السوبر الأوروبي: خبرة ريال مدريد تتحدى أحلام أتالانتا

حقبة الفرنسي مبابي مع الملكي تبدأ بقوة.
الأربعاء 2024/08/14
قوة ضاربة

يلتقي ريال مدريد، بطل دوري أبطال أوروبا، مع أتالانتا بطل الدوري الأوروبي في كأس السوبر الأوروبي 2024 على الملعب الوطني في وارسو ببولندا. ويسعى الملكي إلى الحصول على لقب كأس السوبر للمرة السادسة، في حين يتطلع أتالانتا بقيادة المدرب الإيطالي جيان بييرو غاسبريني إلى كتابة التاريخ بتحقيقه الكأس للمرة الأولى.

وراسو - ترفع الستارة عن الموسم الكروي الجديد في الملاعب الأوروبية (2024 – 2025)، حينما يلعب ريال مدريد الإسباني مع أتالانتا الإيطالي، اليوم الأربعاء، في العاصمة البولندية وارسو في مباراة كأس السوبر الأوروبي لكرة القدم.

ويلعب الريال في المسابقة، التي انطلقت نسختها الرسمية الأولى عام 1973، للمرة التاسعة، بعدما توج بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي للمرة الـ15 في تاريخه، عقب فوزه 2 – 0 على بوروسيا دورتموند الألماني في المباراة النهائية، ليعزز رقمه القياسي كأكثر الأندية تتويجا بالبطولة عبر التاريخ.

في المقابل، يشارك أتالانتا في البطولة للمرة الأولى، عقب فوزه التاريخي وغير المتوقع في الموسم الماضي بلقب الدوري الأوروبي، إثر انتصاره 3 – 0 على باير ليفركوزن، الفائز بالثنائية المحلية (الدوري الألماني وكأس ألمانيا).

وعلى ملعب (ويمبلي) العريق في العاصمة البريطانية لندن، دفع دورتموند ثمن إهدار لاعبيه الفرصة تلو الأخرى، لتلعب خبرة لاعبي الريال بقيادة المدير الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، دورا حاسما في تتويج الفريق الإسباني باللقب في النهاية، ليحكم قبضته أكثر على عرش الساحرة المستديرة في القارة العجوز.

وهز داني كارفخال والبرازيلي فينيسيوس جونيور شباك دورتموند في الشوط الثاني من عمر اللقاء، ليستعيد الريال اللقب الذي غاب عنه في النسخة السابقة، ويحصل على بطولته الثالثة في موسم 2023 – 2024، الذي شهد حصده أيضا لقبي الدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني.

وكان وداع كأس ملك إسبانيا مبكرا من دور الـ16 هو الإخفاق الوحيد في الموسم الماضي لكتيبة المدرب أنشيلوتي، الذي اختار البقاء في منصب المدير الفني للريال موسما آخر على الأقل، رغم التكهنات التي أثيرت في وقت سابق عن توصله إلى اتفاق لتدريب منتخب البرازيل.

رقم قياسي

فريق أتالانتا يتطلع بقيادة المدرب الإيطالي جيان بييرو غاسبريني إلى كتابة التاريخ بتحقيقه لقب الكأس للمرة الأولى

ويأمل الريال في التتويج بلقب السوبر الأوروبي للمرة السادسة والانفراد بالرقم القياسي كأكثر الأندية الفائزة بالبطولة، الذي يتقاسمه حاليا مع برشلونة وميلان.

وتقمص النجم النيجيري أديمولا لوكمان دور البطولة في تتويج أتالانتا بالدوري الأوروبي، بتسجيله أهداف الفريق الثلاثة في مرمى ليفركوزن، ليكبد الفريق الإيطالي نظيره الألماني خسارته الوحيدة خلال الموسم الماضي بمختلف المسابقات، ويسجل ظهوره الأول في لقاء السوبر الأوروبي.

ورغم الحملة المذهلة لأتالانتا في الدوري الأوروبي الموسم الماضي، والتي شملت الإطاحة بليفربول الإنجليزي من دور الثمانية، فإن الكثيرين لم يراهنوا على فوز رجال المدرب الإيطالي جيان بييرو جاسبريني على ليفركوزن في النهائي، وانتزاع أتالانتا لقبه الأوروبي الأول، الذي كان أيضا أول بطولة يحصل عليها الفريق على الصعيدين المحلي أو القاري منذ 61 عاما.

ومن إهدار ركلة جزاء مروعة على طريقة بانينكا ضد ويستهام يونايتد بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال مشواره مع فريقه السابق فولهام إلى أن أصبح أول رجل يسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) في نهائي الدوري الأوروبي، ربما دمر لوكمان بمفرده دفاع ليفركوزن بأهدافه الرائعة، لكن جاسبريني تلقى العديد من الإشادة لإستراتيجيته التي اعتمد عليها أمام ليفركوزن، الذي كان يلقب بـ”الفريق الذي لا يقهر” آنذاك.

وقد استكملت مسيرة المجد التي حققها أتالانتا في الموسم الماضي، بحصول الفريق على المركز الرابع في ترتيب الدوري الإيطالي، وتواجده في الوصافة ببطولة كأس إيطاليا. كما يستعد أتالانتا لمواجهة فريق ليجا دي كيتو الإكوادوري، الفائز بلقب (كوبا سود أمريكانا) في بطولة التحدي بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ونظيره الأميركي الجنوبي (كونميبول)، بالإضافة إلى مشاركته في كأس السوبر الإيطالي العام المقبل.

ومع ذلك، لم يحقق أتالانتا النتائج المرجوة منه خلال لقاءاته الودية التي خاضها تحضيرا للموسم الجديد، حيث تعادل 2 – 2 مع ألكمار الهولندي، قبل أن ينال خسارتين قاسيتين 1 – 4 أمام بارما الإيطالي، و0 – 3 أمام سانت باولي الألماني، غير أن الفريق الإيطالي سيحاول تحقيق المفاجأة أمام الريال، مثلما فعل في العاصمة الأيرلندية دبلن بنهائي الدوري الأوروبي.

رحلة جديدة

مبابي يعود من مشاركة مخيّبة للآمال في كأس أوروبا للمنتخبات حيث خرج المنتخب الفرنسي من الدور نصف النهائي على يد إسبانيا

يبحث النجم الفرنسي كيليان مبابي عن تسجيل انطلاقة قوية بقميص ريال مدريد الإسباني عندما يخوض مباراته الرسمية الأولى بمواجهة أتالانتا.

ولا شك أنّ الأنظار ستكون شاخصة إلى مبابي الذي انضم أخيرا إلى النادي الذي يعشقه منذ طفولته، والذي ارتبط اسمه به لسنوات عدّة دون أن يتحقق هدف انتقاله حتى الصيف الحالي.

ويعود مبابي من مشاركة مخيّبة للآمال في كأس أوروبا للمنتخبات حيث خرج المنتخب الفرنسي من الدور نصف النهائي على يد إسبانيا المتوجة باللقب، في حين لم يتمكن بطل كأس العالم 2018، مبابي، من تسجيل سوى هدف وحيد في البطولة القارية من ركلة جزاء في دور المجموعات في مرمى بولندا.

وفي حفل تقديم رسمي استثنائي في سانتياغو برنابيو، توجّه ابن الـ25 عاما إلى جمهور ريال بالإسبانية بطلاقة أمام ناظري والديه المتأثرين بالدموع، ومواطنه نجم النادي الملكي ومدربه السابق زين الدين زيدان الذي لم يخف أبدا رغبته في جذب الظاهرة الفرنسية إلى ريال مدريد منذ صغره “واو… وجودي هنا أمر لا يُصدّق. لقد حلمت لسنوات باللعب لريال مدريد واليوم أصبح حلمي حقيقة. أنا فتى سعيد. (…) سأهب حياتي لهذا النادي ولهذا الشعار. أنا فخور بتحقيق حلمي وأن أصبح لاعبا في أفضل ناد في تاريخ كرة القدم”. ووقعّ مبابي المنتقل إلى ريال ضمن صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع باريس سان جرمان الفرنسي، عقدا لخمسة مواسم.

وبات ريال يتسلح بترسانة هجومية متكاملة على رأسها مبابي والبرازيليان فينيسيوس جونيور ورودريغو، وخلفهم الإنجليزي المتألق جود بيلينغهام.

ويمثّل وجود هذه الكوكبة من النجوم تحديا كبيرا لأنشيلوتي، إذ بات الفريق يتمتع بتشكيلة مدججة وستكون تشكيلته الأساسية بلا أي منازع الأفضل محليا وأوروبيا وعالميا، مما يضع ضغوطا كبيرة ومضاعفة بعد أن حقق فريق العاصمة الإسبانية أهم لقبين الموسم الماضي وهما الدوري والأبطال.

وقال أنشيلوتي عن انضمام مبابي الذي يطمح لتحقيق لقبه الأول مع الفريق من مباراته الرسمية الأولى “سيجلب كيليان جودته، بالإضافة إلى صفائه وسلوكه وتفانيه. سيتعين عليه التكيف مع هذا الفريق، مثل أي شخص آخر. نحن سعداء جدا بوجود مبابي هنا لأنه يتمتع بصفات رائعة وأنا متأكد من ذلك”.

17