الصناعات الغذائية في الأردن تتحدى وباء كورونا

استحداث 112 خط إنتاج جديد في الصناعات الغذائية خلال جائحة كورونا.
السبت 2020/08/29
تشجيع الاستثمار في الموروث الغذائي المحلي

عمان – أثبتت الصناعات الغذائية الأردنية قدرتها على الاستمرار والإنتاجية على الرغم من تداعيات كورونا، ما جعلها محط أنظار العديد من المستثمرين في الخارج، في ظل زيادة عدد خطوط الإنتاج وفقا لمواصفات عالمية وجودة عالية.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة المدن الصناعية لؤي سحويل لوكالة الأنباء الأردنية “بترا”، “إن قطاع الصناعات الغذائية في المملكة، يعتبر من أهم القطاعات المنتجة، ويسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل، إذ تشكل منشآت قطاع الصناعات الغذائية 15 في المئة من إجمالي عدد المنشآت الصناعية العاملة في المملكة”.

وأضاف أنه تم تصدير بضائع غذائية إلى سبعين سوقا حول العالم، وقدرت نسبة النمو في الصادرات بحوالي تسعة في المئة، وتغطي المنتجات الغذائية التصنيعية المحلية ما نسبته 62 في المئة من حاجة السوق المحلي.

وانطلاقا من رؤية المملكة للتغلب على تداعيات كورونا، تم تشكيل عدة لجان متخصصة للتركيز على الأمن الغذائي والدوائي والمستلزمات الطبية، لضمان استمرارية واستدامة سلاسل التزويد، إذ شُكلت لهذه الغاية لجنة التصنيع الغذائي، وفقا لسحويل.

وأضاف سحويل أن هناك توجها للاستعانة بخبراء للعمل مع شركات غذائية قائمة حاليا بحاجة إلى التوسع في الإنتاج والتشغيل لتحقيق الأهداف الوطنية الاستراتيجية من الاكتفاء الذاتي وزيادة نمو الصادرات والتشغيل وتعزيز القيمة المضافة.

من جانبه، قال رئيس غرفة صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير، إنه وخلال الأزمة أثبتت الصناعة الأردنية قدرتها على تلبية حاجة الأسواق من كل السلع الأساسية المحلية.

ظروف كورونا أوجدت الكثير من الفرص في الصناعات الغذائية كمشروع البطاطا المجمدة والعصائر ومصانع الأعلاف

‏ وأضاف أنه تم خلال الجائحة تطوير العديد من الصناعات الأردنية، واستحداث نحو 112 خط إنتاج، مشيرا في الوقت ذاته إلى الكثير من الفرص التي أوجدتها ظروف كورونا في الصناعات الغذائية، كمشروع البطاطا المجمدة، والعصائر، ومصانع الأعلاف.

وأشار إلى أهمية الاستفادة من الزراعة والصناعة بشكل أكبر مما مضى، إذ تشير التوقعات والدراسات، وفقا له، إلى أن العالم سيحتاج إلى الغذاء أكثر من السابق خلال الفترات القادمة وخاصة في العام 2021.

وعلى الرغم من الآثار السلبية المتولدة عن انتشار فايروس كورونا على القطاعات الاقتصادية المختلفة، إلا أنه حمل معه فرصا وتوجيهات إيجابية بدأت تلوح بالأفق وظهر الاهتمام بها، وعلى رأسها ضرورة التوجه نحو الاعتماد على الذات ودعم الإنتاج المحلي بما يحقق الاكتفاء الذاتي في الأردن وخاصة من السلع الأساسية بأشكالها المختلفة.

وأوضح أن انعكاسات الجائحة جاءت إيجابية لتوجيه المعنيين بضرورة بناء الروابط التكاملية بين الصناعات الغذائية من جهة، والزراعة بأشكالها من جهة أخرى، وبما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي في الأردن، ويحقق المنفعة المطلوبة لكل من القطاعين الزراعي والصناعي.

وأشار إلى أن الأردن يتمتع بوجود العديد من الصناعات التنافسية، ولديه القدرة على سد احتياجات السوق المحلية واستغلال الفرص التصديرية وعلى رأسها قطاع الصناعات الغذائية.

دعم الإنتاج المحلي
دعم الإنتاج المحلي

وبين أن الظروف القاسية التي مرّت على الصناعة الأردنية، عزّزت مهارة الصانع بشكل أكبر بتحديه للصعاب والكلف الإنتاجية الباهظة عليه، واستمرّ بآلية العمل المعهودة بتميزها، إذ برزت العديد من الصناعات الغذائية كالحلويات العربية على مستوى المنطقة، إضافة إلى التعبئة والتغليف.

رئيس جمعية مستثمري شرق عمان الصناعية محمد رضوان السعودي، أوضح أن الصناعات الغذائية هي أم الصناعات، وبقيت المصانع الغذائية ترفد السوق بالغذاء بالرغم من تحديات الأزمة، وأثبت القطاع الغذائي قدرته على حماية السوق المحلي، والذي أسهم في تحقيق الأمن الغذائي، في ظل إقبال كبير من قبل المواطنين على شراء المنتجات المحلية خلال الجائحة.

وبّين السعودي أن منتجي الصناعات الغذائية في الأردن يحرصون على جودة منتجاتهم، في ظل المنافسات العالمية الحادة، والتي تتطلب دوما الارتقاء بالمنتج المحلي إلى أعلى درجة ممكنة.

عضو غرفة صناعة عمان زكريا الفقيه، أوضح أن الصناعات الغذائية  هي من أهم الصناعات الرائدة‏، وأثبتت مكانتها خلال الأزمة نتيجة لعوامل عديدة، منها دعم القيادة الهاشمية والدعم الحكومي وإرادة الصناعيين القوية ‏بالرغم من الظروف التي أحاطت بالصناعة خلال الجائحة.

وأوضح عضو جمعية مستثمري شرق عمان حازم مصطفى أن المنتج المحلي أثبت جدارته، داعيا إلى تعزيز الشراكة بين التجار والصناعيين المحليين، الذين استطاعوا أن يصلوا بمنتجاتهم إلى 140 دولة حول العالم.

وبين أستاذ التصنيع الغذائي في الجامعة الأردنية عايد عمرو أن “من عوامل القوة في صناعاتنا الغذائية الخبرات والكفاءات العالية لإدارة المصانع، إضافة إلى وجود سوق استهلاكي مرتبط بزيادة نمو السكان، وأسعار المنتجات المقبولة، مبينا أن الأردن يمتلك الفرص التي تؤهله ليكون مركزا إقليميا في الصناعات المختلفة”.

وأضاف “لدينا تقاليد عريقة في الإنتاج الغذائي وهي محط اهتمام لدى الأسواق الخارجية، لتميز المنتج الغذائي الأردني ونكهته وجودته”.

ودعا إلى الاعتماد على المواد الأولية المحلية في الصناعة بدلا من استيرادها، وتطوير المواصفات القياسية وتوحيد الرقابة بين الجهات المعنية كوزارتي الصحة، والصناعة والتجارة، والبلديات، وإيجاد الدعم اللازم للصناعة الغذائية.

فرص للمشاريع الصغرى
فرص للمشاريع الصغرى

 

17