما تقود سون يينغشا المصنفة أولى عالميا فريق السيدات.
النجوم الصاعدة

تراهن الصين أيضا على النجاح في مجالات أقل تقليدية، وخاصة مع ظهور التخصّصات الجديدة مثل “البريك دانس” والرياضات الإلكترونية لأوّل مرّة. تباهت راقصة البريك دانس المراهقة ليو تشينغيي بحركاتها، في طريقها لأحراز المركز الأول في بطولة “أوتبريك يوروب” في سلوفاكيا الشهر الماضي، لتصبح أول امرأة صينية تفوز بالبطولة.
وأصبحت هذه الرياضة التي انتشرت بين راقصي الشوارع في نيويورك في سبعينات القرن العشرين، ذات شعبية كبيرة في الدولة الواقعة في شرق آسيا، حيث تابع الملايين برنامج تلفزيون الواقع “ستريت دنس أوف تشاينا” وتقدّم المدارس في جميع أنحاء البلاد دروسا.
وقالت ليو، التي ستتنافس في دورة الألعاب الآسيوية، لوسائل الإعلام الرسمية، إنها تحلم “بالصعود على منصة التتويج في أولمبياد باريس”، وأضافت لصحيفة “غلوبال تايمز”، “الصين لديها الكثير من الفتيان والفتيات الواعدين. لدينا أيضا مزايانا وأساليبنا الخاصة”.