الشباب متهمون بعودة كورونا بسبب حبهم للحياة

خبراء عالميون يدعون الشباب إلى التحلي بروح "المسؤولية"، بعد اتهام مباشر لهذه الفئة مؤخرا في نشر الوباء.
الأحد 2020/08/09
شباب مطالبون بالتساؤل: هل نحن في حاجة للذهاب إلى تلك الحفلات

تتهم منظمة الصحة العالمية الشباب وتحمّلهم مسؤولية تجدد انتشار فايروس كورونا، معتبرة أنهم أكثر فئة أنانية بوصفهم لا يلتزمون بإجراءات الوقاية ويتعمدون كسر القيود بالتوجه نحو الشوارع والغابات والشواطئ لإقامة حفلاتهم.

لندن – تحمّل جهات عدة بينها منظمة الصحة العالمية وهيئات عامة في بلدان مختلفة، الشباب مسؤولية الانتشار المتجدد لفايروس كورونا المستجد، بسبب ما يعتبره البعض سلوكا أنانيا ومتهورا من هذه الفئة التي يصعب إقناعها بالالتزام بالضوابط خصوصا في أوج الاحتفالات الصيفية.

ودعا مايكل راين، مدير الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية، الشباب إلى التحلي بحس “المسؤولية”، متوجها إلى أفراد هذه الفئة بالقول “اطرحوا على أنفسكم السؤال: هل أنا في حاجة حقا لأذهب إلى هذه الحفلة؟”، وذلك بعد اتهام مباشر للشباب نهاية الشهر الماضي بالمساهمة في نشر الوباء.

فقد ترافق موسم العطلة الصيفية ورفع القيود في أكثرية الدول مع ازدياد كبير في المشاريع الخارجية للشباب بين 15 عاما و25 ممن يُقبلون بشدة على المشاركة في الحفلات.

وتشير السلطات الصحية إلى أن النوادي الليلية تشكل بؤرا أساسية لتفشي كوفيد – 19. وقد كان لسويسرا، وهي من بين آخر البلدان التي أعادت فتح نواديها الليلية، تجربة خاصة في هذا المجال. وأشار ديدييه بيتيه، رئيس قسم الوقاية من الأمراض المعدية في المستشفيات الجامعية في جنيف، إلى أنه ثبت في جنيف أن ما بين 40 في المئة و50 في المئة من الحالات المكتشفة في الأسبوعين الأخيرين من يوليو الماضي “كانت مرتبطة بأناس ارتادوا النوادي الليلية والحانات، وهي أماكن تشهد رقصا وتبادلا للقبلات”.

وفي بلدان أخرى، أغلقت النوادي الليلية أو جرى تحويلها إلى حانات صغيرة يمنع فيها الرقص، كما في إيبيزا في أرخبيل البليار الإسباني، إحدى عواصم السهر في العالم.

غير أن هذا الوضع دفع برواد السهر إلى التوجه نحو الشوارع والغابات والشواطئ لإقامة حفلاتهم.

وقرب مانشستر، جمعت سهرات راقصة ما بين ألفي شخص وأربعة آلاف. وفي لندن، تداهم الشرطة باستمرار مواقع تشهد حفلات سرية، فيما استحالت غابة فنسان في باريس مرتعا للحفلات الحرة.

الشباب.. فئة يصعب إقناعها بالالتزام بالضوابط الصحية
الشباب يشكلون المجموعة الأكثر عصيانا على المراقبة

ويرى منظمو هذه الحفلات السرية التي لا تشهد أي وضع للكمامات أو التزام بالتباعد الجسدي، من أمثال أنطوان كالفينو أن “الاحتفال أمر حيوي.. وهو يشكّل متنفسا لا مثيل له”.

وتبدي ألمانيا كذلك قلقا مما يسميه رئيس معهد روبرت كوخ المرجعي لوثار فيلر “حفلات ارتجالية متهورة”. وهو يقول “رغم أن الأشخاص المشاركين هم من الشباب الذين تشير الإحصاءات إلى أنهم أقل عرضة للإصابة بالمرض بدرجة خطرة، قد ينقلون العدوى إلى عائلاتهم”.

وفي كندا، يشكل الأشخاص دون سن 39 عاما أكثرية واضحة من الحالات الجديدة. وهؤلاء “ليسوا أشخاصا لا يُقهرون” بمواجهة المرض، بحسب هيئة الصحة العامة. وتحاول السلطات الطبية في كل مكان تطويق هذه الظاهرة.

وتسعى إسبانيا إلى التصدي للمشكلة جذريا. ويقول خبير الأوبئة في وزارة الصحة فرناندو سيمون إن “الشباب يشكلون المجموعة الأكثر عصيانا على المراقبة” خصوصا مع “نمط حياتهم ورغباتهم المختلفة جدا في العيش”، داعيا إلى اعتماد أسلوب “عقابي” عند اللازم لكن من دون “شيطنة” هذه الفئة.

لكن إيجاد الطريقة المناسبة للتوجه لهؤلاء مهمة صعبة.

ويتساءل عالم الاجتماع ماريانو أوراكو “أي معلومات حفظها الشباب؟”، قائلا إنه في البداية “كان الحجر المنزلي بعدها أتت الحرية. بالنسبة لهؤلاء، لا حرية مشروطة بل كاملة”. وبعد حملة تحذيرات من مخاطر شرب الكحول في الأماكن العامة، وزعت بلدية مدريد تسجيلا مصورا يشرح أهمية وضع الكمامة رغم كونها غير مريحة.

ويبيّن التسجيل المصور مجموعة من الشباب يحتسون المشروبات ثم يرقصون في النادي الليلي، قبل أن يظهروا في غرفة العناية الفائقة ثم في مشهد إحراق للجثث. وينتهي التسجيل المصور بعبارة “ثمة أمور تسبب الحر أكثر من وضع كمامة. فلتحموا أنفسكم ولنحم أنفسنا”.

الشباب.. فئة يصعب إقناعها بالالتزام بالضوابط الصحية
الشباب.. فئة يصعب إقناعها بالالتزام بالضوابط الصحية

 

24