السيارات منجم من البيانات للشركات المصنعة

السيارات الحديثة أسوأ منتج لحماية البيانات الشخصية.
الجمعة 2023/09/08
احذر، هناك من يتجسس على محادثاتك

نيويورك - توصّلت دراسة نشرتها الأربعاء مؤسسة “موزيلا” إلى أنّ السيارات الحديثة هي بمثابة “كابوس” لمسألة حماية البيانات الشخصية، معتبرةً أنّ هذه المركبات تشكل منجم معلومات للشركات المصنعة التي تستخدم هذه المعطيات وتبيعها كما تشاء.

وراجعت المؤسسة التي تتخذ من سان فرانسيسكو في كاليفورنيا مقراً، نماذج لأكثر من 25 ماركة سيارات تحظى بشعبية، وخلصت إلى أن كل المركبات من دون استثناء، “تجمع بيانات شخصية أكثر من المفترض”.

وأكدت المؤسسة التي سبق أن أجرت دراسات على الساعات الذكية ومكبرات الصوت المتصلة وتطبيقات التأمل أنّ “السيارات هي أسوأ منتج” أخضعته المؤسسة لدراسة “ناحية حماية البيانات الشخصية”.

وبحسب الدراسة أدى العدد المتزايد من أجهزة الاستشعار في السيارات، بما في ذلك أجهزة التحكم عن بعد ووحدات التحكم الرقمية بالكامل، إلى تحويل السيارات إلى آلات ضخمة لجمع البيانات. ومع ذلك، فإن السائقين ليست لديهم سيطرة تذكر على البيانات الشخصية التي تجمعها سياراتهم، وفقًا للباحثين. وتؤدي المعايير الأمنية الغامضة إلى تفاقم المشكلة، حيث أن شركات صناعة السيارات لديها تاريخ من التعرض للقرصنة.

وبإمكان الشركات المصنّعة إدخال معلومات متعلقة باستخدام السيارة (القيادة)، ولكن أيضاً مرتبطة بالخدمات المتصلة الخاصة بالسيارة، بالإضافة إلى تطبيقات خارجية مثل برامج الملاحة أو الراديو الذي يستند إلى البث التدفقي.

من الأسباب التي جعلت "تيسلا" تحل في المرتبة الأخيرة برنامجها للذكاء الاصطناعي الذي "لا يتمتع بموثوقية"

ويتيح البرنامج الموجود في السيارة إمكانية جمع بيانات من هاتف ذكي إذا كان متصلاً أو إذا حمّل المستخدم تطبيق الشركة المصنعة.

ومن بين مختلف الماركات التي أًخضعت للدراسة، وحدهما “رينو” و”داسيا” المنتميتان إلى المجموعة نفسها، تشيران إلى أنّ سائقي السيارات من حقهم طلب حذف البيانات الشخصية التي جُمعت خلال استخدام السيارات.

ولفت نحو 84 في المئة من الشركات المصنعة إلى إمكانية مشاركة المعلومات التي تم جمعها، بينما أشارت 76 في المئة (19 ماركة) منها إلى إمكانية بيع هذه البيانات.

وفي ترتيب الماركات الذي يستند إلى معايير عدة مرتبطة بحماية البيانات الشخصية، أتت “تيسلا” في المرتبة الأخيرة. ومن الأسباب التي جعلت “تيسلا” تحلّ في المرتبة الأخيرة برنامجها للذكاء الاصطناعي الذي “لا يتمتع بموثوقية”، بحسب مؤسسة “موزيلا” المعروفة بمتصفّحها “فايرفوكس” والتي ترغب في أن توفر حماية للبيانات الشخصية أكثر ما يؤمّنه منافسوها الرئيسيون.

وشهدت “تيسلا” مرات عدة أعطالاً في برنامج مساعدة السائق الخاص بها. وفي يونيو 2022، أفاد تقرير أصدرته الإدارة الوطنية للسلامة على الطرق السريعة بأنّ مركبات من طراز “تيسلا” مجهزة ببرنامج للقيادة الذاتية تعرضت لـ273 حادث سير في الولايات المتحدة.

وأطلقت وزارة العدل الأميركية تحقيقاً في المسألة، بحسب وثيقة صدرت في أواخر يناير.

وكانت المرتبة ما قبل الأخيرة في التصنيف من نصيب شركة “نيسان” التي رجّحت “موزيلا” أنها تستخرج بيانات مرتبطة بـ”النشاط الجنسي” لمستخدمي سياراتها.

أما من ناحية حماية هذه البيانات، فذكرت الدراسة أنّ 17 ماركة من أصل 25 مسؤولة عن تسريبات واختراقات خلال السنوات الثلاث الماضية.

12