الشركات البريطانية بطيئة في استخدام الذكاء الاصطناعي

10 في المئة من الشركات تخطط لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
الاثنين 2023/07/10
مخاوف من تداعيات الذكاء الاصطناعي على الوظائف

دبلن - أظهرت دراسة أكاديمية حديثة أن أقل من نصف الشركات فقط في بريطانيا يمكن أن تستخدم الذكاء الاصطناعي بحلول 2025، رغم الضجيج الشديد حول قدرته على إحداث ثورة في أماكن العمل وزيادة الربحية.

وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعات كمبريدج وليدز وساسكس البريطانية، فإن 10 في المئة فقط من الشركات البريطانية ستستثمر في التخطيط لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين.

وأظهرت الدراسة التي تم نشرها في مجلة “المستقبليات الرقمية” في مركز أبحاث العمل، أن الشركات تجد أنه من الصعوبة “توظيف الأشخاص الذين يمتلكون المهارات الرقمية المناسبة”، لكن في نفس الوقت لا تخطط هذه الشركات للاستثمار في تدريب العناصر البشرية اللازمة للتعامل مع هذه التكنولوجيا.

وأجري الجزء الأول من الدراسة عامي 2021 و2022، في حين أجري الجزء الثاني منها بعد إطلاق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل منصة محادثة الذكاء الاصطناعي تشات جي.بي.تي.

وقال مارك ستيوارت من مدرسة الأعمال بجامعة ليدز “هناك مزيج من الأمل والتكهن والحماس يغذي الرواية القائلة إن تبني تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تحول سريع لسوق العمل في بريطانيا، ويزيد الإنتاجية والنمو (…) هذه الآمال تترافق مع المخاوف من تداعيات هذا التحول على الوظائف وقد يهدد وجود الوظائف ذاته”.

جل الشركات البريطانية لن تستثمر في التخطيط لاستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال العامين المقبلين

وفي الوقت نفسه كشفت الدراسة أن الاحتمال الأكبر هو أن تزيد الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي عدد العاملين فيها.

وقال ستيجن بروكي كبير خبراء الاقتصاد في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن الدراسة ترسم صورة دقيقة لتأثيرات التكنولوجيا الرقمية على أماكن العمل وتظهر كلا من المخاطر والفرص.

وجاء نشر نتائج الدراسة بعد تقارير بنكي الاستثمار الأميركيين غولدمان ساكس ومورغان ستانلي عن أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، لكنه يمكن أيضا أن يؤدي إلى فقدان ما يصل إلى 300 مليون وظيفة على مستوى العالم.

وفي مايو أعلنت شركة الاتصالات البريطانية “بي تي”، في تقريرها السنوي، نيتها إلغاء ما بين 40 و55 ألف وظيفة بحلول عام 2030 والاستغناء عن بعضها بأدوات الذكاء الاصطناعي.

وتعمل الشركة على تقليل حجم قوتها العاملة بحوالي 40 في المئة بحلول نهاية السنة المالية 2030، وذلك عبر تحويل الكثير من الوظائف إلى العمل بشكل رقمي، مع تطوير شبكاتها وإدخال الألياف التي لا تحتاج إلى القدر ذاته من مهندسي الصيانة.

وجاء الإعلان عقب يومين فقط من إعلان عملاق الاتصالات النقالة في المملكة المتحدة فودافون إلغاء 11 ألف وظيفة على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، ما يشكّل 10 في المئة من قوتها العاملة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ”بي تي” فيليب يانسن إن تخفيض قوة الشركة العاملة سيجعل عملها أصغر حجمًا مع مستقبل أكثر إشراقًا، مؤكدًا أن الشركة ستعتمد على الذكاء الاصطناعي ليحل بديلا للآلاف من الموظفين، مُضيفًا أن هذه التقنية ستكون مؤثرة بشكل كبير خلال السنوات القادمة.

وأثارت الطفرة الجديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي جدلًا بشأن المنافع الاقتصادية لهذه التقنية الجديدة في قطاع الأعمال، فضلًا عن تأثيراتها السلبية في سوق العمل.

وقد تستفيد العديد من الوظائف من الذكاء الاصطناعي مثل خدمة العملاء من خلال التواصل معهم وحل مشكلاتهم، والبرمجة بكل أنواعها، وقطاع الإعلانات، وأعمال السكرتارية.

ولكن في المقابل تشير توقعات خبراء اقتصاديين إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يستحوذ على وظائف يعمل بها نحو مليار شخص على مستوى العالم خلال السنوات العشر المقبلة.

16